الصفحة الإسلامية

مجلس حسيني ــ الإمام الكاظم ودوره في الحياة السياسية


الشيخ عبد الحافظ البغدادي

باب الحوائج جئت بابك ساعيا ....... وأنخت ما بين القبــــــاب رحاليا

وطفت التمس الدعاء بفضلكم ....... يا ســــــــيدي فيكم وجدت رجائيا

ووضعت وزري في حماك وأنني .... مــــــــــستيقن من انه يقضى ليا

يا ابن الأباة الطيـــــــبون وانتم ....... شفــــعاء خلق الله حين يلاقيا

فاشفع لعبدك حين ينكشف الغطا .... واحمله عني حين يعرض كتابيا

*** للسياسية تعريفات كثيرة منها : «العلاقة بين الحكام والمحكومين". وجميع التعريفات لا تطابق الواقع السياسي في جميع العالم .. اليك الادلة ــ قدّمت الحضارة الفرعونية مَفهوم {المَلك هو الإله}فيعتبر نفسه مالكا لارواح وارزاق ودماء واعراض الناس.!!فهو الدولة والقانون يقول تعالى: (أنا ربكم الأعلى} أي لا رب لكم فوقي.. **أمّا الحضارة اليونانيّة فهي مَبنيّة على أبعاد ثلاث:الطبقة السياسية والديمقراطية والنظام السياسيّ المَركزي بمؤسّساته التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائية، إضافة إلى نظامٍ لا مَركزيّ يُديرُ مناطقَ مَحليّة. هذا النظام اوجد اساطين وزعامات بسبب القانون اليوناني ..ثم تَوالَت نَظريّات في علم السياسة ..

** اما رؤية الاسلام في الحكم: رايه واضح مِنْ خِلالِ آياتِ القٌرآن الكريم، ذلكَ الكتابُ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ومن خلال روايات الرسول{ص} وأهل بيته الكرام{ع} من خلال تاريخهم قدّموا رؤية متكاملة، وهي تعتبر اليوم البديل لجميع الأطروحات الوَضعيّة، وقد انبرى العديدُ من عُلماء الدين، منهم السيد محمد باقر الصدر{قدس} الذي اعتمد اولا “نظرية الشورى” كأساس للحكم، لكنه لاحقاً، من خلال بعض كتاباته، كان يميل إلى نظريّة “ولاية الفقيه”، ولما واجه بسببها معارضة من قبل بعض الأوساط العلمية، تحول الى نظرية جديدة طرحها بعنوان “الإسلام يقود الحياة” بعد هذه الجولة السريعة اعرج الى سياسة الائمة{ع}.

**هناك تشابه كبير بين حياة الامام جعفر الصادق {ع؛}وولده موسى الكاظم {ع} لان الظروف السياسية التي عاشها الإمام الصادق،(ع) في ظلم وطغيان الأمويين ثم جاءت بعدها محاولات العباسيين لتسلق كرسي الحكم، وهذا دفع كثير من الطامعين لخوض ميدان السياسية وتجربة الحظ نحو "كرسي الخلافة"، فقبل ثورة محمد وابراهيم ولدا عبد الله بن الحسن، ضد العباسيين كانت غاية ثورتهم استغلال فترة انهيار الدولة الاموية، كانوا طامعين بالسلطة .في البداية عرضوا مشروعهم الانقلابي بعد موت عبد الملك بن مروان مباشرة ،زاروا الامام الصادق{ع} ورفعوا شعار الحرب على الظلم ونصرة الحق وجرى لقاء مطوّل مع وفد "المعارضة السياسية" فاختبر الامام عقيدتهم ..ثم في معرفتهم بالأحكام الاسلامية، بل حتى سيرة نبيهم، فكانوا خواء في كل ذلك. اذكر لك بعضا من حوار الثوار مع الامام الصادق{ع} وكان رؤساء الوفد من بعض المعتزلة منهم؛ عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وحفص بن سالم.. بينوا انهم جاءوا بعد ورود معلومات عن تشتت الآراء في الشام فيمن يخلف عبد الملك بن مروان..

