الصفحة الإسلامية

أَلمَكَانُ بِالمَكِينِ..!

4805 2020-12-08

 

ماجد الشويلي ||

 

سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

 [سورة البقرة:142]

نعم هكذا يقول العلماء؛(المكان بالمكين)

لإن قيمة المكان بمن يحل فيه ويمكث

إلا ان هذه القيمة المكانية متحركة في الاسلام وغير ثابتة ، باعتبار أنها خاضعة لتحركات المعصوم ع  في الدرجة الأساس .

بدءاً من حركة أبي الأنبياء إبراهيم ع وانتهاءً بالمهدي عج .

ورغم أن الاسلام حاول أن يضفي القداسة على بعض الأمكنة ويحيطها بنوع من الحفاوة كالبيت الحرام، والمسجد الأقصى ، حتى جعل منهما قبلتين عظيمتين لعباده.

إلا أنه في ذات الوقت شدد على منع تصنيم الأمكنة وعبادتها ولو بالتعصب لها على حساب طاعة المعصوم ع حركته.

ففي مسألة تغيير القبلة من المسجد الأقصى الى الكعبة المشرفة  أوضح القرآن

أن المناط في الأمر هو اتباع النبي (ص) لاغير

((وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّه))

143البقرة

وهكذا في سورة قريش فقد أكد القرآن على أن العبادة لرب البيت وليست للبيت رغم أن تلك العبادة لاتصح إلا بالتوجه له

((  فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ))3 قريش

وحين أَسكن إبراهيم الخليل زوجته وابنه اسماعيل عند البيت الحرام ؛ دعا ربه أن يجعل أفئدة  من الناس تهفوا الى ذريته التي فيها الإمامة طبعاً وليست للبيت العتيق رغم عظمته.

 ((رَّبَّنَآ إِنَّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مَّنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ ))37إبراهيم

وهذا الأمر ينسحب  حتى على المدينة المنورة والكوفة في زمن أمير المؤمنين ع وآخر الزمان بظهور القائم المنتظر عج أيضاً.

إذ أن المدار هو تواجد المعصوم ع وليس البقعة الجغرافية  بنفسها  بمعزل عنه وإن كانت محل تعظيم  وتمجيد .

ورغم أن ضريح رسول  الله محمد (ص) في المدينة المنورة هو أشرف المعصومين مرتبة بل وأشرف الخلائق أجمعين، إلا أن القلوب تتوجه صوب الكوفة عند ظهور المهدي المنتظر ع نظراً لتحقق حاكمية الدين فيها ، وليس  لمجرد تواجد المعصوم ع فحسب .

فالإمام الكاظم ع كان في بغداد لكنه كان مكبلاً في مطامير سجونها المظلمة.

ولايعقل أن تهفوا قلوب المؤمنين لذلك السجن الظلامي وإِنما للامام ع .

في حين أن القلوب تهفوا بفطرتها النقية لأمكنة تخلوا من المعصوم ع  إما لتواجد نائبه وممثله المباشر،  أو لقيام الحكم الأسلامي الذي هو علة حركة المعصوم ع في كل الازمنة والذي نالت جملة من الأماكن المقدسة قدسيتها من تواجده فيها.

بل لعل الواجب على جميع المؤمنين، التوجه صوب تلك البقعة التي اقيم فيها الحكم الأسلامي، ونصرتها والذود عنها بكل سبيل .

وهذا لايتنافي مع انتظار الموعود (عليه السلام) الذي سيقيم دولة العدل الإلهي في الكوفة،  ويصبح حينها لزاماً على الجميع أن يتوجهوا صوبها بكل مشاعرهم وأحاسيسهم.

بل إن شغف القلوب وتعلقها بمثل الجمهورية الأسلامية في إيران اليوم ، والتي غدت كما وصفها الإمام الخامنئي (أم القرى ) في عصرنا الراهن ، يمثل عين الولاء والمحبة والتعظيم للأمام المنتظر ع .كونها الحركة التمهيدية الأكبر للظهور المقدس على الإطلاق، ولكون ظهور الأمام المنتظر ع يلزمه عقلاً في ظل سريان قانون السببية وسطوته الكونية ، وجود مقدمة موضوعية كوجود الجمهورية الأسلامبة المباركة في إيران  حتى يتحقق ظهوره المقدس.

وهذا ماحدث فعلاً ورأيناه بأم أعيننا حين أخذ حب الجمهورية الأسلامبة يأخذ بتلابيب القلوب حتى من غير الشيعة والمسلمين ، وقد تخطى هذا الحب كل الأطر الدينية والقومية والمذهبية ، وحتى الجغرافية والحضارية ، وصار كل أحرار العالم ترنو عيونهم صوب إيران الاسلام بوصفها قلعة الصمود وملاذ المستضعفين في كل الأرجاء.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك