كندي الزهيري ||
إذا احترق شيء ما فمن البديهي ستسارع للهروب منه أو اطفائها ، وإذا اصابك مرض في جسدك فمن المؤكد ستذهب إلى الطبيب طلبا للعلاج وغيرها الكثير.
لكن حين تصبح روحك عليلة ونفسك متسخة لن تجد لها علاج سوى الصدقة لكونها المطهر الحقيقي والعلاج الوحيد لها..
اذا الصدقة عنوان يطلق على الأموال التي تُنفق في سبيل الله تعالى والتي تزكي النفس والروح ، وكما أن في الدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال، لا يجوز اكتساب المال من أي طريق كان غير الحلال، وأيضاً لا يصح إنفاق الأموال في غير طريقها الصحيح، وواحد من طرق الإنفاق التي عيّنها الإسلام هو التصدق بالأموال في سبيل الله تعالى، وتنقسم الصدقة ــ بناء على ما لدينا من آيات قرآنية ــ إلى
(صدقة واجبة ومستحبة)، وقد بُيّنت مصارفها وشروطها. وليست الصدق لا توجب نقص أموال الإنسان بل هي سبب في نزول البركة على أمواله بل الزيادة فيها.
معناها/ الصدقة: هو ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة إلى الله، مثل الزكاة؛ لكن الصدقة في الأصل تقال للصدقة المستحبة، والزكاة للواجب.
أهميتها/ ورد في الآية 104 من سورة التوبة أن الصدقة التي يدفعها المتصدق تقع بيد الله تعالى، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾،
فهم ياخذونها بالنيابة عن الله تعالى، فيدهم القابضة للصدقة هي يد الله تعالى، وهذا التعبير واحد من أفضل وألطف التعابير التي تجسّد عظمة الحكم الإسلامي، بالإضافة التشجيع الوارد للعمل بهذه المسألة أو الفريضة الإلهية المتجسدة في الصدقة المستحبة والواجبة وهي الزكاة، وإن الشارع قد نبّه على لزوم مراعاة الآداب والاحترام للطرف المتسلّم لها؛ لأنها في الواقع تقع بيد الله تعالى.
وقد جاء في الرواية عن أمير المؤمنين أنّ رسول الله قال : «أما علمت أنّ صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى تفك بها عن لحيي سبعين شيطانا، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الله عز وجل ».
وعن الإمام الصادق قال: «وليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الله (تبارك وتعالى) قبل أن تقع في يد العبد»..
أقسامها/ تنقسم الصدقات إلى قسمين
•الواجبة: وهي تشمل أفراداً خاصّين وقسماً خاص من الأموال في أوقات وظروف خاصة، وهي الزكاة، والخمس، وزكاة الفطرة.
•المستحبة: ولا مقدار محدد لها ويمكن للإنسان أن يعطي أي مقدار يشاء من أمواله للفقراء والمحتاجين.
شروطها/
1_ أن تكونم من المال الحلال الطيّب.
2__ الأفضل أن تكون في السر.
3_ أن لا يتبعها الأذى والمنّة.
4_ أن تكون الصدقة خالصة لله تعالى.
5_ أن تكون الصدقة مما يحبّه الدافع لها.
6_ أن لا يتصور المنفق أنه مالك هذه الصدقة الحقيقي، وإنما هو واسطة في ذلك..
•مصارفها/
1_ الفقراء
2. المساكين
3. العملون عليها، وهم الذين يجمعون الزكاة وهي بمنزلة الأجرة لهم على ما يقومون به.
4. المؤلفة قلوبهم، وهم الذين يُعطى مال الصدقة الواجبة إليهم من باب استجلاب وتألُّف قلوبهم نحو الدين الإسلامي وتحبيبهم فيه.
5. وفي الرقاب، يقصد به اعطاء المال من أجل تحرير العبيد من العبودية.
6. الغارمين، وهم المديونين ممن لا يتمكنون من أداء دينهم.
7. في سبيل الله، أي صرفها لوجه الله تعالى وفي كل ما يمكن ان يكون فيه تقوية للإسلام.
8. ابن السبيل، وهو المسافر المنقطه العادم من المال والزاد بما يكفيه.
• كيفية أدائها/
◇ الصدقة الغير مقبولة:
1. إعطاء الصدقة من أجل الرياء.
2. إعطاء الصدقة مع المن والأذى.
◇ الصدقة المقبولة:
1. إظهار الصدقة: فإن فيه دعوة عملية إلى المعروف، وتشويقا للناس إلى البذل والانفاق، وتطييبا لنفوس الفقراء والمساكين حيث يشاهدون أن في المجتمع رجالا رحماء بحالهم، وأموالا موضوعة لرفع حوائجهم.
2. صدقة السر: إخفائها الصدقة يُبعد الإنسان عن الرياء والمن والاذى، وكذلك فيه حفظ لنفوس المحتاجين عن الخزي والمذلة، وصون لماء وجوههم عن الابتذال، وصدقة السر أخلص طهارة، ولما كان بناء الدين على الإخلاص وكان العمل كلما قرب من الإخلاص كان أقرب من الفضيلة رجح سبحانه جانب صدقة السر فقال: وان تخفوها وتعطوها الفقراء فهو خير لكم.
• آثارها وبركتها/
1_ تدفع البلاء: عن رسول الله (ص): «الصدقة تمنع سبعين نوعًا من أنواع البلاء».
2_ تدفع القضاء: عن رسول الله (ص): «الصدقة ...تدفع القضاء وقد أُبرم إبرامًا».
3_ تزيد العمر: عن رسول الله (ص): «تصدّقوا, وداووا مرضاكم بالصدقة, فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض, وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم».
4_ تدفع ميتة السوء: عن الإمام الباقر (ع): «البرّ والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان سبعين ميتة سوء».
5_ تجلب الرزق: عن أمير المؤمنين (ع): «إذا أملقتم، فتاجروا الله بالصدقة».
6_ تبرِّد القبر: عن رسول الله (ص): «إنّ الصدقة لتطفىء عن أهلها حرّ القبور».
7_ تُظلُّ المتصدّق يوم القيامة: عن الإمام الصادق (ع): «أرض القيامة نار ما خلا ظلِّ المؤمن, فإنَّ صدقته تظلّه».
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha