مازن البعيجي ||
هو يراها - الشيطان - معركتهُ التي تستحق منهُ أن يخوضها بكل شراسة وقوة ومكرٍ وحيلة وألف وسيلة! معركة يحاول بها أن لا يخرج أحد مكلف عن طوق تأثيره ، بل هو يحرك كل ادوات تأثيره من اجل إبقاء ذا وذاك تحت لوائه وسيطرته! ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) الحجر ٣٩ .
فيّزين لمن سينبهر بتلك الزينة التي قد تكون مقتلهُ ما لم يعرفها من ذاته أو يسعفهُ رصيد قد ادخره يوماً في بنگ التقوى! أو يهيأ لهُ من لهُ القدرة على انتشاله! ، ويبقى يحاول مع كل من يشعر أنهُ فقدهُ بأي وسيلة اوصلتهُ للتوبة أو فر من قيود الترغيب الشهوي والغفلة وهو يديم علينا تلك الأدوية التي تشبهُ حبوب النوم كلما حاول أحد منا الاستيقاظ عمد الى جرعة يعطيها لنا لنغط في سكرة الغفلة! ومن هنا طال ذلك النوم لبعضنا ، والبعض للطف ما وكان جهازه المناعي اقوى من تلك المسكرات ليرى وجوب كسر القيود والفرار ولو استوجب ذلك ترك بعض اشلائه في أرض المعركة!!!
أَقسمَ أن أي مكلف فرَ من سجنه سوف يستقتل في ارجاعه مالم يكن قد اوصل نفسه تلك المنطقة التي لا تأثير له فيها! ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الحجر ٤٢ .
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ) الإسراء ٦٥ .
معركة قد يعمد فيها الى قص جناحك حتى لا تطير بعيداً عنه فيأخذ كل قوة؛ صديقاً كان أو ذي رحم أو غيره ممن يخاف منه عليك فيكون وصلولك به حتمي أو شبه حتمي!!! فلا غرابة منه! مما يحتم علينا الوصول ولو فقدنا ألق ذلك العضو المكمل لنا!
وهنا استعير رائعة الشريف الرضي رحمه الله ..
إذا العُضْوُ لمْ يُؤْلِمْكَ إلَّا قَطَعْتَهُ
علىٰ مَضَضٍ، لمْ تُبْقِ لحمًا ولا دَما!
ومَنْ لمْ يُوَطِّنْ للصَّغيرِ منَ الأذىٰ
تَعرَّضَ أنْ يَلْقىٰ أجَلَّ وأعْظَما..
علينا المضي الى حيث لا تأثير لهُ علينا ولو تناثرت لنا مهج وعلائق وقلوب ومشاعر وخواطر! لأنها كلها قرابين لمنبع العشق الطاهر النقي ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha