مازن البعيجي ||
( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل ٩٦ .
خارجين منها طال العمر والزمان أم قصر ، فهي لم تكن لمثل خير البشر وخير الأطهار من آل محمد عليهم السلام ، بل كانت هي أو من أختلف معهم سلام الله عليهم .
الدنيا كما وصفها خالقها العظيم الله تبارك وتعالى أنها الغرور وكان جواب اهل الجنة لأهل النار واضح ( يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ) الحديد ١٤ .
لا شيء فيها يستحق مهما كنز الإنسان من الشهوات والملذات وجرب كل الذنوب والموبقات وخالف فطرته التي فطر عليها ، سيجد في لحظة ما أنه كاره لكل ذنب بعد ارتكابه وسوط الضمير في حال الظلم يقرع أجراس عذابه وينغص عليه كل لحظة ويعيش مصداقاً حقيقي وواقعي للأية ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه ١٢٤ . غير هذا الشعور المر والقاتل والسيء الخانق لا شيء موجود لمن اداروا ظهورهم للتكليف وقد يجدون الأبواب مفتحة أمام ما يطلبون من الدنيا وزينتها لكنها ليس الى الأبد بل سرعان ما ينقضي العمر ويتصرم ويموت الإنسان سريرياً قبل موت البدن! وكل شيء يراه دون القدرة على التلذذ به أو الأنتفاع به!
هذا واقعها فهي ليست رداء للمؤمن والذي يريد رضاه تبارك وتعالى إنما هي فخ لمن غفل عن معرفة دوره وماذا يريد به الله الخالق العظيم .
بخلاف المؤمن الثبت الورع ( عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَ ) .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha