مازن البعيجي ||
الله سبحانه وتعالى الخالق العظيم الذي وهب الوجود بجماله وكساهُ من ضياء "التقوى" وراحة الضمير وخلاص الانسان من تبعات الذنوب الخطيرة على المتسوى النفسي وعلى المستوى الاخروي ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ) فاطر ٣٦ .
تلك النار التي ستكون حظ من يقترف الذنوب ويدمن عليها يوم القيامة ، وفي الدنيا يعيشون الضياع والشعور بالندم مع وهن التوقف لفقدهم القدرة على التوقف لأنهم مغادرين للمنهج الذي يقوي ويسند الإرادة ويضفي عليها جمال الجهاد ..
ايها الاخوة لا شيء اجمل من راحة الضمير وشعور الفرد من خلو صفحته اليومية من المعصية والحرام ولذا قيل ( كل يوم لا يعصى الله به فهو عيد ) كلمة عظيمة وكبيرة وخطيرة! لذا لا ينبغي العيش في الدنيا على نمط مدمن الذنوب والايام تسرقه والعمر يتدحرج وقوارض اللحظات تنهي يومه دون فائدة ، عدى بحر من محرمات تلقي بضلالها وردود فعلها التكونينة والوضعية تمنع الرحمة من أن تلامس قلب الانسان حتى يأتي له ملك الموت دون سابق إنذار!!!
عيش النكد ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه ١٢٤ .
والأختناق وسوء السريرة وطيران الذهن في عالم الفجور وهمس الشيطان المتكرر والضمير الذي يقرع اجراس الخطر ويحذر في كل فرصة سمحت لهُ! دون جدوى من لحظة توبة تطرق باب النفس الإمارة بالسوء!
( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) التوبة ١٠٤ .
أما من انجز تكليفهُ أو يحاول جاهداً انجاز التكليف وصد النفس عن فجورها وما تريدهُ فلهم أنس وراحة بال وهدوء وسكينة وحياة طيبة مملوءة استقرار ورضا وهي يجذبها الدعاء وينتقل بها الى عوالم العشق والرضا ، بل ويغدق عليها من المعارف التي تفتح له آفاق من القرب "والبصيرة والوعي" والشعور بالمسؤولية والانتماء ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢٥ .
إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيمَا تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيمَا تُحِبُّ قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيمَا لَا يَزُولُ وَزَهَادَتُهُ فِيمَا لَا يَبْقَى يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ وَالْقَوْلَ بِالْعَمَلِ تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ قَلِيلًا زَلَلُهُ خَاشِعاً قَلْبُهُ قَانِعَةً نَفْسُهُ مَنْزُوراً أَكْلُهُ سَهْلًا أَمْرُهُ حَرِيزاً دِينُهُ مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ مَكْظُوماً غَيْظُهُ الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ إِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ وَإِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ وَيَصِلُ .
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha