الصفحة الإسلامية

ميزان الأخلاق؛ الإحسان إلى الأقربين وليس التصنّع للأبعدين

2109 2021-04-26

 

✍🏻رجاء اليمني ||

 

قال رسول الله ﷺ

(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لاهلي)

بعد قدوم خاتم الأنبياءالمبارك جعل للإنسانية معنى آخر. وأوضح بأخلاقه وتعامله مع من حوله القيم   الأخلاقية المثلى. وأخذ بيد كل من أراد الكمال والتوفيق والصلاح وكره الشقاء وسوء العاقبة إلى قمم جبال مكارم الأخلاق. وكان هو الرائد وفي مقدمة كل الخير والصلاح.

وهو القائل: (إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)، فعندما بعث النبي صلى الله عليه وآله جاءت معه الأخلاق النبيلة التي لم يرَ التاريخ مثيلاً لها. فكثير من الناس اهتدوا بمجرد النظر إلى سيرته ومعاملته مع من حوله وخصوصاً مع النساء.

لقد أجاد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله التصرف مع النساء بمستوى مرموق وعالٍ جداً  مع التقدير والاحترام الكامل الذي كان مفقودا قبل الإسلام، فالتصرف كان  شديداً وقاسياً، ولم ترَ المرأة أي إحترام من قبل المجتمع البدوي، فجاء وقال: «خَيْرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، فجعل تمايز الرجال في خَيْرِيَّتهم وتقدير مقامهم منوطًا بإحسان كل منهم لزوجته وأهل بيته، ثم شجَّعهم على التزود من الإحسان إلى الزوجة، ثم بدأ بنفسه تطبيق ذلك المبدأ الذي رفعه، فإذا هو يعلن بين الناس أنه خير من يُحسن معاملة زوجته وأهل بيته، وأنهم يجب أن يقتدوا به في ذلك.

لقد كان معظم الرجال في عصره يعدّون أن رجولة الرجل لا تتحقق إلا بسيطرته على المرأة، وربما بقهرها، إهانتها والإساءة إليها، وربما تفاخر البعض بذلك، وعدّوا احترامها نوعاً من الضعف أمامها والمهانة، فجاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وأعلن أن إحترام المرأة وتقديرها هو أمر رباني ومبدأ نبويّ من مبادئه لا يحق لأحد أن يتجاوزه، ومن ثم بيّن لأمته أن المرأة والرجل كلاهما على حدٍ سواء، خلقها الله مثلما خلقه، وهي مكلَّفة بمثل ما كلَّفه الباري عز وجل، وفي بعض الأحيان يخفف عنها بعض التكاليف مراعاةً لحالها وتناسباً مع قدرتها، ثم هي بعد ذلك محاسَبة على أعمالها الصالحة والطالحة منها، وتكون الجنة جزاءها بأعمالها الصالحة والنار إن كانت أعمالها غير مطابقة للشريعة الآلهية، وبينما هو يكلف الرجل، ويعلّمه ما عليه من حق للزوجة في رقبته؛ من رعايتها والإنفاق عليها أيضا. ويطلب من النساء تقدير هذه المواقف لأجل جهده وإنفاقه عليها، فإذا به يرفع شأن المرأة على الرجل في مواضع أخرى، كما يوصي بعض أصحابه بأمه ثلاثًا، في الحديث أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله من أحق الناس ببري يا رسول الله ؟ فقال عليه السلام: أمك، فقال: ثم من ؟ قال: أمك. قال: ثم من ؟ قال أمك قال: ثم من ؟ قال أبوك فيجعل حق الأم مكررًا ثلاث مرات في مقابل مرة واحدة للأب، بل إن لفظ القرآن يؤكد على ذلك المعنى بقوله: (وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهاً ووَضَعَتْهُ کُرْهاً وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّي إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وبَلَغَ أَرْبَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْني‏ أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتي‏ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيَّ وأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وأَصْلِحْ لي‏ في‏ ذُرِّيَّتي‏ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْکَ وإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمينَ).

نرى كل ذلك التأكيد البالغ في حق الأم، وأيضا يرفع من قدر المرأة ردّاً على الذين يكرهون أن تولد لهم أنثى، وكانوا يرون ذلك عاراً عليهم، ويدفنونها وهي على قيد الحياة، فيؤكد على حق الأم تأكيدًا بالغًا.كذلك يرفع قدر المرأة، ويرد على الذين يكرهون أن تولد لهم أنثى، فيقول: (إنَّهُ أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وعِنْدَهُ رَجُلٌ، فَأَخْبَرَهُ بِمَوْلُودٍ لَهُ، فَتَغَيَّرَ لَوْنُ الرَّجُلِ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: مَا لَكَ؟

قَالَ: خَيْرٌ.

قَالَ: قُلْ.

قَالَ خَرَجْتُ والْمَرْأَةُ تَمْخَضُ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهَا وَلَدَتْ جَارِيَةً.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: الْأَرْضُ تُقِلُّهَا والسَّمَاءُ تُظِلُّهَا واللَّهُ يَرْزُقُهَا وهِيَ رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ فَهُوَ مَقْرُوحٌ، ومَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ فَيَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ، ومَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ وُضِعَ عَنْهُ الْجِهَادُ وكُلُّ مَكْرُوهٍ، ومَنْ كَانَ لَهُ أَرْبَعُ بَنَاتٍ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ أَعِينُوهُ يَا عِبَادَ اللَّهِ أَقْرِضُوهُ يَا عِبَادَ اللَّهِ ارْحَمُوهُ‌.

وَ قَالَ صلى الله عليه وآله‌: (مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ واثْنَتَيْنِ.

 قَالَ: واثْنَتَيْنِ.

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ووَاحِدَةً.

 قَالَ: ووَاحِدَةً)

 اتمنى من الكل ان يزن أخلاقه فهل وصل ما أمر الله به أن لا يقطع، أم  ما زال في تيه وغيرته الحياة الدنيا ونسى سبب الفلاح وزينه الحياة في الدنيا والآخرة.

 رسالة بسيطة للجميع  ِصلوا الأرحام فإنهن سبب الفلاح دنيا وآخرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك