الصفحة الإسلامية

ذكريات الزمن الجميل وايام عاشوراء


يبدو ان البعثيين توجهوا نحو برامج التواصل الاجتماعي وفتحوا صفحات تقارن بين نظام { الزمن الجميل} الذي حول العراق الى جنة الفردوس ليوهموا الشباب الناقمون الذين يبحثون عن عمل بعد ان توقفت جميع اعمال القطاع الخاص الان.

ما اريد ان ابينه عن النظام البعثي كيف كان يمارس ابناء الشعب طقوسهم وشعائرهم الدينية بكل حرية بعيدا عن الطائفية المقيتة.. اكتب هذا الموضوع يدفعني شعور مرعب عن الايام التي تسبق شهر محرم كل عام. غير ان الرعب لا يمكن ان انقله الى جمهور القراء كما عشناه. واليوم الذين جاءوا من خلف الحدود {يتهم شيعة داخل العراق انهم كانوا مؤيدين لحزب البعث} في وقت كنا نتمنى ان نهرب من جنة العراق الى دار {الجهاد خمسة نجوم}.

البعثيون الشيعة والسنة يتخيل لي انهم { يتخبلون} من الشعائر الحسينية . والحزبيون على دين ملوكهم. وقد اعترف الان بعض كوادر الحزب المتقدم ان صدام حسين كان يحكم بنفس عنصري طائفي وهو لا يعرف له مذهبا معينا. دينه ودنياه البقاء بالحكم. وبما ان المذاهب وبعض علماء الشيعة انتموا مرغومين مرعوبين من ردة فعل المنظمة الحزبية. وبعضهم انتما بدوافع طائفية ليمارس حقده على اهل البيت تحت عنوان البعث .. الا جهة واحدة بقيت نظيفة طاهرة صامدة امام المد العنصري البعثي السني الشيعي. {هي المنبر الحسيني}.

في اواخر ذي الحجة من كل عام كان اصحاب الحسينيات يتكلمون همسا بينهم حول الحصول على اجازة قراءة لمدة عشرة ايام الاولى من محرم فقط وغالبا ما تمنح الموافقة بين يوم 3 الى 5 من محرم فتتقلص الفترة الى 6 او 7 ايام.

وتظهر قائمة المنع من المنظمة الحزبية. ويتم تبليغنا من قبل منظمة الامن الارهابية وتغلق عدد من الحسينيات كل عام. وعلى متولي الحسينية ان يوقع تعهد مجحف لشروط ما انزل الله بها من سلطان.

كانوا يعرفون انهم مكروهون من الجمهور الحسيني كما هو الان . فكانوا يشترطون ان يدعو الخطيب للرئيس الضرورة ولحزب البعث وان نمدح الديمقراطية البعثية. وهناك شروط تعسفية منها اذا حدث أي حادث في المنطقة فان الجهة التي قامت بتلك الحادث هم متولي الحسينية والمترددون على المجالس الحسينية . واقول للتاريخ ان الخطباء ذلك الوقت كانوا من النموذج الذي ينطبق قوله تعالى فيهم{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} "" وكل عام كنا نقدم ضحايا كأنهم هدي الحج"" في زنزانات البعث الديمقراطي بتهمة تلصق بهم.. بينما الحقيقة ان جريمتهم كونهم خدام الحسين .. ولو تهيئت لي فرصة ان اتحدث عن تلك الايام لقدمت معلومات خافية عن حقيقة الديمقراطية والزمن الجميل الذي عاشه الشعب العراقي عامة وخدام واحباب الحسين{ع} خاصة .

واتذكر اجمل ممارسة ديمقراطية معي. بعد وفاة والدي عام 1979 م اصبحت متوليا على حسينيتنا في الفاو{ تم مصادرتها من قبل النظام البعثي والحالي} كوني لا انتمي لأحزاب السلطة الديمقراطية الان.

في عام 1980 قبل الحرب بشهرين اقمت سبعة ايام من العشرة الاولى لعدم منحي اجازة { انتماء للوطن واننا عملاء وذيول} في يوم العاشر قرات مقتل الحسين {ع} استمرت الامطار لغاية من الصبح لغاية الساعة الثانية بعد الظهر.. وفاتني ان النظام كان يمنع رفع الرايات الحسينية.. فكانت على سطح حسينية حاج كاظم البغدادي بالفاو رايتان حسينيتان فقط طرق بابنا الساعة الرابعة عصرا رفيق حزبي شيعي. خرجت لافتح الباب وجدت مفرزة من البعثيين يستقلون سيارة وهم مدججون بسلاح الكلاشنكوف. احدهم صاحب حسينية الان.

سالني الرفيق الحزبي بمنتهى الديمقراطية والاخلاق{ ولك خلصت قرايتكم لو لا} اجبته بخوف نعم خلصنا . قال بتنمر لعد شنو هاي الاعلام على الحسينية؟ . قلت استاذ اسمحلي اليوم فقط لان سطح الحسينية كله طين لانه مدفون بالتراب..غدا ارفع الرايات ان شاء الله لو وقف المطر.. رد علي بجواب لا يمكن ان اذكر لكم نهايته , كلام سأقدمه يوم القيامة من ضمن الادلة التي مورست ضدنا{ قال: {روح أرفع الاعلام انعل ابوك لابو الحس.......}

اغلقت الباب وتوجهت نحو الحسينية ودموعي تجري ليس لشتمي ويشهد الله على ذلك . ولكن شتم الحسين ولم اتمكن الرد عليه.خارت قواي كيف ساقول للحسين. اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم . ولكن كانت نهايته عار وشنار . بل النظام كله رمي في مزبلة التاريخ قسم{ مزبلة التاريخ الديمقراطية}.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك