سامي جواد كاظم||
كثرت كتب المقاتل عن الامام الحسين عليه السلام وبالرغم ما فيها من تقاطعات وموضوعات الا ان كثرتها تعني ان واقعة الطف عظيمة ولها شان عظيم وستبقى تؤثر بالاحرار والشرفاء على مدى العصور وهذا يعني ان التطفل والعبث بهذا التاريخ يعمل ليلا ونهارا لغرض حذف او تحريف ما يمكنهم لطمس الحقائق ، ولكن سيبقى نور الله بل سيكون اعداء الله هم من يجعل نور الله براق رغما عنهم .
مقتل الحسين لابي مخنف ( 157هـ)هو اقدم من كتب عن المقتل واستعان بعدة رواة منهم من عاش الحدث ومنهم من نقل عن من عاش الحدث ، ولكن المؤكد ان النسخة التي نتداولها ليست هي التي خطها ابو مخنف بيده وقد اشار الى ذلك عدة فقهاء واعلام ومن تخصص بدراسة التاريخ والحدث منهم مثلا خبير المخطوطات الشيخ محمد السماوي ذكر في تقديمه لكتاب المقتل للخوارزمي ان النسخة الاصلية لمقتل ابي مخنف لم يبق منها شيء سوى ما نقله الطبري الذي نقل اربعين رواية عن ابي مخنف وروايتين عن هشام الكلبي عن ابي مخنف ما يخص مقتل الحسين عليه السلام الا ان بروكلمان في كتابه ( تاريخ الادب العربي) ج1/ص253 ذكر ان النسخة الاصلية للمقتل لابي مخنف موجودة في مكتبة أمبروسيانا وهي مكتبة تاريخية في ميلان مع معرض فني سميت نسبة إلى أمبروسي القديس الراعي لميلان. أسسها الكارديناك فدريكو بوروميو الذي بحث عملاؤه في مكتبات غرب أوروبا وحتى اليونان وسوريا لتحصيل المخطوطات والكتب ، وقد ذكر لي صديق انه زار الفاتيكان وراى بعينه مخطوطات غير موجودة في العالم الاسلامي منها ما يخص الامام الهادي والعسكري عليهما السلام حتى شاهد بعض مقتنيات العسكريين عليهما السلام .
وكتاب المقتل المنسوب لابي مخنف هو جمع للروايات التي ذكرها الطبري التي مصدرها ابي مخنف ، واللافت للنظر ان هنالك روايات نقلها ابو مخنف عن الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام)، وروى عن الإمام محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) ، وروى مباشرة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق، كما روى عن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) ، والمهم هنا ان ابا مخنف توفي سنة 157هـ اي انه عاصر السجاد والباقر والصادق عليهم السلام وهو المعروف عنه اما الاعتدال او الميل للشيعة كما يقولون فلماذا لم ينقل عن الائمة عليهم السلام او على اقل تقدير عرض ماكتب عليهم ولربما فعل واختفت النسخة ولكن النتيجة يبقى الكتاب بحاجة الى تحقيق وتدقيق فانه لا يخلو من موضوعات وهذه حقيقة لا غبار عليها .
يقول اغا بزرك الطهراني ( ت 1389هـ) ان المقتل طبع في بومباي ضمن المجلد العاشر من البحار سنة 1287هـ ونسبته اليه مشهورة ولكن الظاهر فيه بعض الموضوعات .
ان حادثة عظيمة دوت لها السماء والارض لايمكن ان يكون رواتها مثلا حميد بن مسلم او تناقل بعض الاخبار عن اعمال القتلة باعترافهم عندما اقتص منهم المختار ولكن لايمكن اطلاقا لم يذكر الائمة المعصومين عليهم السلام تفاصيل الواقعة ، ولكن لو بحثنا في المخطوطات والتراث المنهوب من قبل الاستعمار الذي استعمر البلاد الاسلامية سنقف امام كم هائل من المخطوطات التي هي بحوزة متاحفهم ومكتباتهم ومما لاشك فيه فيها الكثير عن الحسين عليه السلام فالامام الحسين عشر سنوات هو امام الامة فهل يعقل لم يكن له تراث يخص رسالة الاسلام وقد بحثت في كتاب وسائل الشيعة لكي ارى كم حديث نقل عن الامام الحسين عليه السلام ليكون النص المعتمد للتشريع وللاسف لم اعثر الا القلة وخصوصا حديث الطهارة في الخلاء ، هذا الحسين عليه السلام الذي تعرض لابشع عملية ارهابية قام بها بنو امية واشياعهم على مدى التاريخ فانها تدل على ما يحمل الحسين عليه السلام من علوم وشجاعة ومكانة عند الله عز وجل قبل جده وابيه عليهما السلام
https://telegram.me/buratha