كم عظيمة الشأن الالهي هي القضية الحسينية ، حتى تجد النص الالهي يتعامل معها بدقة كبيرة متمثلة بأنها الدين الحقيقي ، و انها الحق الصافي لا غبار عليه . في نفس الوقت تجد عظمتها اي القضية الحسينية من جهة تعامل منظمة الشيطنة اتجاهها ، و هم اصحاب المكر و العداء لمحمد الخاتم ( ص ) و اله الكرام ، حيث انها اهتمت بها اهتمام كبير نلمسه من دقة التزوير و التضليل بكل الامور المحيطة بها . من التضليل الذي سار عليه ، هو ان عدد جيش الامام الحسين ( ع ) ، هو ( ٧٢ ) فقط ، و العجيب ان الامر سار بعقولنا و قلوبنا دون التفات او السؤال عن هل توجد امكانية عقلية تتقبل هكذا نوع من الطرح ؟!!! والمصادر المطروحة والتي كتبت بالاتجاه السلبي والتي اصاغت كتابة التاريخ بطريقة فكرية حرفية الغايات منها الاساءة لا المدح ، و لكن نعجب عن تقبل تلك النصوص المخالفة للمعقول و المنقول و كم عمل الطبري و هو من الاعلام الاموي و امثاله من اجل دس السم بالعسل بكتابة التاريخ . نحن نرى كما يرى اخرين : ان العدد اكثر من ذلك و لاسباب التالية : اولا : ان العدد ( ٧٢ ) رجل فيها بخس و طعن بشيعة الامام الحسين من جهة و افشال دور الإمامة وانها لم تستطيع استقطاب للقواعد و اقناعهم بالتوجه لطريق الحق ، و بخس من قيمة المحبين و الموالين ومن ولائهم الى الإمامة ، فهل يعقل ان الاعداد الذي أعده الرسول الخاتم ( ص ) و الإمام علي ( ع ) و الإمام الحسن ( ع ) ، و من ثم الامام الحسين ( ع ) كل ذلك حصيلته ( ٧٢ ) رجل فقط !!! نعم ان تقبلنا هذا العدد ممكن تقبله على نحو ان ( ٧٢ ) ، هم اسماء وعدد القادة لذلك الجيش المبارك ، و ليس المقصود منه حصر العدد بالعدد وانما حصر العدد لعدد القادة ، و خصوصا احيانا التدوين لا يتعرض الا فقط للقادة لا لرتب الاخرة ، و الا قبول هذا العدد معناه ، هو طعن لدور الإمامة في الامة و الأنصارها و محبيها . ثانيا : هناك مصادر اخرى يرتفع بها العدد الى ان يصل عدد انصار الامام الحسين ( ع ) الى ( ١٠٠ ) ، كما هو الوارد برواية الحصين بن عبد الرحمن ، عندما يروي ليزيد ما جرى في كربلاء ويقول له : قتل يوم الطف ( ٢٨) من اهل بيته و ( ٧٢) من انصاره ، و كذلك رواية عمار الدهني عن الامام محمد الباقر ( ع ) ، حيث يقول : المضمون عندما نزل الامام الحسين ( ع ) الى كربلاء كان معه ( ٤٥ ) فارس و ( ١٠٠ ) راجل ، والملاحظ هنا ارتفع عدد الاصحاب ، اذن تغيير الروايات و تغيير الاعداد الكاشفة عن العدد غير ثابت ، يوحي الى ان الروايات لم تستطيع ان تعطي العدد الثابت وخصوصا بالاتجاه التصاعدي ، و ان كل رواية براويها كان ناظرة الى جانب من جوانب جيش الامام الحسين ( ع ) ، و مسمى من مسميات ذلك الجيش ، و كانها تارة تعطي عدد القادة و تارة تعطي عدد الفرسان و البعض الاخر عدد المقاتلين الراجلين و على العموم نتصور ان اختلاف الاعداد منشأه هذا السبب و اسباب اخرى نعرض عنها الان . ثالثا : الرويات تشير ان بعد الحوار الذي أجراه الامام الحسين ( ع ) ، مع العدو كانت نتيجة التحاق عدد من الجيش العدو بجيش الحق ، اضف ان الثابت ان لليلة عاشوراء بعد الدعاء و مراسيم العبادية التي قام بها جيش الحق ايضا كان نتيجة ذلك التحاق عدد من جيش العدو بجيش الحق ،و هكذا نرى الاعداد بتزايد و هكذا يبقى العدد غير ثابت و فيه متغيرات و المصادر مع التحقيق تعطي اعداد اكثر . والسؤال الاهم اين انصار الإمامة من اليمن والعراق وغيرهم بل ان هذا العدد فيه طعن للعراق و شعبه ، ونسب لهم ما ليس بصحيح من خذلان الامام الحسين ( ع ) ، وان شاء الله في حلقات اخرى نبين ان كل ما نقل عن العراق اتجاه واقعة الطف بالاتجاه السلبي كان مغلوطا بعمد السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى انصار الحسين
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha