هم النور نور الله جل جلاله ***** هم التين والزيتون والشفع والوتر
مهابط وحي الله خزان علمه ******** ميامين في أبياتهم نزل الذكر
وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه ***** ومكنونة من قبل أن يخلق الذر
ولولاهم لم يخلق الله آدما ******** ولا كان زيد في الأنام ولا عمرو
ولولاهم نار الخليل لما غدت ***** سلاما وبردا وانطفى ذلك الجمر
هم سر موسى والعصا لما عصى *** أوامره فرعون والتقف السحر
سرى سرهم في الكائنات وفضلهم *** وفي كل نبي من سرهم سر
نتكلم في هذا المجلس المبارك عن حياة الامام جعفر الصادق{ع} لننهل من حياته الطيبة مفاهيم اسلامية وثقافة تخص معنى الامامة والاثني عشرية واسم الجعفرية ولماذا سمي الشيعة باسم جعفر الصادق{ع}.
معنى الامامة : الإمامة : هي تقدم شخص على الناس على نحو يتبعونه في قوله وفعله وتقريره و يقتدون به في حياتهم الدينية .أما الإمام ، فهو : من يُقتدى به ، ويكون منصبه متقدما على الناس وهم يأتمون به ، ولا بد ان يقتدون به في قوله وفعله وغير ذلك ، سواءً كان الإمام محقا في تقدمه أم لا .رب سائل يسال هل هناك ائمة غير مقبولة امامتهم { ائمة ظلال} الجواب نعم وقد بين القران الكريم كلمة " أئمة " بالمعنى اما إمامة الحق او امامة باطل: قال تعالى: ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ).
استعمل القرآن الكريم كلمة " الأئمة " في امامة اهل الحق والباطل قال في أئمة الحق:﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ)و قال : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ .
و قال في أئمة الباطل: ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴾وقال أيضا : ﴿فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ) .
هذا لون من الوان الامامة ثم إنها إما أن تكون إمامة شاملة مطلقة تشمل جميع الحياة ، كقول سبحانه لإبراهيم {ع}:﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾. هنا الامامة مطلقة. وإما تكون غير شاملة مقيدة بحدود خاصة ، فيكون الامامُ إماماً ضمن حدود لجهة مصرحة بها ، كإمام الجماعة أو الجمعة أو إمامة الحجاج أو غير ذلك. هذا نوعين من الامامة .
** اما مفهوم الامامة عند الامامية : الإمامة عند الشيعة هي زعامة ورئاسة إلهية عامة على جميع الناس, وعندهم الامامة أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، لا بد أن يكون لكل عصر إماما هاديا للناس ، يخلف النبي ( ص) في وظائفه و مسئولياته ، و يتمكن الناس من الرجوع إليه في أمور دينهم و دنياهم لما فيه خيرهم و صلاحهم . ويعتقد الشيعة ان الإمامة هي استمرارا لأهداف النبوة والرسالة..
ومن عقائدهم , انهم يعتقدون انه لا يجوز أن يخلو عصر من العصور من إمام مفترض الطاعة منصوب من قبل الله تعالى ، ذلك لقوله:﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾وقول النبي{ص} كما جاء في مصادر الفريقين : مصادر الشيعة : جاء عن الشيخ الصدوق رحمه الله فی كتاب كمال الدين واتمام النعمة ، قوله :سئل الامام الحسن العسكري {ع}وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه {ع}: " أن الأرض لا تخلو من حجة لله علي خلقه إلي يوم القيامة..!! وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية " فقال{ع}:(إن هذا حق كما أن النهار حق)فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال ابني محمد ، هو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية . ذكر هذا الحديث في كتاب كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 409 - وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 16 - ص 246–
في صيغة اخرى قوله {ص} :مَنْ مات بغير إمام مات ميتة جاهلية. مسند احمد بن حنبل ، ج4 ، ص96.ونص اخر يقول: {مَنْ مات وليستْ عليه طاعة مات ميتة جاهلية} .بينما ابن تيمية ينكر هذا الحديث ويشتم الشيعة ويتهمهم بالخرافات. بينما الالباني بعد نقل الحديث یقول :إسناده حسن، ورجاله ثقات .مَنْ مات وليس عليه إمام جماعة فإن موتته موتة جاهلية . هنا وضعوا كلمة { امام جماعة} لصرف المفهوم ..!! بينما عدد كبير من المصادر تقولك :{من مات ليس عليه إمام فميتته جاهلية}.الحديث {بدون امام جماعة}.المذاهب السنية من ناحية النقل والسند يؤيدون صحة الحديث في وروده ونقله فقط ولكن من جانب اخر . ما لهم امام فی جميع العصور امام بعد موت أئمتهم الاربعة .
** امامة الامام علي {ع} للصحابة : هناك قضية جديرة بالمطالعة وهي امامة الامام علي {ع} "للصحابة كافة " حتى الذين تامروا عليه والذين حاربوه وابعدوه عن مركز القرار السياسي. هم اقتنعوا انه لا يصلح ان يكون خليفة ولكن لم نجد احدا منهم يتجاسر على مقامه الشرعي في زعامة الامة كأمام وفقيه يرجعون اليه في جميع قضاياهم التي تستعصي عليهم حلها. ...
نعم في بداية الامر رفضوا التعامل معه جملة وتفصيلا , ورفضوا كتابة الاحاديث التي تمدحه كأمام للمسلمين منصب من الله تعالى. ولكن خلفاء الدولة الاسلامية شعروا ان منصب الامامة { الدينية والشرعية} منصب رتبه الله فيه . ولذا كانت قاراته ملزمة عند الجميع.. من الثابت أن الإمام عليّ{ع} كان أعلمَ الصحابة، حيث بلغ الكمال العلمي عنده وهو الكمال الذي يؤهله دون سائر الصحابة ّلا يضاهيه احد . فيكون هو الامام رغم ابعاده عن السلطة . ولا يمكن نكران قول النبي{ص}« أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها » ولم يقل الرسول {ص} مثل هذا القول لأحد من الصحابة. ويؤكد ذلك قولُه {ع}: « علّمني رسولُ الله ألفَ باب من العلم، يُفتَح لي من كلّ بابٍ ألفُ باب. لم يكن عمر يرد اقتراحاً أو رأياً لعلي، بل إنه كان يسارع إلى تنفيذه عن قناعة بآرائه لانها متفقهة في أمور الدين[ بل هناك كان تدخل سياسي وعسكري] حين نصحه ألا يتوجه على رأس جيش المسلمين إلى نهاوند لقتال الفرس، فاستجاب عمر لنصيحة الامام {ع} . ولعمر كلام كثير يبين اتباعه لبعض الامور الدينية لآراء الامام علي{ع} وذهبت كلماته في سجل التاريخ " لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن" وكلمته المشهورة لولا علي لهلك عمر . وكذا بقية الصحابة كانوا ينظرون للامام علي {ع} انه المعين من الله والنبي{ص} في امامة الامة. ولكن من ملآ قلوبهم الحسد وعادوه وعارضوه من اهل مكة الذين حاربوا الاسلام . غيروا كثيرا من المفاهيم في الامامة الاسلامية .
ــــ *** أبرز المذاهب الشيعية : يطلق على الشيعة اسم الأمامية لقولهم بالإمامة بعد النبوة، واستمرارها في اهل البيت{ع} لغاية ولادة الامام المهدي {عج} حيث ارتدت نسبة كبيرة منهم لعدم تصديقهم بالغيبة . اما الذين صدقوا الامام الحسن العسكري بغياب ولده المهدي فسموهم الاثني عشرية لجعلهم الإمامة في اثني عشر إماما*، ولهم اسم ثان يسمون به هو مذهب الجعفرية نسبة إلى الامام جعفر بن محمد. وكلمة شيعة المراد منه أنهم شيعة صاحب النبي وابن عمه وزوج ابنته علي بن أبي طالب في حقه بخلافة النبي {ص} في السلطة السياسية والدينية.
**الإمام عندهم هو بنص النبي {ص}واحقيته في رئاسة المسلمين من بعده في شؤون الدين والدنيا، أولهم علي بن أبي طالب ، وأنه منع حقه في رئاسة الدنيا من قبل الصحابة حيث ابعد عن الخلافة وتقدم عليه ثلاثة أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان. وهذا يعتبر من اقوى الخلافات بين الشيعة والمذاهب. ويعتقد الشيعة أن الخلافة حسب النص الديني أن تكون من بعد علي{ع} في ولديه الحسن والحسين{ع} وتستمر في ذرية الحسين حتى الإمام الثاني عشر،
**إلا أن الأمويين واغلب زعامات قريش اغتصبوها وتوارثوها, ولما آلت من بعدهم إلى العباسيين عنوة، قاموا بدورهم في منع وابعاد الأئمة عن حقهم وتوارثوها دونهم. وقتلوا جميع ابناء الرسول{ص} المنصوص عليهم بالسيف او السم وهذا الموقف الثاني الذي فرق الامة الى يومنا هذا.
** لكن رغم ابعاد اهل البيت عن الزعامة السياسية هذا لم يمنع الشيعة الاعتقاد بزعامتهم الدينية وحصرها في اهل البيت{ع} ، وأنهم معصومون عن الخطأ والنسيان والذنوب كعصمة النبي {ص}.. والاثنا عشرية لهم عقيدة ان هؤلاء هم المشار اليهم بوصية النبي{ص} بالتمسك والاقتداء بهم في حديث مشهور المسمى حديث الثقلين، الذي أوصى الرسول{ص} المسلمين بالتمسّك بهما بعد رحيله من الدنيا ,هما الكتاب والعترة قائلا: «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ». وقد أجمع المسلمون بكل طوائفهم ومذاهبهم على التسليم بصحة صدور الحديث عنه ..وقوله في حديث اخر: ورد بسياقات وعبارات مختلفة، عن جابر بن سمرة نقلاً عن النبي (ص) في مصادر العامة المعتبرة واشتهر بـحديث الاثني عشر خليفة، كما اشتهر بـصحته عند الشيعة، ويُستدل بالحديث كدليل على إمامة اثني عشر إماماً -أولهم علي بن أبي طالب- والبقية من ولده عليهم السلام... ولا زال علماء العامة لم يتفقوا على اثني عشر امام رغم انهم يوردوا الحديث . ولكن لم يتفقوا عليهم.
**لماذا يسمى الشيعة الاثنا عشرية باسم { جعفرية}..؟ الجواب يطلق على الشيعة هذا الاسم لأنهم أتباع الامام علي{ع} وأولاده المعصومين (ع)، جاء في الصحاح للجوهري ج4 شيعة الرجل أتباعه وأنصاره. والمعروف عن الشيعة هم اتباع الامام علي بن ابي طالب{ع} اما تسميتهم بالجعفرية جاء هذا الاسم في أيام ظهور المذاهب في بداية الدولة العباسية . لان المذاهب لم تكن موجوده في العهد الاموي . وكانت تماما في عصر الإمام جعفر الصادق (ع) فكان من يتبع فكر عالم فقيه يسمى باسمه , مثل احناف كونهم يعتقدون بصحة امامة ابي حنيفة . والمالكية يتبعون الفقيه مالك والحنابلة يتبعون احمد بن حنبل. فسموا كل أهل مذهب باسم الإمام الذي يتزعمهم ويأخذون تعاليم دينهم منه , وبما ان اهل البيت {ع} عاشوا في ظروف امنية صعبة وقفت كل القوى الفاسدة ضدهم. لذلك لم يسمي احد نفسه باي منهم . ولكن حين سقطت الدولة الاموية الفاسدة , وانشغل الحكام العباسيون بتوطيد حكمهم , استغل الامام جعفر الصادق{ع} فرصة تراخي السلطة عن اهل البيت{ع} فانتقل من المدينة للعراق وفتح جامعة الكوفة , وهذا الامر يدعو للتفكر حين يؤكد الائمة المعصومون على حضورهم في العراق. والتاريخ يشهد بذلك واول من نقل العاصمة من المدينة للعراق هو الامام امير المؤمنين{ع} ثم ان الامام الحسين{ع} اختار ارض العراق منطلقا لثورته. وهو يعلم تاييد اهل العراق لموقفه . ثم الامام جعفر بن محمد الصادق{ع} انطلقت دروسه من جامع الكوفة بالعراق , وبهذا يكون اهل العراق اول من اطلق عليهم تسمية جعفرية .
** متى ولد مُصطلح " الشيعة " الامر يرجع إلى عهد الرسول{ص} هو الذي استخدم الاسم أول مرة لأتباع الامام علي{ع}كانت نخبة مميزة من صحابة الرسول( ص)أمثال : سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، و المقداد ، يحملون لقب شيعة علي{ع} في أيام الرسول لحبهم وولائهم لعلي حسب توجيهات الرسول بحق علي.!! .
