بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11 المجادلة )
من القضايا التي نشعر بأهميتها لانها تعكس اخلاق الفرد هي المجالس التي يرتادها الناس , خاصة الشباب لأنها تكون سبباً لهدايتهم او سبباً لانحرافهم وتدمير حياتهم، فما هي المجالس التي ينبغي للشاب ارتيادها؟ والاخرى التي ينبغي الابتعاد عنها؟
اسباب نزول الآية : أنزلت هذه الآية يوم الجمعة، وكان رسول الله يجلس عند الصحابة اهل الصُّفَّة، وكان المكان ضيقٌ وومتليْ، وكان يكرم أهل بدر والسابقين واهل العلم ، فجاء جماعة ممن لهم سابقة في الاسلام واشتركوا في معارك المسلمين .
سلموا على النبي{ص} وعلى الجالسين فردَّ النبي عليهم، والمسلمون ردوا عليهم، ظلوا واقفين على أرجلهم ينتظرون أن يُوسَّع لهم، فلم يتحرك احد من مكانه. ولم يُفسَح لهم، فشق ذلك على النبي {ص}فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار (قم يا فلان، وأنت يا فلان) واجلس القادمين من الرجال الكبار وأهل بدر، فشقَّ ذلك على مَن أقيم من مجلسه، وعرف النبي الكراهة في وجوههم، فقال المنافقون: ألستم تزعمون أن صاحبكم يعدل بين الناس؟ والله ما رأيناه عدل مع هؤلاء، هم قوم سبقوهم وأخذوا مجالسهم وأحبوا القرب مع بعضهم .. ثم أقامهم الرسول وأجلس من أبطأ عن الحضور، فبلغ ذلك القول أن رسول الله فقال:(رحم الله رجلاً يفسح لأخيه)، هنا اراد المنافقون ممن كان جالسا ان يجد شرخا في تصرف النبي {ص} وانه يفرق بين هذا وذاك.. لان العرب يكابرون في كل شيء خاصة في المشي والجلوس والكلام . وليس عندهم ضابط ولا قانون يحد من تصرفاتهم فنزلت الاية المباركة في نفس اليوم . {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ }..
اذن الاسلام يحرص ان يبين الجانب الاخلاقي والنفسي لعامة المسلمين كيف يتكلم المرء ومتى . واين يجلس, اليوم اغلب المؤمنين حين يدخل الى المسجد والصلاة قائمة يرفع صوته بالسلام.!!! وهذا يدل انه لا يعرف الاحكام الشرعية, لانه يلزم المصلين الذين لا يعرفون في الغالب كيف يردون عليه السلام فيدخلهم بأحراج شرعي. وهو لا يدري..
اخرون لا يراعي حرمة للصلاة ولا للمحاضرة الدينية, فيترك نقاله يرن وقت الصلاة او بالمحاضرة , ولا يهتم ابدا لمشاعر المصلين فيرد وبصوت عال,{غالبا المتصل من افراد العائلة يطلبون اشياء بيتيه يومية}.
***نحن نحتاج الى (ثقافة اجتماعية دينية) تتعلق بالكلام واختيار الامكنة التي نتحدث فيها واختيار الموضوع المناسب. ورد في سورة لقمان الحكيم جملة من التعليمات انقل لك فيما يتعلق برفع الصوت .
** ظاهرة استفحلت في الآونة الأخيرة، باتت تصاحب الكل أثناء أي حوار سواء في مجلس خاص او عام او في الفضائيات. وهي الصوت العالي. على الرغم ان الموضوع لا يحتاج ان يسمعه الأخرون, لأنه ليس دائما ان يسمع الناس حوارك مع ابناءك او قضية عمل او مشكلة وغيرها .. هذه من خصوصياتك . ورفع صوتك في كل هذه الاحوال دليل عدم فهم المتكلم ..واول مشكلة مخالفة لنص القران في هذا المجال , الكلام في الفواتح. اثناء قراءة القران{ وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لعلكم تُرۡحَمُونَ}.. ذكر المفسرون أسباباً لنزول الآية الكريمة؛ منها ما روي عن ابن عباس واخرين، أن المسلمين في بادئ أمرهم كانوا يتكلمون في الصلاة، وربما ورد شخص أثناء الصلاة فيسأل المصلّين وهم مشغولون بصلاتهم: كم ركعة صليتم؟ فيجيبونه: كذا ركعة. فنزلت الآية ومنعتهم أو نهتهم عن ذلك. كما نقل الزهري سبباً آخر لنزول الآية، وهو أنه لما كان النبي يقرأ القرآن، كان شاب من الأنصار يقرأ معه القرآن بصوت مرتفع، فالآية نزلت ونهت عن ذلك.
وأياً كان شأن نزول هذه الآية، فهي تقول: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.الاستماع هو الانتباه للكلام والسكوت التام لان الانسان لا يتمكن من الاستماع والكلام . ولا يفهم الكلام وهو شارد الذهن فقال استمعوا وانصتوا . حتى يتمكن العقل من هضم الكلام. وغالبا يكون الاستماع بقصد او بدون قصد { وحين لا نخزن الكلام في عقولنا} يسمى كلام عابر.. بينما الانصات مع الاستماع يتحقق الفهم من الكلام.
**جاء قوله تعالى: "جاء في قوله :"قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا " الجن اهتموا بسماع القرآن بعد ان سمعوه اول مرة بغير قصد .لانه لا يمكن ان نمنع الاذن من الاستماع.
*** أما الانصات هي حالة التركيز لتلقي المعلومة ثم فهمها لان المنصت يعطي الاهتمام والتركيز من أجل فهم الكلمة. ويعتبر الانصات مستوى أعلى من السماع والاستماع.** البعض يتطفل على المحاضرة ,فيتكلم كانه في مقهى او سوق........
*** الجلوس في الفواتح.....{ظاهرة إقامة مجالس العزاء على موت الأحبّة ظاهرةً عرفية، كونها تنبع من عاطفة ومحبّة. ظاهرة معمول بها منذ بداية خلق الإنسان وحتّى عصرنا الحاضر، إلّا أنّنا نقصر حديثنا حول رؤية الإسلام وكيف نتعامل مع مجالس الفاتحة.؟ وهل الفاتحة شرعية.؟
عن رسول الله{ص} قال: (ما من مُؤمِنٍ يُعَزِّي أخاه بمصيبةٍ، إلا كساه اللهُ سبحانه من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ). لأن مواساة المصاب وتعزيته قضية إنسانية، وهي في كل الديانات لا تختص بالمسلمين، حيث وردت فتاوى من الفقهاء بمشروعية تعزية غير المسلم...
قال العلامة الحلي :الأقرب جواز تعزية أهل الذمة، ـ وبه قال الامام الشافعي وأحمد, لأنه كالعيادة وقد عاد رسول الله{ص} جاره اليهودي حين وقع بمرض. بمرور الزمن ترسّخت مجالس التعزية (الفواتح) في مجتمعنا لتكون واجبا يلائم العلاقة ويزيدها انسجاما ولكن دخلت سنن ما انزل الله بها من سلطان وصارت الكلفة تشكل عبئاً على أهل العزاء والمعزِّين.
**مجالس العزاء في الإسلام :ورد في المصادر أنّ النبي {ص} بكى على عمّه حمزة، وجعفر الطيّار، وولده إبراهيم، وعثمان بن مظعون . وسمى العام الذي ماتت فيه زوجته خديجة وعمّه أبي طالب ب (عام الحزن)، أي: عام العزاء، وأمر بإقامة مجالس للعزاء . ورد في سيرة الحلبي والدحلاني عن ابن مسعود : (ما رأينا رسول الله (ص) باكيًا أشدّ مـن بكائه على حمزة ، وضعه في القبلة ، ثم وقف على جنازتـه وانتحب باكيا وقال{ يا عمّ رسول الله يا حمزة ، يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة ، يـا فاعـل الخيرات يا حمزة ، يا كاشف الكربات يا حمزة .. الخ. فالنبي آدم{ع} بكى وحزن على هابيل، والنبي يعقوب بكى على يوسف حتى ذهب بصره، والنبي يوسف بكي على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن، .
ومنذ العام 61 هـ، عام شهادة الحسين{ع}وأهل بيته وأصحابه، الذين استشهدوا بأرض كربلاء، وحث اهل البيت {ع} على البكاء واحياء المجالس ,فتحوّلت مجالس العزاء إلى مدرسةٍ عامّة مستمرّة ..
** مجالس ذكر الحسين :في واقعها ذكر لله تعالى، فلابد من احترام تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور، والانصات تماما للمحاضرة . ** ليكن الهدف من استماع الخطبة ، هو استخلاص الفائدة من المعلومة لان المعلومة ممكن ان تغير حياة الفرد .وعلى المستمع ان يفترض نفسه انه هو المعني بالخطاب. وهذا يستوجب الانصات التام وعدم الكلام مع زميل واعتبار المحاضرة شيئا لا قيمة له .
** المصاب الذي بكت عليه السموات والأرض، والأنبياء والمرسلين. لنجعله أعظم مصائبنا وأن تكون مجالسه مجالس تليق بمقام الحسين في قلوبنا. لان الكلام اثناء المحاظرة هو نوع من الخروج عن الذوق العام وعدم فهم حقيقة المجلس الذي يقول عنه الصادق{ع} : اتجلسون وتتحدثون قالوا نعم . قال احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا.
** بحث في رفع الصوت في مكان عام : للقران نظرية فريدة في عالم الاخلاق حيث يعتبر القران رفع الصوت من عادات الحيوانات والبهائم ، إلا أن الكثيرين أصبحوا مصرين عليه، قال تعالى: [وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ]. ** معنى اقصد من الاقتصاد في الشيء مثل اقتصد في الماء .. أي خذ حاجتك فقط . او اقتصد في الكهرباء .. وكلمة اقصد في مشيك أي امشي باتزان بحيث تدل مشيتك على تواضعك وسمو خلقك.. لا سريع ولا تتبختر. وغض الصوت خفظه لان الناس ليس لهم علاقة بامورك الخاصة. وحين يكون أي موضوع تريد توصله لشخص معين او اهلك لا تنشره بالفضاء. غض صوتك بحيث الذي الى جانبك لا يسمعك. في حين نرى بعض الاشخاص يتحدث مع زوجته مع زوجته بصوت عال..
&**آداب القران في الكلام والمشي جاءت في سورة لقمان الحكيم ورب سائل يقول لماذا استخدم القران الحمار مثلا..؟ الجواب لان الصوت العالي يؤذي السمع غالبا . فاختار صوت الحمار لانه يتميز بالارتفاع . ورد في البخاري حديث يسند لرسول الله{ص} "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا, وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها رأت شيطانا" .ثانيا رفع الصوت يدلل على عدم الاحترام.. قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ"، بينما من يغضون اصواتهم عند النبي{ص} قال عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى.. لاحظ المقارنة بين من يصف صوته كصوت الحمير وبين من يقول عنهم امتحن الله قلبه بالأيمان. والاكثر ان حبطت اعمالهم .
