📌🖊غدير التميمي ||
قالت حكيمة عمة الامام العسكري(ع) : فمضي أبو الحسن علیه السلام وجلس أبو محمد عليه السلام مكان والده ، وكنت أزوره كما كنت أزور والده
فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي
فقالت : يا مولاتي ناوليني خفك
فقلت : بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع اليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري . فسمع أبو محمد على ذلك فقال : جزاك الله يا عمة خيرة ، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس ، فصحت بالجارية وقلت : ناوليني ثيابي لأنصرف
فقال عليه السلام : يا عمتها بيتي الليلة عندنا ، فانه سيولد الليلة المولود الكريم على الله ﷻ الذي يحيى الله ﷻ به الأرض بعد موتها
فقلت : ممن ياسيدي ، ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل
فقال : من نرجس لا من غيرها
قالت : فوثبت إليها فقلبتها ظهرًا لبطن فلم أر بها أثرًا من حبل فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت فتبسم ثم قال لي : إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لان مثلها مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها ؛ لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسی.
فجر الولادة
قالت حكيمة : فذهبت إلى نرجس وأخبرتها
فقالت : لم أر شيئا ولا أثرا فبقيت الليل هناك وأفطرت عندهم ونمت قرب نرجس وكنت أفحصها كل ساعة وهي نائمة فازدادت حيرتي وأكثرت في هذه الليلة من القيام والصلاة فلما كنت في الوتر من صلاة الليل قامت نرجس فتوضأت وصلت صلاة الليل ونظرت فإذا الفجر الأول قد طلع فتداخل قلبي الشك فصاح بي أبو محمد عليه السلام فقال : لا تعجلي ياعمة فان الأمر قد قرب فرأيت اضطراب في نرجس فضممتها إلى صدري وسميت عليها ، فصاح أبو محمد عليه السلام وقال : اقرئي عليها : ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر ﴾ ، فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها : ما حالك ؟ قالت : ظهر الأمر الذي أخبرك به مولاي . فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ كما أقرأ وسلم علي ، قالت حكيمة : ففزعت لما سمعت ، فصاح بي أبو محمد عليه السلام : لا تعجبي من أمر الله ، أن الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارا ، ويجعلنا حجة في أرضه كبارا ، فلم يستم الكلام حتى غيبت نرجس عني ، فلم أرها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب .
ولادة أمل الشيعة
فعدوت نحو أبي محمد علي وأنا صارخة فقال لي : ارجعي ياعمة فانك ستجديها في مكانها ، قالت : فرجعت فلم ألبث أن كشف الحجاب بيني وبينها ، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري ، وإذا أنا بالصبي عليه السلام ساجدًا على وجهه ، جاثيًا على ركبتيه ، رافعا سبابتيه نحو السماء وهو يقول : أشهد أن لا اله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وان جدي رسول الله ، وان أبي أمير المؤمنین ثم عد إمامة إمامة إلى أن بلغ إلى نفسه ، فقال : « اللهم أنجز لي و عدي ، وأتمم لي أمري ، وثبت وطأتي ، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا » . وفي رواية عن أبي علي الخيزراني ، عن جارية له عند الإمام الحسن عليه السلام قالت انها قالت : لما ولد السيد رأيت له نورة ساطعا قد ظهر منه وبلغ افق السماء ، ورأيت طیورا بيضاء تهبط من السماء و تمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ، ثم تطير ... " فناداني أبو محمد عليه وقال : يا عمة هاتي لي ، فكشفت عن سيدي عليه السلام ، فإذا به مختونا مسرورة طهرا طاهرة ، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب : .. جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فأتيت به نحوه ، فلما مثلت بين يدي أبيه سلم على أبيه ، فتناوله الحسن ، وأدخل لسانه في فمه ومسح بيده على ظهره وسمعه ومفاصله ، ثم قال له : يا بني انطق بقدرة الله ، فاستعاذ ولي الله عليه السلام من الشيطان الرجيم واستفتح الرحيم:
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾.
https://telegram.me/buratha