*ــ إلى هذه الحقيقة تشير الأحاديث المتواترة التي ذكرها المحدثون والمفسرون, نكتفي بذكر مثال واحد منها ما رواه ابن حجر العسقلاني عن ابن عباس قال : لما أنزل الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾ قال رسول الله (ص) لعلي (ع) :خير البرية أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، و يأتي عدوّك غِضابا مقمحين " اذن كلمة شيعة هم أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الذين صمدوا عقائديا في إتِّباع الأئمة المعصومين من ذرية علي (ع) .
**اما نسبة المذهب إلى الامام جعفر الصادق ( ع) لأنه لم تتوفر الظروف الملائمة لطرح أفكار أئمة أهل البيت (ع) حين منع كتابة الحديث . وعدم ذكر مناقب اهل البيت {ع} نعم برزت معالم التشيع في عصر الإمام علي{ع} حين كان يطرح افكاره العقائدية والشرعية على المنبر, ثم في زمن ولديه الحسنين (عليهما السلام ) ثم حفيده علي بن الحسين . كما توفرت في عهد الإمام الباقر(ع) فرص ضيقة
منها قام الإمام الباقر (ع) بخدمة العالم الإسلامي، فقد حرر النقد من تبعية الإمبراطورية الرومية، حيث كان النقد يصنع في بلاد الروم ويحمل شعارهم" الاب الابن الروح" فجعله الإمام نقدا اسلاميا يحمل الشعار الإسلامي. والسبب في ذلك: هو أن عبد الملك بن مروان نظر إلى قرطاس طرز بمصر فأمر بترجمته إلى العربية، فوجد عليه الشعار المسيحي: الأب والابن والروح. فأنكر ذلك، وكتب إلى عامله في مصر عبد العزيز بن مروان بإبطال ذلك وأن يامر المطرزين للثياب والقراطيس أن يطرزها بشعار التوحيد، ويكتبوا عليها: (شهد الله أنه لا إله إلا هو). وكتب إلى عماله في الآفاق بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم، ومعاقبة من وجد عنده شيئاً بعد هذا النهي، وقام المطرزون بكتابة ذلك، فانتشرت الاوراق في الآفاق، وحملت إلى الروم. لما علم ملك الروم غضب وهدد عبد العزيز بن مروان أن عمل القراطيس بمصر، وسائر ما يطرز إنما يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته، فاختر أيهما شئت وأحببت، وقد بعثت لك بهدية تشبه محلك، وأحببت أن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه حالة أشكرك عليها وتأمر بقبض هدية.لما قرأ عبد الملك الرسالة عرف انه أنه لا جواب عنده ورد الرسول لدولته ، فكتب ملك الروم إلى عبد الملك يتهدده ويتوعده.لما قرأ عبد الملك التهديد ضاقت عليه الأرض، فجمع الناس، وعرض عليهم الأمر فلم يجد عند أحد رأياً حاسماً. أشار عليه أحدهم ..قال له: إنك تعلم المخرج من هذا الأمر، ولكنك تتعمد تركه، فقال عبد العزيز من هو ويحك فقال (عليك بالباقر من أهل بيت النبي (ص) فكتب من فوره إلى عامله بالمدينة يأمره بأشخاص الإمام ويقوم برعايته وخرج الإمام من المدينة إلى دمشق. ولما وصل إليها استقبله عبد الملك الاموي، وعرض عليه الأمر . فامر الامام ان يسكوا نقدا ويكتبوا عليه وزنا الى حد الثلاثين درهما وكتب على كل صفحة شعارا اسلاميا. من جهة كتبوا لا اله الا الله . وفي الجهة الاخرى كتبوا ان محمدا رسول الله.فكان العالم الإسلامي مدين للإمام الباقر بما أسداه من الفضل في تحرير النقد الإسلامي وإنقاذه من تبعية الروم وجعله مستقلاً بنفسه يصنع في البلاد الإسلامية ويحمل الشعار الإسلامي ويتعامل به جميع المسلمين في شتى الأقطار الإسلامية ..
وتوسعت من بعده ظروف الامام الصادق (ع)لانه عاش المرحلة الانتقالية بين دولتين ظالمتين ، سقوط الدولة الأموية من جانب و قيام الدولة العباسية من جانب آخر الأمر الذي اتاح له القيام بطرح الفكر الاسلامي الاصيل المتمثل في مدرسة أهل البيت (ع) .ومن إيجابيات هذه المرحلة إنشغال أبو العباس السفاح أول حكَّام بني العباس عن الشيعة و عن أهل البيت (ع) بملاحقة بني أمية ، و تمكن الإمام الصادق (ع) من إستغلال الفرصة ونشر العلوم الإسلامية وتربية عدد كبير من العلماء الفقهاء و المفسرين و المتكلمين
**.يقول الحسن بن عليّ الوشَّاء : أدرك في ( مسجد الكوفة ) تسعمائة شيخ كلّ يقول حدّثني جعفر بن محمّد .وجمع أصحاب الحديث والرواة عنه من الثقات ـ على اختلاف آرائهم و مقالاتهم ـ فكانوا أربعـة آلاف رجل .هكذا استغلّ الإمام الفرصة لنشر أحاديث وعلوم جدّه (ص) وآبائه ( ع) فتربّى على يديه آلاف المحدّثين و الفقهاء.
و بما أن مثل هذه الظروف الملائمة لم تتوفر لأي واحدٍ من آبائه أو أبنائه فإن المذهب الشيعي إزدهر في ذلك العصر فعُرف منذ ذلك العصر بالمذهب الجعفري ، و ما هو في حقيقته إلا مذهب علي و أهل بيته (ع) ، إلا أن تسميته بالجعفري كون الإمام جعفر الصادق{ع}) صاحب مدرسةٍ عظيمة تكفلت ببيان السنة المحمدية الصحيحة .
** لقد كان استشهاد الإمام الصادق(ع ) من الأحداث التي مُني بها العالم الإسلامي ذلك العصر، ارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميّين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام ما بين صارخٍ ونائحٍ على فقد من كان ملاذاً لجميع المسلمين.ففي اليوم الخامس والعشرين من شوال عام (148) للهجرة فُجع أهل بيت النبوّة(ص) ومحبّوهم وموالوهم برحيل الإمام جعفر بن محمّد الصادق(ع) ذكرت الروايات أنّ أبا العباس السفاح طلب الإمام من المدينة إلى العراق ولكنّه أخلى سبيله ثم اطلقه واعاده إلى المدينة بعد ان راى كثرة شيعته في العراق .. فلا بد ان يكون قتل الامام خارج العراق. فلمّا وصل الأمر إلى المنصور الدوانيقي اطّلع على كثرة محبي وأتباع الإمام (ع) دعاه إلى العراق وصمّم على قتله خمس مرّات أو أكثر لكنّه كان ينصرف عن عزمه في كلّ مرّةٍ وتتابعت المحن على سليل النبوّة الإمام الصادق(ع) كان المنصور الدوانيقي يستدعيه بين مدّةٍ وأخرى، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم امامته وولايته من الله . بل كان يرى الامام شبحاً مخيفاً له. .فصمم على اغتياله غير حافلٍ بالعار والنار، فدسّ إليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(ع) تقطّعت أمعاؤه، وأخذ يُعاني الآلام وأيقن بأنّ النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه.وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوّة وفي اللّحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم(ع)، وفاضت روحه الزكية ..
فقام الإمام موسى الكاظم(ع) وهو مقطع القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسّل الجسد الطاهر، وكفّنه وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه مع مئات المسلمين. وحُمِلَ الجثمانُ المقدّس إلى مقبرة البقيع، فدُفِنَ بجوار جدّه الحسن وزين العابدين وأبيه الباقر(ع).
ونحن الليلة نعزي مولاتنا الزهراء بوفاة امامنا جعفر بن محمد عليه السلام ... نوحي على الاولاد يا زهرة الحزينة / في كربلا واحد وواحد في المدينة / تفركوا عنج وصار الشمل تبديد / واحد من جعيده كضا وواحد من يزيد / واحد مندفن عندج وواحد عنج ابعيد // الحسن مندفن يمج والمبعد حسين / لا تحسبوني للرضا في طوس ما جيت / ولا الى بغداد ما رحت وتعنيت / كلهم عليهم نوحت والجيب شكيت / اللي اندفن يمي واللي بعيدين/ منهم بسامرا ومنهم في خراسان / ومنهم بارض طيبة ومنهم بارض كوفان / واعظم عليه مصيبة المذبوح عطشان / حسين وين اللي يساعدني على حسين .. وين اللي يساعدني بدمعته / على ابني الذي حزوا ركبته / وضلت ثلث تيام جثته // اويلاه يبني الما حضرته / ولا غسلت جسمه ودفنته / .....................
https://telegram.me/buratha