الصفحة الإسلامية

قضية المهدي عليه السلام عنوان لطموحات البشرية في الخلاص من الظلم والجور

1927 2021-03-28

 

فهد الجبوري ||

 

  في الخامس عشر من شعبان المعظم ، تشرفت السماوات والأرض ومن فيهن بميلاد مهدي هذه الأمة ومنقذ البشرية من الضلال والكفر والفساد والظلم ، الذي سيملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا .

وقال الله تعالى في كتابه الكريم " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي  شيئا " .

إن هذه الآية الكريمة هي واحدة من عشرات الآيات التي توؤل في الإمام المهدي عليه السلام ، وتتحدث عن سيرته الشريفة وبعض الحوادث المرافقة لظهوره ، بالإضافة الى أن كتب السيرة والحديث وتراجم الأئمة عليهم السلام فيها الكثير من الآيات الموؤلة في مهدي هذه الأمة .

وقد جاء في تفسير العياشي : إن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قرأ آية " ليستخلفنهم في الأرض " قال " هم والله محبينا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يد رجل منا وهو مهدي هذه الأمة ".

إن من يتصفح كتب التاريخ والسير ، يجد أن قضية الإمام المهدي عليه السلام قضية مسلم بها ، ومن ينكرها فإنما ينكر ضرورة من ضرورات الدين ، وقد حاول الكثير من الدارسين لكتب التأريخ ادماغ هذه القضية بطابع مذهبي ، وتأطيرها بإطار طائفي نتيجة لأسباب سياسية وتأريخية معروفة، وقد لعب الحكام المنحرفون على مدى التأريخ الإسلامي دورا كبيرا في تعميق هذه الفكرة الخاطئة ، محاولين بذلك إعطاء قضية الإمام المهدي صبغة طائفية بحتة ليستلوا منها طابعها الإسلامي والرسالي والإنساني .

وقد وقف علماء الإسلام المخلصون من الشيعة والسنة بوجه هذه الأفكار الضالة المنحرفة ليثبتوا من خلال الأحاديث المتواترة عن الرسول والأئمة الأطهار والصحابة الأخيار أن قضية المهدي عليه السلام هي قضية إنسانية عامة لا يرقى اليها الشك ، وهذا هو المرحوم أبو الأعلى المودودي في كتابه " البيانات " يقول " لايمكن أن ندخل الشك أو نثبت بطلان حقيقة مشتركة وهي أن النبي يدعو الى زعيم يملأ الأرض عدلا ، ويمسح عن وجهها الظلم والعدوان ويعلي كلمة الإسلام " .

وعندما نمعن النظر في الأحاديث الواردة عن الرسول الكريم " ص" بخصوص الإمام المهدي خصوصا هذا الحديث المتواتر والمعروف " لو لم يبق من الدنيا الا يوم ، لطول الله ذلك اليوم حتى يأتي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " ، نستنتج أن قضية المهدي ليست تجسيدا لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فقط ، بل هي عنوان لطموحات اتجهت اليها البشرية على إختلاف عقائدها وأديانها ، أي أنها لا تخص الإسلاميين فقط ، بل هي إطار يشمل طموحات كل الأديان والناس على اختلاف عقائدهم ، وهي كذلك إلهام فطري أدرك الإنسان من خلاله أن هناك يوم موعود تنتظر فيه البشرية عدلها ورفع الظلم عنها .

إننا وفي ظل هذه المناسبة السعيدة ، نبتهل الى الله تعالى أن يجعلنا من المنتظرين لظهور الإمام الحجة المنتظر ، وأن يوفقنا للثبات على طريق الجهاد المقدس ضد المستكبرين والطغاة والفاسدين وحكام الجور ، وأن يحفظ شعبنا العراقي ، وحشدنا الشعبي المبارك ، وقواتنا المسلحة ، وأن يوفق محور المقاومة في مواجهة مخططات الأعداء التي ترمي الى تمزيق شمل الأمة الإسلامية ، وإشغال المسلمين في صراعات جانبية ، خدمة للمشروع الصهيوني  في المنطقة .

" اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك