إياد الإمارة ||
▪ سماحة القائد الإمام الخامنئي “دام ظله الوارف” واحد من أكبر المفكرين الإسلاميين في وقتنا الحاضر، تميز بسعة الإطلاع وسبر أغوار العلم، ودقة البحث والتشخيص، وتقديم الحلول والمعالجات الواقعية.
لعل القارئ العربي لم يقف عند هذه الخصيصة المهمة في شخصية الإمام القائد لأسباب كثيرة في مقدمتها التوجه إلى دوره في قيادة الثورة الإسلامية في إيران بعد رحيل إمام الثورة الإمام الخميني رضوام الله عليه.
لذا احاول -وإن كنت قاصراً- تسليط الضوء على الجانب الفكري لدى الإمام القائد الخامنئي دام ظله الوارف من خلال هذه القراءة المتواضعة في كتاب (مشروع الفكر الإسلامي في القرآن)، الكتاب الذي هو عبارة عن (٢٨) محاضرة ألقاها الإمام الخامنئي في شهر رمضان المبارك قبل إنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام (١٩٧٩)م في مدينة مشهد المقدسة وتحديداً في مسجد الإمام الحسن “ع”.
هذه المحاضرات حظيت بإهتمام كافة الشرائح الإيرانية في وقتها وتغص بالحضّار ومن كلا الجنسين وقد تم جمعها مؤخراً من على أشرطة التسجيل.
▪ تحدث الإمام الخامنئي دام ظله الوارف في هذه المحاضرات عن الإيمان والإيمان الواعي والإيمان المعطاء والإيمان والإلتزام بالمسؤوليات، وهنا يقول دام ظله في هذا الكتاب ص ٥٧: “لابد من التأكيد على أن الإيمان في الإسلام لا يكون عن تقليد أو تعصب، فمثل هذا الإيمان لا قيمة له في ميزان الدين المبين. وهو عرضة للزوال أو الإنحراف”.
ويتابع القول في نفس الصفحة: “الأخطار التي تهدد الإيمان الإسلامي كثيرة، والسهام الموجهة إلى معتقدات المسلمين هائلة، ولا يمكن للإيمان التقليدي أن يصمد أمامها”.
ثم ينتقل بنا الإمام الخامنئي دام ظله للحديث عن البشائر وصنفها الناشر تحت عنوانين”١” و”٢” يتحدث سماحته عن الوقع “اللذيذ” لهذه البشائر على القلب والعقل.
ينتقل بعدها الإمام الخامنئي دام ظله للحديث عن التوحيد في التصور الإسلامي وكيفيته في المنظومة العملية للإسلام وكيف إن إن العبادة والطاعة منحصرة بالله تبارك وتعالى.
ويؤكد الإمام الخامنئي دام ظله على أن “روح الموحد ترفض العبودية لغير الله عز وجل وترفض التمييز الطبقي” وهناك آثار نفسية عظيمة للتوحيد في حياة الإنسان، يرى الإمام الخامنئي دام ظله “أن الخوف ضياع دنيا الناس وآخرتهم” وهو يشير إلى أنواع مختلفة من الخوف، وهو يرى دام ظله إن إحدى الخصائص النفسية للتوحيد هي “إقتلاع جذور الخوف من غير الله سبحانه” إذ ان المؤمن الموحد العارف بقدرة الله تعالى لا يساوره خوف.
وبعد التوحيد ينقلنا الإمام القائد الخامنئي دام ظله الوارف إلى أصل آخر هو النبوة، يتحدث عن حكمتها وعن البعثة، وأهداف النبوة ليختم هذا الباب وهو يرى أن الإلتزام من مستلزمات الإيمان بالنبوة، يرى الإمام الخامنئي دام ظله الوارف إن النبوة “مسؤولية مواصلة طريق النبي، إن الشهادة بنبوة محمد بكلماتها القليلة، تستتبعها مسؤولية ثقيلة.”
ختام هذه المحاضرات القيمة يختتمها الإمام القائد الخامنئي دام ظله الوارف بالحديث عن “الولاية”، وشائج الأمة الإسلامية وجنة هذه الولاية، إذ يرى دام ظله إن الولاية ذات معنى كبير جداً مرتبط بالنبوة ومتمم لها وهو معني بتأسيس الجماعة الصالحة، وإن”للولاية بعدان داخلي يرتبط بالأمة الإسلامية في داخل مجتمعاتها وبعد خارجي يرتبط بعلاقة الأمة الإسلامية بالمجتمعات الأخرى”.
الكتاب ب “٣٣٠” صفحة يبدأ بعرض موجز للكتاب ومقدمة للمرتجم أ. د. محمد علي آذرشب وهو أستاذ متمرس باللغة العربية تليها مقدمة وضعها الإمام الخامنئي دام ظله الوارف ثم تتوالى فصول الكتاب كما بيناه في البداية.
انا أدعو الأحبة إلى مطالعة هذا الكتاب لا بقصد الإطلاع على البعد الفكري لدى الإمام الخامنئي دام ظله الوارف فقط، بل للوقوف عند المضامين العالية والضرورية التي تضمنها هذا الكتاب القيم.
https://telegram.me/buratha