✍🏻رجاء اليمني ||
الحدود جمع حدٍّ، وفي اللُّغة العربيّة هو المنع أو الشَّيء الذي تتوقّف عنده؛ فنقول حدود الدَّولة، وحدود الله تعالى هي محارمه التي منع من إرتكابها وإنتهاكها منعًا مشددًّا. والحدود في الإصطلاح الشَّرعيّ هي:- "العقوبة المقدّرة شرعًا الواقعة على المرء بسبب معصيةٍ عقابًا له على إنتهاك حدود الله، ومنع غيره من إرتكابها والوقوع في مثلها، والحدود مشروعةٌ في الكِتاب والسُّنّة والإجماع". وقد ذكر العلماء مجموعةً من الأفعال يُحرَّم الإقدام على ارتكابها وفِعلها من الرَّجل والمرأة، وهي ما تُعرف بحدود الله أيّ الأفعال المُوجبة للحدّ والعقوبة وهي: قطع الطَّريق، والسَّرقة، والزِّنا، والقذَّف، وشُرب الخمر، والبغي؛ فلكلِّ واحدةٍ من هذه الأفعال المُشينة العقوبة التي حددّها الشَّرع الحنيف. الحكمة في تشريع الحدود شُرعت الحدود بعقوباتٍ مختلفةٍ وضِمن ضوابط شرعيّةٍ ثابتةٍ في الكِتاب والسُّنّة كي تكون: أداة زجرٍ للنُّفوس التي تنتهك الحدود وتتعدّى عليها، كما أنَّها وسيلةٌ لتطهير النَّفس ممّا اقترفت؛ فالغرض من الحدّ تهذيب الفاعل وتأديبه وليس إذلاله وإهانته. إعطاء الله تعالى حقّه؛ فقدَّر هذه العقوبة لمن تطاول على حقّ الله تعالى. تحقيق مصلحة المجتمع؛ فيُعاقب كلُّ من اعتدى على النَّاس وعلى أموالهم وأعراضهم ومكانتهم وسلبهم الأمن والأمان كي ينعم المجتمع بالاستقرار والطُّمأنينة والسَّلام. الحدّ قد يكون سببًا في عودة الجاني إلى ربِّه تائبًا مُنيبًا مُقرًّا بالذَّنب الذي اقترفه.
شروط حدود الله
حدود الله لا يجوز لأيّ سُلطةٍ قضائيّةٍ في الإسلام إقامة الحدّ على الجاني؛ إلَّا إذا توافرت شروط تطبيق الحد، وهي كما يلي: أنْ يكون مرتكب الجريمة رجلًا أو امرأةً يتصف أيًّا كان منهما بالبلوغ والعقل. أنْ يكون مرتكب الجريمة عالمًا عارفًا بالتَّحريم؛ فلا حدّ على من يجهل التَّحريم.
تُحرَّم الشَّفاعة في حدود الله من أجل إسقاطه وعدم إقامته، كما يُحرَّم على أولي الأمر قبول الشَّفاعة. من مات أثناء إقامة الحدّ عليه؛ فلا شيء على من نفذ الحدّ إذا نفذه على الوجه المشروع كما أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، أمّا إنْ تجاوز منفذّ الحدّ الوجه المشروع في التنفيذ؛ فتجب عليه الدِّية.
من خلال التعريف المسبق عن حدود الله نتكلم عن موضوع حساس وهو "المحادثة بين الرجال والنساء عبر برامج المحادثة".
لا حرج على المرأة المسلمة في الاستفادة من الإنترنت ، ودخول موقع " البالتوك " لهذا الغرض ، ما لم يؤد ذلك إلى محذور شرعي ، كالمحادثة الخاصة مع الرجال ، وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبًا. ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ، ابتغاء مرضاة الله ، وحذرًا من عقابه .
وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين .
وقد سدّت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ، ولذلك حرّمت الخضوع بالقول والمصافحة والنظر ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية وأن هذه المحادثات الخاصة سبب من أسباب الفتنة كما هو مشاهد ومعلوم .
فقد استخدمت هذا البرامج من قبل بعض الرجال الذين
يصعب على الرجل أن يوجهها إلى فتاة مؤمنة إلا عبر هذه الوسائل التي أُسيء استخدامها .
فنجد هنا حدود الله التي تنص انه لا يجوز ذلك
، فذلك هو الأسلم للدين، والأطهر للقلب، والعلم أن الزواج بالرجل الصالح منّة ونعمة من الله تعالى؛ وما كانت النعم لتنال بالمعصية.
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد عنها، وإن كان السائل يقول : "إنه ليس فيها عشق ولا غرام" .
ولاشك أن التخاطب عبر "الشات" أبلغ أثرًا وأعظم خطرًا من المراسلة عن طريق البريد، وفيه كل الشر.
قال تعالى في وصف من يتعدى حدود الله :-
..... {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (البقرة-229)
والحل في مراقبة النفس الأمّارة بالسوء وتوجيهها للإلتزام بأوامر الله ونواهيه.