مازن البعيجي ||
ليس تصنيفٌ عبثيًا ، او نظريةُ كاتبٍ ارتَأى رؤيتهُ لاستفزاز القارئ ، او لإلفات نظره!! قطعًا لا وألف لا ، إنما هي وقفة تأمّلٍ عند تعاليمِ ربّ العزة والجلال الخالق العظيم الذي أرسلَ كل هذا العدد من الرسُل والأنبياء لغاية عُقلائية تنسجم مع الفطرة، والغاية من الخَلْق ، وقد ختَمَ الرسل والرسالات بالمصطفى "صلى الله عليه وآله وسلم" بختامِ رسالته الإسلام وقد أشار لذلك بقوله تعالى:
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران ٨٥ .
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) آل عمران ١٩ .
ولو كان غيرُه - الإسلام - لأمرنا بالأخذِ به واتباع تعاليمه! ولكن: اقتضت حكمته "عزوجل" أن تكون رسالة الإسلام هي خاتمة الرسالات السّماوية ، وهو الذي يُمثّلُ أتباعَهُ الذين آمنوا به آخر العصور كون الحاكمية لله تعالى
(وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾
الأمرُ الذي جعل مثل نبينا الكريم أن يقومَ بأعباءِ الرسالة بتكليفٍ من الله "عزوجل "ومن بعده آل محمد الكرام الطاهرين "عليهم السلام" وحيثُ أن الله سبحانه غيورٌ على دينِهِ ، حريصٌ على نبيّهِ الذي كلّفَهُ هداية البشرية ، فلابدَّ إذن من عناية خاصة يُوليها نبيّهُ ومن يتّبِعهُ بأخلاص ، ولمّا اعتنى الله تعالى برسالة الإسلام ورسوله ، بمعنى أنه سبحانه قد ألقى الحجّة على العباد دون إجبارٍ أو إكراهٍ وهو القائل عزوجل:
( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
ومن هذا المنطلق ، يتبين لنا أنّ الإنسان مختارٌ للحق بِمحضِ إرادتهِ! وقد يسأل سائل :
هل إنّ كل من اعتنق الإسلام وآمن بالمُرسَل هو على ذات الطريق الذي أراده الله تعالى وقَبِلَهُ منه وفق قوانين السماء التي هدفها جَعْلُ الإسلام نهجا أصيلا مباركا لاعوج فيه ، قائما على خدمة البشرية جمعاء؟!!
الغريب جدا اننا نجد الردّ على هذا التساؤل سلبًا في عصرنا هذا حينما نجد أنّ الإسلام دينُ الله على صنفين!! فليس الغرابة ان نعرف الإسلام وضدّه منذ اول فجر البعثة النبوية يوم انقسم الناس صنفين بين مسلم وكافر ولعله واقعٌ الى يومِنا الحاضر ،أمّا ان نرى دين الله الإسلام على صنفين!! فهذا ما يدْعو للتأمل والحذر!!
إذن: يبقى الكلام في نوع الإسلام الذي علينا اتّباعَهُ في هذه الدنيا؟! هل هو أسلام الخنوع والاستسلام والتطبيع وشنّ الحروب على المسلمين وحروب النيابة عن الأستكبار والصهيونية العالمية!! أم أسلام العزة والكرامة والجهاد في سبيل الله تعالى ومواجهة الباطل بكل أشكاله ؟!!،
إن الأسلام المحمديّ الأصيل هو الذي يعكس شمولية الإسلام في كل جوانبه ومفاصله ، عقائديا، فكريا ، سياسيا، ثقافيا، جهاديا، إسلام النهج المتكامل ، لاسيما على مستوى التطبيق العملي النزيه! كما عكس الأئمة الأطهار عليهم السلام موقفهم وتطبيقهم للإسلام ورؤيتَه لقضايا الحياة المختلفة وحاجة العباد لها، فمن منّا لايعرف أدوار اهل بيت النبوة "عليهم السلام" في حقيقة تطبيقهم لدين الله، سيما على صعيد الصراع مع الباطل، ومواجهة الجور والعدوان، ومن لايَفْقَه أبعاد ثورة الحسين "عليه السلام" وأهدافها ومعطياتها ، وقيامُ قائدها المعصوم بوجه الفساد والجور المتمثّل بجبهة الطغيان الأموي ، يوم رفض كل ذلك بأعلانهِ الثورة والحرب لأجل الاصلاح بعدما أفسد حكّام الجور الأموي في الارض وحرَّفوا السنّة والكتاب !! وللقارئ واجب البحث والمتابعة في كتب السيرة والتاريخ.
وها نحن اليوم وفي مرحلة تنوّع الإسلام ، فمن الاسلام ماهو لقلقة لسان وشعارات واسم ، ومنه مَظهرْ في الملبس والمسجد، بينما نجد خير من رفع لواء الثورة ضد الاستكبار وشيطانه الأكبر ذلك الرجل العلويّ الخمينيّ العظيم الذي أعاد الى الأذهان ثوابت النهج المحمدي الأصيل وقد اكمل المسيرة بعده السيد القائد الخامنئي المفدى حينما أثبت عدم خضوعه لأمريكا وأسرائيل والصهيووهابية القذرة التي عاثت في الارض فسادا وأذلت أعِزَّة المسلمين وشوّهَت صورة الإسلام من خلال التطبيع والدفاع عن اسرائیل الغاصبة والمحتلة لمثل فلسطين ، والأنكى من ذلك عندما سعت الى تمزيق وحدة الإسلام في استقطاب شباب وابناء المذهب السني لمحاربة الإسلام نفسه من خلال التحريض ومواجهة مَن يرفع شعار المقاومة ضد الأستكبار بواسطة الخداع والتضليل.
وعلى ضوء ماتقدَّم: نستطيع أن نقول ان الإسلام الذي اختاره الله رحمة وختم به الرسالات إنما هو الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم ولاغيره؟!! ولعل أبرز مصاديقه في عصرنا هذا هو ماقد ذكرنا في مثل نهج الامام الخُميني ومن سار على خطه وقد تحققت منه مصاديق كثيرة ، وتطبيقات عملية متنوعة وافقت شرعَ الله تعالى عل هذا الكوكب، وسيبقى مصداقًا صادقًا صادحًا بالحقّ حتى يرِثَ اللهُ الارض ومَن عليها بتسليم الراية للقائد الأقدس يوم ظهور الحجّة الموعود "عجل الله فرجه الشريف
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الأنبياء ١٠٥ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha