هناك مواقف سياسية لمولاتنا الزهراء[ع] حاول الكتاب ان لا يذكروا منها الا ما يفيد توجهاتهم . ويمكن ان نسميه{ التاريخ المسكوت عنه} لان التاريخ كتبه الموالون لأصحاب الجناية التي قام بها الحكام واعوانهم.
والحديث عن السياسة:.. المهم في السياسة ان نعرف كيفية تعيين واختيار الحاكم { رئيس الدولة} كما يبينه القران, ثم الصفات التي يبينها في صلاح الشخص الذي يقود الامة.. من خلال ذلك اختار الله تعالى الانبياء ضمن شروط {يجب ان تتوفر في المختار من الناس لحمل منصب النبوة {ان الله اصطفى ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران على العالمين} فمن الشروط ان يكون القائد من بيت نظيف يشهد له بالعفة والشرف. النقطة الاخرى في اختيار المرشح في منصب المسؤولية كما جداء في القران الكريم قوله تعالى {اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم} قدم الله اليد النظيفة العفيفة على العلم بالمهنة والمسؤولية.
هذه المبادئ نطبقها على الوضع السياسي في اختيار النبي {ص} لقيادة الامة من بعده لابن عمه علي بن ابي طالب{ع} الزاهد فيما طمع فيه غيره. وجعل الله المال الذي هو من قوام قيام الدولة في يد شريفة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها. هي مولاتنا فاطمة الزهراء{ع} في هذا الاختيار لحكومة{الولاية لآل محمد} تحققت جميع الشروط الشرعية لإقامة دولة الحق والعدل التي عبر عنها رسول الله [ص] يوم رفع يد علي {ع} وجعله نسخة منه شرفا وعلما وكرامة فقال{ من كنت مخولاه فهذا علي مولاه} ثم دعا ربه ان يرعى من والاه ويعادي من عاداه.
اذن في الحسابات السياسية لإقامة الدولة الاسلامية التي تحقق العدل وانصاف المظلوم تحققت من قبل الله ورسوله , {واتي ذا القربى حقه} كما هو معروف عند الفريقين ان النبي اودع واردات فدك عند وزيرة المالية في الدولة الاسلامية فاطمة بنت محمد بن عبد الله. وبقيت تلك الارض ثلاث سنوات تجبى اموالها من قبل اشخاص معينين من قبل الزهراء {ع} في زمن ابيها رسول الله{ص}, وقد اعلن للامة كلها من ضمنهم الملأ من قريش ان الله تعالى امره ان يجعل المال عند الزهراء {ع} لأنها اطهر وانظف يد في الاسلام .
ومن جانب اخر كان هناك اجتماع في منطقة السنح بعد حجة الوداع وهو تجمع سياسي ضم عددا من كبار المهاجرين ومؤيدين من الطلقاء ,اتخذ قرارين مهمين غيرا وجه التاريخ واحدثا فتنة الى يومنا هذا .. القرار الاول ابعاد الامام علي {ع} من الخلافة باي صورة كانت.. ولهذا الموضوع تبعات لا نريد الاطالة فيها. والموضوع الثاني اخطر من الاول . هو ايجاد بديل عن اهل البيت {ع}.
واول محاولة التفاف على حكومة الولاية حين اجتمع الانقلابيون على من اختاره الله ورسوله خليفة على الامة . وكمل الدين وتمت النعمة بولايته. والقرار الثاني ان الخليفة في اليوم الثاني من تنصيبه ارسل جماعة الى من جعلتهم الزهراء {ع} وكلائها في ارض فدك .وابلغهم بمصادرة فدك لصالح السلطة الجديدة . فكانت المواجهة بين الزهراء {ع} ضد السلطة الجديدة ليس دفاعا عن الارض والتمر والنخيل .. بل موقف الزهراء كان موقفا سياسيا مع الحق والعدل والصراع هو من اجل حكومة ولاية اهل البيت{ع} ومن اجل ذلك كانت اول شهيدة من ال محمد من اجل ولاية علي بن ابي طالب{ع}..
https://telegram.me/buratha