*** اداب الطريق: ومن التواضع في الطريق أن لا يرى الانسان نفسه أحق بالطريق من غيره أيًا كان هذا الغير،لان الطريق معيار اخلاق الانسان, البعض يقوم بتعمد لاحداث مطبات في الطريق , تحت حجة ان ابناءه يلعبون او يخرجون للشارع ويمكن ان يدهسهم السائق. , اخي المؤمن انت مسؤول عن تربية ابناءك لا تقصر في تربيتهم ومتكون سببا لاحداث مطبات في الطريق وتعتبره اسلوب تربوي.. اضافة لبعض السواق يتعمد الوقوف في مكان عام مخالفا لقوانين المرور . فكل من يسيء للنظام العام في الشارع عليه ان يراجع نفسه من الناحية الاخلاقية . فهو يتجاوز على الناس . غض البصر وتجنب الجلوس في الطرقات ورد السلام . قال رسول الله {ص}:( إياكم والجلوس على الطرقات . فقالوا ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها . قال : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها . قالوا : وما حق الطريق ؟ قال : غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) . وأول الحقوق التي ينبغي أن يراعيها كل من يجلس أو يسير في الطريق: غض البصر وهو أمر إلهي قبل أن يكون توجيهاً نبوياً . . الله تعالى يقول: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)..
*اذا قلنا زكاة المال او الزرع: اي نَما وكَثُرَ. وفي الاموال اي يُؤَدِّي عَنْها الزَّكاةَ لِيُطَهِّرَها الآية تشير الى نمو الحسنات تُنمي حسناتهم وترفعهم إلى منازل المخلصين. هذا بسبب غض البصر.. وما عدى هذه يقول تعالى : فلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ أي لا تعتبروا ان نفوسكم اصلح من غيركم.
اعود الى الاية المباركة : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ لكل شيء في الإسلام مستحبات وآداب ينبغي الالتفات إليها، وللمجلس آدابه التي لو التزم بها الإنسان لعرف الخير في الدنيا قبل الآخرة... ونشير هنا إلى بعض هذه الآداب .
** أين تجلس؟ : هناك العديد من الروايات التي تتحدث عن المكان العام الذي ينبغي أن يجلس فيه الإنسان وتحددها أطر ثلاثة:
** المكان الذي دعيت إليه.. ان تختار مكانك الذي يناسبك. عن رسول الله {ص}"إذا أخذ القوم مجالسهم فإن دعا رجل أخاه وأوسع له في مجلسه فليأته فإنما هي كرامة أكرمه بها أخوه...".فإذا أوسع لك أي شخص في المجلس ودعاك للجلوس بجانبه فهذه كرامة لك أكرمك بها هذا الإنسان وعليك أن تمتثل لهذا الطلب وتقبل هذه الكرامة. فليس من الأدب أن يعتني بك أحدهم فتقابل عنايته بعدم الاهتمام واللامبالاة.
** ولكن اذا لم يدعوني شخص معين للجلوس اين اجلس..؟ عليك ان تختار المكان الأوسع .عن رسول الله{ص}:"... وإن لم يوسع له أحد فلينظر أوسع مكان يجده فيجلس". ولكن في بعض الحالات لا يوسع لك أحدهم ولا يدعوك إلى جانبه عليك أن تختار أوسع مكان تجده في المجلس حتى لا يكون جلوسك فيه تضييقاً أو أذية لأحد من الجالسين .يقول{ص} "إذا أتى أحدكم مجلسا فليجلس حيث ما انتهى به مجلسه" .
** في هذا تعليم من النبي{ص} أن لا نسعى لمواقع الرئاسة ولا لمناصب الوجاهة والظهور، بل حث على أن نشعر أنفسنا بالتواضع وأننا كالآخرين ولسنا ارفع منهم جاها بل التفاضل بالتقوى فقط. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} قد يتساءل البعض لماذا التشدد في هذا الأمر؟ إذا كان المكان فارغا فليجلس الشخص حيثما يريد. .الجواب:. ليس الأمر لأجل المكان الفارغ أو عدمه بل هذا دفعا عن المؤمن كي لا يتعرض للمقت أو الإهانة، لأن أصحاب المجالس قد يخصصون مجلسا خاصا لأحد ما قد يكون عزيزا عليهم ولا يرضون بجلوس آخر مكانه فيطلبون منه التنحي وقد يعتبرها الشخص إهانة له فيلزم للمؤمن أن لا يسرع لصدر المجلس الذي قد يكون مخصصا لشخص آخر غيره.
** ذكر هذا المعنى امير المؤمنين {ع} قال:"لا تسرعن إلى أرفع موضع في المجلس فإن الموضع الذي تذهب إليه خير من الموضع الذي تدفع عنه" . وهذا يحتاج ان يتعلمه الانسان من صغره من قبل الابوين . فتوجب علينا تعليم اداب المجلس للاطفال في سنٍ صغيرة، ومنها مراعاة الجلوس بطريقة لائقة تنم عن احترام الآخرين، بما في ذلك عدم الاستلقاء على الأرض أو إظهار العورة أو الاتكاء على اليد خلف الظهر، وغيرها من طرق الجلوس التي تظهر عدم الاحترام للجالسين. وعدم احترام الانسان نفسه من خلال الجلوس.
هـ- لمن صدر المجالس؟ عن الإمام علي{ع}:لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل، وينطق إذا عجز القوم، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله فمن لم يكن فيه شيء منهن وجلس فهو أحمق".لأنه إن جلس وظنوه عالما فسيسألونه ويستهزؤون به لجلوسه مجلس العلماء. واذا حضر ضيوف ولم يسعهم المكان . فيقع صاحب المكان بحرج . عندها يجب ان يرفع الحرج ان يغادر البعض المكان. او ان ينبه صاحب المكان لمن يمون عليهم ان يخرجوا. ( واذا قيل لكم انشزوا فانشزوا) وقد يؤذي طلب الخروج من المجلس او القيام من المكان جرحا في القلب. يقول تعالى هذه اخلاق الاسلام وانا اعوض من يقال له قم ويقوم ,{ يفسح الله لكم} هذا الامتثال يعطي الله لمن يقوم من مكانه منزلة رفيعة اضافة لثواب الاخرة . كلمة يفسح الله لكم .. الفسح التوسعة في كل شيء بالرزق والجاه والعمر والبركة وغيرها.
** ومن اقبح المواقف ان يذكر شخص معين اسما وينال منه في مجلس عام خاصة اذا كان ذلك الانسان يمثل الامة برمتها .. كما فعل معاوية بسبه الامام علي {ع} عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية سعداً ، فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ، فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله (ص) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي : من حمر النعم سمعت رسول الله (ص) يقول لما خلفه في بعض مغازيه ، : فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول الله (ص) أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : إدعوا لي علياً فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه .ولما نزلت هذه الآية :ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم .. الخ دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين.
وفعلها يزيد يوم وضع راس الحسين {ع} بين يديه وصار يضرب راس الامام.. نكالا ببنات رسول الله .. ولكن اللعين صار يضرب ثغر الامام ويقول ليت اشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الاسل .. لاهلوا واستهلوا فرحا .. ثم قالوا يا يزيد لا تشل.. قد قتلنا القرم من ساداتهم . وعدلنا ميل بدر فاعتدل.. لست من خندف ان لم انتقم .. من بين احمد ما كان فعل.. لعبت هاشم بالملك فلا .. خبر جاء ولا وحي نزل. فنادت يا حسيناه! يا حبيب رسول الله! يا ابن مكة ومنى! يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء! .. خويه ريتا نجتل واروح وياك / ولا شوفتي مخضوب بدماك / ولا اشوف الرجس يضرب ثنايك / يا ريت اليتامه ما عدمناك . يحسين راسك حين شفته / تلعب عصا يزيد اعله شفته / ذاك الوكت وجهي لطمته / صديتله ابحرگه وندهته/شلّت ايمينك يالضربته يا خويه شتمني وتعدتله شتمته / يا اخو المثلك ضيع اخته / معذور يا الحزو ركبته. هضمنه ما جرى اعله احد وشافه بره بينه العدو جرحه وشافه .. على راس السبط تعلب وشافه عصى يزيد ويسب حامي الحميه.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha