مازن البعيجي ||
عند النظر والتأمل بهذا الكون الفيسح والواسع والمتعدد بألوان كثيرة من المعارف والعلوم والحاجات والأشياء والمواقف والحوادث ،كذلك المناصب والوظائف وحالات الحرب والسلم اضافة الى أجناس البشر من رجال ونساء وباقي الفئآت، بل وكل ما وقع تحت ايدينا وماأتاح الله عزوجل من ملذات وخيرات مما زخرت بها هذه الكرة الأرضية ،
حتى تلك المقامات والمراتب والقناعات والقيم والمُثُل العليا، والمناهج الدينية بمستوياتها الأخلاقية والأدبية والعرفية وغير ذلك مما خوَّل الله عباده ،
كل ماذُكِر ماهو سوى اختبار فردي على مسرح كبير يتميَّز فيه ممن أدى تكليفه ومن قصر به ، ومن ثَبُت ومن انعطف، ومن تعدى الحدود ومن وقَف!! (لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال 42
نعم !! إنه غربالٌ تحُرِّكهُ كل تلك الأيدي المادية والمعنوية ،فمن كان كبير الحجم وأكبر من ثقوب ذلك الغربال لن يقع ولن يسقط، وسوف يثبت مهما اهتز ذلك الغربال وحركته يد الشهوات والرغبات والمواقف والمنافع!فالدنيا بما فيها وهذا الوجود غربال ولاريب!!!
فخلْفَ هذه النشأة الدنيوية حياة مستمرة مستقرة ، وهي عزاؤنا وأملنا لتجعل منا أحرص عليها من خلال عدم الإسراف في التكليف وتسويف الواجب بأي إتجاه كان ذلك الواجب والتكليف!
وتشتد تلك الرقابة ويَصعُب الامتحان على من مَلك منصبًا ما وتحت جناحه رعية ، وبين يديه خيرات الناس ، وعلى عاتقه مسؤولية كبرى تضعه تحت مجهر الاختبار وتزداد الامور محاسبة وترقبًا وتدقيق ، فلا عبثية في الخلق ولا نسيان لأحد بالغ ما بلغ ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) المؤمنون ١١٥ .
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ) العنكبوت ٢ .
-ذلك هو الامتحان في قاعة الدنيا الواسعة وينبغي النظر إليه بشكل فردي وكلنا مشمول به ، فلاأقلَّ من أن يفكر أحدنا بالنجاح والنجاة من مزالقه ويخشى التعثر والعثرات ولا شأن لك بما موجود من حولنا من كل ما رأت عيناك وسمعت به أذناك .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــــ
https://telegram.me/buratha