الصفحة الإسلامية

حياتي مع المنبر الحسيني المحطة الثانية في جامع السهلاني


 

 

في يوم العاشر عام 1981 توجهت نحو الجامع المذكور , رايت عددا كبيرا من الرفاق يرتدون الزيتوني وسيارات مدنية تعود لجهاز الامن , وهناك عشرات من الشباب يقفون قريبا منهم يستمعون لقراءة المقتل .كنت ارتدي دشداشة بيضاء وكوفية على راسي دخلت لجامع وجدت رجلا يقف قرب الباب , سالته , من المتولي على الجامع .؟ قال انا تفضل ما تريد ..في جامع الاصمعي حدث الموقف الذي غير حياتي , وكان عطاء الحسين (ع) مقابل تلك التضحية ذلك اليوم . قلت اريد ان اشارك بالثواب اقرأ مقتل الحسين.

,قال تفضل. بعد فترة عرفت انه الشيخ محمد جواد السهلاني رحمه الله , جلست تحت المنبر , نظرت في الحاضرين , كان عدد منهم من اهالي الفاو يعرفوني واعرفهم جيدا, حين وصل القاريْ الى مصرع انصار الحسين(ع). تقدمت اليه , استأذنت منه , ان اكمل المقتل .

لما ارتقيت المنبر , جالت افكار وحسابات كثيرة في راسي, انها خطوة انتحارية , لأني رأيت بعيني سيارات الحزب والامن خارج الجامع , وانا اعرف جيدا موقف حزب البعث, من عزاء الحسين(ع) .. اذن انا اخترت مصيري وبإرادتي ,ابتدأت بقصيدة عتاب لأمير المؤمنين (ع) عن لسان العقيلة زينب (ع) فارتفع البكاء في ارجاء الحرم , ثم اعقبتها بقصيدة ثانية عن لسان العقيلة سلام الله عليها .

اهنا يركبان المجدين ************** عن راشده تردون لاوين

انجان لارض النجف ماشين ******* عندي وصية لعروة الدين

ابونا الذي مندوب كل حين ******** تنادون وانتو مستمرين

مـــاجـــور يـــا بـــو احــســيــن بــحـسـيـن

يا الرايح للغري تزور ...... طر الفيافي وذيج البرور

لو ما حلالك بالغري نور ... ناديه ودمع العين منثور

كله ماجور يا بو حسين ماجور .

وهنا حدث امر لم اتوقع انه سيحدث, فقد تدافع الشباب الواقفون خارج المسجد الى الداخل , امتلآ الحرم عن اخره , ونظرت نحو صحن المسجد رأيت الناس يتقاطرون داخل المسجد .. فبذات من وداع علي الاكبر (ع) .

ولما لم يبق احد مع الحسين(ع) الا اهل بيته عزموا على ملاقاة الحتوف بباس شديد وحفاظ مر ونفوس ابيه , واقبل بعضهم يودع بعضا , واول من خرج شبيه رسول الله علي الاكبر . فاعتنقه الحسين ..

كانت اجواء الحزن والحرب وظلم البعث والقهر كلها مجتمعه , فانفجر الحاضرون بالبكاء والصراخ , قرات بحدود ساعة الى ان وصلت الى مصرع الامام الحسين(ع) وكانت الاوضاع تنذر بكارثة ستقع بعد الانتهاء , فقلت للجمهور الحسيني ( اقسم عليكم بالحسين ان لا تلطموا . وهنا فلتت كلمة مني " لا تسوون لنا مشكلة") ثم استانفت المقتل الى نهايته .. وكنت انعى بنفس ابيات الشيخ الكعبي رحمه الله . سكنه يعمه خل نجعده * ما بيني وبينج نجعده* بلكن يفك عينه وننشده ..

في تلك الاثناء تدافع البعثيون اكثر من عشرين رفيقا ودخلوا المسجد يحملون اسلحتهم الكلاشنكوف وقفوا في ابواب حرم المسجد , تيقنت اني ساعتقل , ودخولهم من اجل اعتقالي . فتولدت فكرة ان انهي المجلس بزيارة الحسين (ع) نزلت من المنبر وتوجهت نحو كربلاء , وبدات ازور الحسين والعباس والانصار عليهم السلام ,

فوقف الناس جميعا يؤدون الزيارة وكان المسجد غاصا بالجمهور , فخطرت فكرة ان ارفع الكوفية من راسي وطويت ردائي الى فوق الساعد , وانهيت المجلس بالصلاة على محمد وال محمد , كانت اللاقطة بيدي رميتها على المنبر , هنا دخل الرفاق الى الداخل نحوي , وحدث تدافع مع الناس فانرفت عنهم مع الناس المندفعين , توجهوا نحو المنبر وانا خرجت دون ان يروني , كوني محسور الراس وردائي مرفوعة.

توجهت نحو الشقق , شعرت بنعاس هد كياني فاستسلمت للنوم, اخبرتني الوالدة رحمها الله , انه جاء احد اصدقائي جليل عبود العامري , سألها عني , قالت انه نائم . قال لها تأكدي منه هل فعلا هو بالبيت .. تقول تأكدت واخبرته (انه هو نائم) , فقال لها حجية دعيني اراه . تقول دخل عليك وانت نائم , فقال : كيف خرج لقد دخل عليه عشرون رفيقا يبحثون عنه , حتى انهم فتشوا تحت الكراسي والقنفات .. وأوصاها ان لا اخرج من الشقة لان الامن والحزب يبحثون عني , حين نهضت قبل عصرا اخبروني بالموضوع .

كانت شقق الفاو تفتقر الى تأسيس الماء , فيقوم الساكنون في الشقق بنقل الماء من حنفية ارضية يملآ الجميع منها , فأرسلت شقيقي الصغير ليجلب لي ماء لاغتسل , رجع بسرعة وهو يرتعش من الخوف , وقال قم جاءوك الامن .

كنت اسكن في الطابق الثاني , وهناك فتحة في البلكون يمكن ان اقفز من خلالها الى لشقة الاسفل من شقتي , ثم الى الارض . ودخل الرفاق ورجال الامن الى الشقة , والحمد لله انا وصلت مشيا على الاقدام الى محلة السيمر الى بيت شقيقي المرحوم محمد امين , وبعد صلاة الفجر كنت في اول سيارة متوجهة الى النجف الاشرف .

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مازن عبد الغني محمد مهدي
2020-08-12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله يعينك وبارك بيك ونساله بحق محمد واله الاطهار المطهرين ان يبارك بيك وبخلفتك
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك