أ.د علي الدلفي||
فهلّا عرفنا عظيمًا دلّه عقله الجبّار على اكتشافِ سرِّ الإنسانيّة الصّحيح؟ وهلْ عرفنا البراءةَ في معجمِ الكلماتِ التي يردّدها النّاس ويعيشونها؟ وهلْ عرفنا عظيمًا أدرك من أسبابِ المحبّةِ والوفاءِ فوق ما أدرك الآخرون؟!! وهلْ سألنا عن حاكمٍ يحذّر نفسه أنْ يأكل خبزًا فيشبع في موطنٍ يكثر فيها من لا عهد لهم بشبعٍ؟! وأنْ يلبس ثوبًا ناعمًا وفي أبناءِ الشّعب من يرتدي خشن اللّباسِ؟ وأنْ يقتني درهمًا وفي النّاسِ فقر وحاجة؟!! ويقاضي أخاه بسبب دينارٍ طلبه من مالِ الشّعبِ من غيرِ بلاءٍ؟! وهلْ عرفنا من الخلقِ أميرًا على زمانه ومكانه يطحن لنفسهِ فيأكل ما يطحن خبزًا يابسًا يكسره على ركبتيه؟ ويرقع خفّه بيدهِ؟ وهلْ سألنا التّاريخ عن محاربٍ شجاعٍ قسورٍ مقدامٍ؟ وهلْ عرفنا من الخلقِ أميرًا توافرت لديه أسباب السّلطان والثّروة فإذا هو منها في شقاءٍ وحسرةٍ دائمين؟!! وتوافرت لديه محاسن الحسب الشّريف فقال: (لا حَسَبَ كَالتّواضِعِ)، وهلْ عرفنا إمامًا لدينٍ يوصي ولاته فيقول: (فإنّهم إمّا أخٌ لكَ في الدّين أو نظيرٌ لكَ في الخلقِ)؟ ثمّ هلْ سألنا التّاريخَ عن بلاغةِ نهجهِ وما فيه؟!!!...... .
فما لكِ يا (دُنيــا) لو حشّدتِ قِواكِ فأعطيتِ في كُلِّ زمنٍ (عليًّا) بعقلهِ؛ وقلبهِ؛ ولسانهِ؛ وعدلهِ؛ وذي فقارهِ!!
https://telegram.me/buratha