فذكر لهم الامام اول المعوقات: انهم لا يمتلكون قاعدة مؤمنة بالتغيير واخبرهم ان قاعدتهم هشة لا يمكن الوثوق بيها .والنقطة الثانية انهم استغلوا ولدي عبد الله بن الحسن محمد وابراهيم وهذا يعني قوله انكم جئتم برموز علوية لاستغلال سذاجة الناس" بواجهة علوية" تظنون انكم تثيرون مشاعري وتدفعوني للموافقة، ثم تحول الحوار الى القضايا الفكرية لان الذي يستلم السلطة لابد ان يكون ( حفيظ عليم). يملك علما في الشريعة وتسيس الناس بموجب علمه في علوم القران .

**سأل الإمام الصادق، عمرو بن عبيد: أخبرني يا عمرو، لو أن الأمة قلدتك أمرها وولّتك بغير قتال وقيل لك: ولّها من شئت، من تولّيها؟؟.قال: {أجعلها شورى بين المسلمين.}قال الامام: بين المسلمين كلهم؟ قال: نعم.فقال له الامام: أخبرني يا عمرو أتتولّى أبا بكر وعمر، أم تتبرأ منهما؟

قال: أتولاهما .. فقال له: كيف تتولاهما وقد خالفتهما! قال عمرو كيف؟

قال له الامام: عهد ابو بكر الى عمر بالبيعة ولم يشاور أحداً، ثم جعلها عمر شورى بين ستّة وأخرج منها جميع المهاجرين والانصار غير أولئك الستة من قريش، وأوصى فيهم شيئاً لا أراك ترضى به أنت ولا أصحابك وانت جعلتها شورى بين جميع المسلمين. ثم بين له الإمام كيف هدد عمر من لم يكن معارضاً على التصويت لشخص واحد أن يضرب عنقه في قصة معروفة في التاريخ .فأسقط في يدي هذا المعتزلي والسياسي وبين خواءهم الفكري في السياسة "فخرجوا صاغرين".

**جاء أحد العبيد الذين حررهم الإمام زين العابدين،{ع}زار الامام الصادق في الكوفة، واستشاره بالحصول على وظيفة حكومية، فمنعه الامام من مغبة التفكير بهذا، فخرج من الامام وذهب الى بيته وراح يفكر بأن ممانعة الامام لحصوله الوظيفة في حكومة الظالمين، خوفاً عليّ ان يرتكب الظلم مثلهم، فعاد الى الإمام في اليوم التالي، واقسم بالأيمان الغليظة بأنه لن يشترك في ظلم لاحد خلال عمله الوظيفي، فلما ألحّ عليه بألايمان الغليظة رفع الإمام رأسه الى السماء وقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك"! بمعنى استحالة سلامة النفس دون الانزلاق في الظلم والجور. ابسط حالات الظلم استلام رواتب خيالية وبعض الناس لا يملكون سقفا لبيوتهم. وابناءهم يتصيفون في اوربا وبعض الناس لا يملك مبلغ شراء دواء.

** من هو عمر بن عبد العزيز؟: مما يؤسف له من بعض علماء وباحثين الشيعة يهدون رداء النزاهة والعدل، لكل من سجل موقفاً ايجابياً مع الشيعة عبر التاريخ، لان الشيعة دائما تحت القمع والاضطهاد والمطاردة , لكن هذا لا يمنع ان نتفحص في التاريخ للخروج بنتائج دقيقة تكشف الحقائق بدون مؤثرات العواطف، ليس عمر بن عبد العزيز فقط بل ينظر البعض الى المأمون العباسي على أنه شخصية ايجابية تختلف عن سائر الحكام العباسيين، الخليفة عمر بن عبد العزيز،تسلم الحكم من سليمان بن عبد الملك سنة 99هج ومات سنة 101للهجرة، بقي عامين فقط في الحكم. يتحدث عنه السيد كاظم القزويني في نرجمته أنه كان "يعيش الترف والبذخ وبذل الاموال في مأكله ومشربه، حتى ذكر أنه كان يشتري بأربعمائة دينار ويقول: ما اخشنه؟! وتقنّع بقناع الدين كمقدمة تمهيدية لوصوله الى السلطة". وهناك تطابق بين عبد العزيز والمأمون الذي وصل الى الحكم بعد تعرض الدولة العباسية الى تصدعات خطيرة بسبب كثرة المظالم في عهد ابيه هارون العباسي ، ثم اخاه الأمين، وشدة الانحرافات عن الدين والاخلاق مما دعاه لنقل مقر الخلافة الى خراسان، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الدولة الاسلامية حيث كانت العاصمة تراوح بين الحجاز والعراق، هناك قام بخطوات ترقيعية لإخفاء الوجه البشع للعباسيين، أبرزها تنصيب الامام الرضا ولياً للعهد، نفس الموقف كان عليه عمر بن عبد العزيز، لما كانت الدولة الأموية "مهددة بالسقوط، والاوضاع الاقتصادية متردية والأمن مفقود، وانتشار القتل والارهاب، الامر الذي دعاه الى تخفيف الضرائب، فخفف الخطاب السياسي مع الشيعة، وابرزه منع لعن أمير المؤمنين{ع}على المنابر الذي استمر سبعين عاماً، كما بادر الى إعادة فدك الى ولد علي وفاطمة،{ع}الى جانب التخفيف من حدة القمع والاضطهاد المعروف من الأمويين..

{ موجز عن الدولة العباسية وخفاياها} لا يأتي الحديث عن العباسيين إلا مقرونا بمشاهد الصراع والدم، صراع بدأ منذ تأسيس الدولة العباسية على أنقاض الأمويين حين قضوا على نفوذهم , امتلات الارض بالدم والانتقام مشاهد امتدت من الشرق في بلاد الشام الى خُراسان وإيران، ثم العراق ومصر وجميع البلدان التي فيها اموي واحد يجب ان يقتل انتهت بقتل آخر ملوك بني أمية مروان بن محمد الملقب الحمار في منطقة مصر.

وامتد الصراعٌ مع الطالبيين أبناء الامام علي بن أبي طالب{ع} لانهم يمثلون رسالة الاسلام الحقيقية وتاريخهم واعراقهم اشرف من بني العباس. وعليهم نصوص بأحقيتهم بالخلافة، هذا الظلم اشترك فيه الامويون والعباسيون على السواء، يضاف الى ذلك صراع داخلي بين قيادات العباسيين فتخلّصوا من أبرز رجالهم، ممن قامت الدولة على أكتافهم بالدم والعرق والجهد في سنوات الدعوة والثورة، مثل أبي سلمة الخلال وزيرهم الأشهر، وأبي مسلم الخراساني قائدهم العسكري وصالح بن علي بن عبد الله بن عباس عم أبي جعفر المنصور الذي رأى نفسه الأجدر بالخلافة من ابن أخيه الصغير، لكن المنصور قتله وتخلص منه.

*** صراع الشيعة مع الدولة العباسية : من اهم النقاط التي تميز الشيعة عن الاخرين هو "الولاء" لاهل البيت {ع} هذا الولاء قض مضاجع الحكام الامويين والعباسيين استمر الى غيبة الامام المهدي{عج} الى يومنا هذا ودفع الشيعة ضريبة كبيرة من اجل الولاء لال محمد{ص}.

هذه القضية يعرفها جيدا هارون العباسي ويسميها الكتاب(المنطقة الخطيرة والحساسة) وهي عقدة الخوف عند هارون وجميع العباسيين , ولذلك استعد استعدادا كبيرا للوقوف ضد التشيع , فمنع الزوار وقلع السدرة وقام بإجراءات تعسفية ضد الشيعة بكل صورها .ووضع العيون على الإمام الكاظم{ع} فكانت ترده الأخبار كالصاعقة بين فترة واخرى ومن تلك الوشايات التي نقلها له استخبارات السلطة العباسية. "بان موسى بن جعفر يُجبى له الخراج في المدينة، ويُدعى له بالخلافة ، وانت في العراق يجبى لك الخراج..". هذه الأخبار لم تكن مجانبة للحقيقة، فقد كانت الحقوق الشرعية تجبى للإمام {ع}، بل كانت تتكدس لديه، ولخوفه على شيعته من عيون السلطة يفرقها بينهم، من قبل اشخاص يثق بهم ضمن اجراءات امنية خاصة. والامام الكاظم {ع} هو اول امام اعتمد على الوكلاء في المدن الاسلامية وذلك لكثرتهم ولتفويت الفرصة على السلطة وعيونها ان يرد عدد كبير من الشيعة على الامام في المدينة .حسب بعض المؤرخين فان التيار الشيعي بات من القوة والانتشار أن تحول الى "دولة داخل دولة"، بيد أن الأمام وإتباعه كانوا يعيشون الحذر الشديد من احتمال تعرض الكيان الشيعي للخطر اذا تم ضبطهم بالدليل المشهود، لذا نجد في التاريخ معظم الاتهامات الي سيقت ضد الامام واتباعه إنما كانت عبارة عن وشايات ونتاج اعمال تجسس كان بعضها يرد الى نحور اصحابها، كما حصل مع علي بن يقطين، الذي منحه هارون ذات مرة "درّاعة" ديباج سوداء منسوجة بالذهب، وصلت ضمن هدايا ملك الروم، ثم لم يلبث ابن يقطين أن ارسلها الى الإمام ,فلم يبقها عنده واعادها اليه ليحتفظ بها.

وصلت قضية اهداء الدراعة للأمام .ذات يوم، واذا بخادم هارون يدخل عليه البيت بغير اذن وبشكل غريب ويقول: "أجب امير المؤمنين. لما وصل امام هارون بادره بالسؤال : ما فعلت بالدراعة التي وهبتك..؟ فقال ما عسى ان اصنع بها، البسها في اوقات وأصلي فيها ركعات. عندها نظر هارون الى جليس بالقرب منه، وهو الواشي فقال لياتي بها .. فارسل علي بن يقطين شخصا الى بيته لياتي بالدراعة فاحضرها امام هارون .

كان العباسيون – تحديداً- يتصورون أن الأئمة واتباعهم من الشيعة يخططون للسيطرة على الحكم، كما فعلوا هم مع الأمويين، لذا كانوا يشعرون بخوف شديد من العواقب وما يمكن ان ينتظرهم من مصير مشابه لما حلّ بالأمويين، وما ينقل في هذا المجال حديث دار بين الإمام، وهارون، عندما حاول استمالته بإعادة "فدك" اليه، فامتنع الإمام بدايةً، ولما أصرّ عليه، قال: "لا آخذها إلا بحدودها.." فقبل هارون، ثم سأل عن حدودها فبدأ الامام يمسح خارطة الدولة الإسلامية شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، عادّاً كلها من حدود أرض فدك.. الامر الذي أغاض هارون، بيد ان الرسالة وصلت بليغة اليه والى الجميع، بأن الملك، كأن يكون ارضاً او مالاً او سلطة، لا يساوي عند أهل البيت{ع}، جناح بعوضة، كما لم يساو عند أمير المؤمنين شيئا"، إنما الهدف هو تحكيم القيم والمبادئ السماوية، وليس النوازع والشهوات النفسية .

*** كيف تصرف الامام الكاظم مع السلطة العباسية .؟: كان عمل الإمام عليه السلام يجري في مجالين أحدهما سري وثانيهما علني: الاول:العمل السري: مقاومة الأوضاع سلكت طريقين أولاهما: الطريقة السلبية التي تمثلت في أمره لقواعده ومواليه بمقاطعة الحكم، وتجنب أي معاملة معهم على أي مستوى (كما في حديثه مع صفوان الحمال) حين اخبره ان لا يكاري جماله والنياق للظالم حتى لا يدعوا له بالسلامة والعودة .النقطة الاخرى السرية كانت بعض التنظيمات الشيعية تعتمد على نظام الخلايا، وهناك سجلات سرية بأسماء الشيعة عند بعض أصحابهم وجهدت السلطات الحاكمة انذاك للعثور عليها فلم تتمكن.

***على أي حال فإن تلك الخلايا هي التي عملت على نشر التشيع في جميع الأقاليم الإسلامية بعيداً عن أعين السلطة ومراقبتها حتى أصبحت قوة كبيرة من العسير إرغام معتنقيها إخضاعهم إلى رغبات السلطة، مما اضطرت السلطات فيما بعد في عهد الإمام الرضا {ع} كيف أن المأمون لجأ إلى الإمام الرضا وأولاه ولاية العهد.بهذا الأسلوب من العمل السري يؤكد الإمام {ع}حقه في الحكم ويعمل على صيانة أصحابه وقواعده من الإندماج في الوضع الفاسد والإشراف عليهم ومراقبة سلوكهم ووعيهم وإمدادهم بكل أساليب الصمود وجعلهم بمستوى القواعد الواعية لدورها ورسالتها.

وتمثلت الطريقة السرية في عمل الامام بجانبين: اهمها تأييده للحركات الثورية، وإسناده للمخلصين منهم التي قادها ثوار من أهل بيته أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، كما رأينا في موقفه من وقعة فخ التي قادها الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب{ع} هذه الثورات كانت ترتبط بشكل من الارتباط بإذن الإمام {ع}وموافقتهوتعمل من أجل انتزاع الأمر للرضا من ال محمد من هنا كان الإمام {ع}ومن قبله اباؤه يتعرضون للملاحقة والمراقبة والإضطهاد.

ثانيا : العمل العلني: باشر الامام علاج جهل الأمة بالإسلام واحكامه ثم رد الشبهات الإلحادية التي أخذت تبثها الحركات التي تولدت بسبب الانفتاح على التيارات الأجنبية والغربية{ كما يحدث الان} وهي من المشاكل الكبرى التي كانت تواجه الإمام وتباعد بينه وبين هدفه الاساس لهذا بادر إلى مقاومة هذه العقائد وإبطال نظرياتها المخالفة للإسلام.في مجال اخر كان الإمام يعقد المناظرات العلنية مع أئمة المذاهب الإسلامية وقادتها للتدليل على فكرة الإمامة وأطروحتها وكانت تلك المناظرات تعقد في الأماكن العامة، كان يقوم بتلك المناظرات هشام بن الحكم وهشام بن سالم، ومؤمن الطاق مما أدى إلى انتشار الفكر الشيعي وشيوع أفكاره بين المسلمين بفضل تلك الحجج القوية والبراهين الحاسمة، التي كانت تقوم على المنطق والبحث الموضوعي" وتم دحض التهم بان الامين خان الامانة واعطى الرسالة للنبي محمد {ص} وعبادة القبور . وشتم زوجات الرسول ..وعشرات التهم . كان يرد عليها الامام الكاظم {ع}.

** هذا النشاط الاعلامي ودحض اراء ائمة المذاهب لم تذهب سدى بل عليه ان يدفع ضريبة كبيرة . فنشط مقابل هذا النور الذي يبثه الامام في وسط الجماهير, فكانت أخبار نشاط الإمام تتسرب عن طريق الواشين إلى هارون فيثير هذا حقده وغضبه في وقت قامت الدولة العباسية بتاسيس مذهب الامام ابي حنيفة في زمن المنصور العباسي وحملت الناس على اعتناق ذلك المذهب .وسعى يحيى البرمكي إلى هارون فأوغر صدره على الإمام عندما أخبره بأن الإمام{ع} يعمل على طلب الخلافة إلى نفسه وأنه كتب إلى قواعده في سائر الأقطار الإسلامية يدعوهم إلى نفسه ويحفزهم إلى الثورة ضد حكومته. هنا قرر هارون مان يسجن الإمام{ع} لعزله عن شيعته وقضى الإمام زمناً طويلاً (ستة عشر سنة) فمكث زمناً طويلاً وقد هدّ السجن صحته وأذاب جسمه وأصبح حين يسجد لربه كالثوب المطروح على الأرض دخل عليه يوما رسول هارون قال له :إن الخليفة يعتذر إليك ويأمر بإطلاق سراحك على أن تزوره وتعتذر إليه، أو تطلب رضاه، فبين الامام موقفه بكل شموخ وهو يجيب بالنفي بكل صراحة ويتحمل مرارة الكأس لا لشيء إلا لكي لا يحقق للزعامة المنحرفة هدفها وهذا موقف كموقف جده امير المؤمنين {ع} واخبر الامام رسول هارون ان يقول له : "أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى نفنى جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء، وهناك يخسر المبطلون".

وعانى الإمام من سجنه ألوان العذاب والتنكيل، فتكبيل بالقيود، وتضييق شديد، وأذى مرهق، وبعدما صب عليه الرشيد جميع النكبات الموجعة دسّ‏َ إليه سماً فاتكاً، فقضى عليه ومضى لربه شهيداً سعيدا ..

لما رأى هارون أنه فشل بكل محاولاته في التأثير على شخصية الإمام، والقضاء على الروح الرسالية فيه، وجده خصماً لا يستسلم ولا يلين لذلك فكر بأن الحل النهائي لهذه المشكلة هو قتل الإمام، مع علمه اليقيني بأن هذا العمل يعدّ جريمة عظمى، نتيجتها سخط الله، وعقابه الشديد،

*** ــــفكان الناس ينتظرون الخبر منه لمعرفة أخبار إمامهم .ولكن اخباره دائما غير سارة ...اخبرهم يوما انه سمعه يقول :" الهي يا مخلص الجنين من بين مشيمة ورحم خلصني من سجن هارون " الهي يا مخلص الشجر من بين رمل وطين خلصني من سجن هارون .كان علي بن سويد يرى الأغلال بيديه وهو في الطاموره ..

وآخر مرة رآه مكسور الساق وقد لف سا قه بخرقة ...فسأله : سيدي أما ان لسجنك آن ينقضي ...؟ فأجابه الإمام أن يخبر الشيعة .قل لشيعتي أن ينتظروني بعد ثلاثة أيام على جسر بغداد . فتجمع الناس مقابل السجن .خرج اربعة من الحمالين يحملون جنازة الإمام موسى بن جعفر .

جابوه والحديد امزنجل برجليه//.ولا واحد من عمامه كدر يوصل ويحميه خل هاشم تجي لبغداد وتشوفه//للجسر تتعناه محني الراس مكشوفه // ابجوا عليه يشيعة واكثروا بالنوح//مصيبتهم من تذكروها تفت الروح بجه جبريل واملاك تالسما والنوح // من جابه السندي وبالسجن ذبه .

.هرع الشيعة لتشييع الإمام فكان يوماً مشهوداً لم تر مثله في تاريخها فقد خرج الجميع لتشييع الإمام الكاظم {ع} سارت المواكب وهي تجوب الشوارع وتردد أهازيج الحزن واللوعة، متّجهة نحو مقابر قريش، وحفروا له قبرا وأنزلوه ...ولكن الحسين بقي ثلاثة أيام بلا غسل ولا كفن

**يا حفار كبره زين وسعه ...//من تنزله بهيده لا تضعضعه ...//من حيث مكسور ضلعه // بجدنا عليك الجفه رجعه .//ودور على المكطوع اصبعه // يخفاك ضلع امه الزهرة //ضلعها الاصل واحسين فرعه ///...مطروح ضل محد يرفعه ....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك