الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في النجوم الزاهرة: والمشهور بين المؤرّخين أنّ ولادة الإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام كانت في 19 من شهر رمضان سنة 195 هـ وعن بحر الانساب: اسم السيدة أم الإمام الجواد عليه السلام فقد اختلف الرواة فيه، وهذه بعض الأقوال: اسمها الخيزران، سماها به الإمام الرضا عليه السلام وكانت تسمى درّة. وروي أنه جيء بأبي جعفر عليه السلام إلى مسجد رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم بعد موت أبيه وهو طفل، وجاء المنبر ورقى منه درجة ثم نطق فقال: (أنا محمد بن الرضا، أنا الجواد، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم، وما أنتم صائرون إليه، علم منحنا به من قبل خالق الخلق أجمعين، وبعد فناء السماوات والأرضين، ولولا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال، ووثوب أهل الشك لقلت قولاً تعجب منه الأولون والآخرون). ثم وضع يده الشريفة على فيه وقال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل.
جاء في كتاب حياة الامام محمد الجواد دراسة وتحليل للشيخ باقر القريشي: أما ألقابه الكريمة فهي تدل على معالم شخصيته العظيمة، وسمو ذاته وهي: 1 - الجواد: لُقِّب بذلك لكثرة ما أسداه من الخير والبر والإحسان إلى الناس. 2 - التقي: لقب بذلك لأنه اتقى الله وأناب إليه، واعتصم به، فلم يستجب لأي داع من دواعي الهوى، فقد امتحنه المأمون بشتّى ألوان المغريات فلم ينخدع، فأناب إلى الله وآثر طاعته على كل شيء. 3 - القانع. 4 - المرتضى. 5 - الرضي. 6 - المختار. 7 - المتوكل. 8 - الزكي . 9 - باب المراد: وقد عُرِف بهذا اللقب عند عامة المسلمين التي آمنت بأنه باب من أبواب الرحمة الإلهيّة التي يلجأ إليها الملهوفون وذوو الحاجة لدفع ما ألّم بهم من مكاره الدهر وفجائع الأيام. هذه بعض ألقابه الكريمة، وكلّ لقب منها يشير إلى إحدى صفاته الرفيعة، ونزعاته الشريفة التي هي من مواضع الاعتزاز والفخر لهذه الأمة. جاء في عيون الاخبار: حدثنا الحاكم ابو عليّ الحسين بن احمد البيهقي، قال: حدثني محمّد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا عون بن محمّد، قال: حدثنا ابو الحسين بن محمّد ابن أبي عباد و كان يكتب للرضا عليه السلام ضمه إليه الفضل بن سهل، قال: ما كان عليه السلام يذكر محمّدا ابنه الا بكنيته يقول: كتب إليّ ابو جعفر عليه السلام و كنت اكتب الى أبي جعفر عليه السلام و هو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم و ترد كتب ابي جعفر عليه السلام في نهاية البلاغة و الحسن، فسمعته يقول: ابو جعفر وصيي و خليفتي في أهلي من بعدي.
جاء في تذكرة الخواص: ال السبط بن الجوزي: (محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود). وعن منهاج السنة: قال ابن تيمية: (محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم، وهو معروف بالسخاء، ولهذا سمّي بالجواد). وعن جرم الكلام في مدح السادة الأعلام: قال الشيخ محمود بن وهيب: (محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً وفضلاً وأجلّ اخوته قدراً وكمالاً).
جاء في كشف الغمة: قال علي بن عيسى الأربلي: (الجواد في كلّ أحواله جواد، وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة.. فاق الناس بطهارة العنصر، وزكاء الميلاد، وافترع قلّة العلاء فما قاربه أحد ولا كاد مجده، عالي المراتب، ومكانته الرفيعة تسمو على الكواكب، ومنصبه يشرف على المناصب، إذا أنس الوفد ناراً قالوا: ليتها ناره، لا نار غالب له إلى المعالي سمو، وإلى الشرف رواح وغدو، وفي السيادة إغراق وعلوّ وعلى هام السماك ارتفاع وعلوّ، وعن كلّ رذيلة بعد، وإلى كلّ فضيلة دنو، تتأرج المكارم من أعطافه ويقطر المجد من أطرافه، وترى أخبار السماح عنه، وعن أبنائه وأسلافه، فطوبى لمن سعى في ولائه، والويل لمن رغب في خلافه، إذا اقتسمت غنائم المجد والمعالي كان له صفاياها، وإذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها وأسماها، يباري الغيث جوداً وعطية، ويجاري الليث نجدة وحمية، ويبذ السير سيرة رضية).
عن مركز الاشعاع الاسلامي عن ولادة الامام الجواد و نشأته للشيخ باقر شريف القرشي: هناك طائفة كثيرة من الأخبار قد أثرت عن الإمام الرضا عليه السلام، وهي تشيد بفضائل الإمام الجواد عليه السلام وتدلّل على عظيم مواهبه وملكاته. إكبار وتعظيم: وأحيط الإمام الجواد منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم والتعظيم من قبل الأخيار والمتحرّجين في دينهم فقد اعتقدوا أنّه من أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله الذي فرض الله مودّتهم على جميع المسلمين، وقد ذكر الرواة أنّ علي بن جعفر الفقيه الكبير، وشقيق الإمام موسى بن جعفر، وأحد أعلام الأسرة العلوية في عصره، كان ممّن يقدّس الإمام الجواد عليه السلام ويعترف له بالفضل والإمامة.
جاء في بحار الانوار: قال بعضهم: جئت إلى أبي جعفر عليه السلام يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلى وأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها فخرجت بها إلى السوق فكانت ستة عشر مثقالاً. وروي أنه دخل عليه بعض أصحابه الذي كان للإمام عليه دين يقول له: جعلت فداك اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فإني انفقتها، فقال له أبو جعفر عليه السلام: أنت في حل، الحديث. سئل الإمام محمّد بن عليّ عليه السّلام السؤال ما الموت؟ فقال: (هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلّا أنّه طويل مدّته لا ينتبه منه إلّا يوم القيامة).
جاء في روضة الواعظين قال الشهيد السعيد الفتال النيسابوري: الامام بعد ابي الحسن علي ابن موسى الرّضا عليه السلام ابنه ابو جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام لنصّ ابيه عليه و اشارته إليه و اعتبار الأدلّة الّتي مضت و كان ابو جعفر منعوتا بالمرتضى و بالمنتجب. قال ابو يحيى الصنعاني: كنت عند ابي الحسن الرّضا فجيء بابنه ابي جعفر عليه السلام و هو صغير، فقال: هذا المولود الّذي لم يولد مولود اعظم على شيعتنا بركة منه. و روى انّ قائلا يقول لابي الحسن الرّضا عليه السلام: يا سيّدي ان كان كون فالى من؟ قال: الى ابي جعفر ابني، فكان القائل استصغر سنّ ابي جعفر، فقال ابو الحسن عليه السلام: إنّ اللّه تعالى بعث عيسى بن مريم عليه السلام رسولا نبيّا صاحب شريعة مبتدأة في اصغر من السّن الّذي فيه ابو جعفر. قال صفوان بن يحيى: قلت لابي الحسن الرّضا عليه السلام: قد كنّا نسألك قبل ان يهب اللّه لك ابا جعفر فكنت تقول يهب اللّه لي غلاما فقد وهب اللّه لك و اقرّ عيوننا فلا أراني اللّه يومك فان كان كون فإلى من؟ فاشار بيده الى ابي جعفر و هو قائم بين يديه. فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين. قال: و ما يضرّه من ذلك، قد قام عيسى بالحجّة و هو ابن اقلّ من ثلاث سنين.
جاء في وسائل الشيعة: قوله تعالى "أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً" (الجن 18) المراد بالمساجد السبعة الأعضاء السبعة، فيجب أن يكون وضعها على الأرض خالصا للّه، و لا يجوز أن يكون لغيره، كما ورد في الحديث عن الإمام محمّد بن علي الجواد عليهما السّلام و هو يجيب المعتصم في مجلسه الذي كان قد جمع فيه العلماء من أهل السنة حيث سأله عن يد السارق من أي موضع يجب أن تقطع؟ فقال بعض الجالسين تقطع من الساعد و استدلوا في ذلك بآية التيمم، و قال آخرون من المرفق و استدلوا في ذلك بآية الوضوء، فأراد المعتصم جواب ذلك من الإمام الجواد عليه السّلام فرفض و قال: (أعفني عن ذلك) فأصرّ عليه المعتصم. فقال الإمام الجواد عليه السّلام: (ما قيل في ذلك خطأ، و إنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فتترك الكف). فقال: و ما الحجّة في ذلك؟ قال الإمام عليه السّلام: (قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السجود على سبعة أجزاء، الوجه، و اليدين، و الركبتين، و الرجلين، فإذا قطع من الكرسوع أو المرفق لم يدع له يد يسجد عليه، و قال اللّه تعالى شأنه: "وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ" أي إنّ هذه الأعضاء السبعة خاصّة للّه، فما كان للّه لا يقطع).
جاء في الكافي: كان يحيى بن أكثم قاضي القضاة في عهد المأمون، ويذهب بعض المؤرخين إلى أنه تشيع أخيراً أو كان شيعياً، وينقل عنه أنه قال: فبينا أطوف بقبر رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم، رأيت محمد بن علي الرضا عليه السلام يطوف به، فناظرته في مسائل عندي، فاخرجها إلي، فقلت له واللـه إني أريد أن أسألك مسألة واحدة، وإني واللـه لأستحي من ذلك، فقال لي، أنا أخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام، فقلت هو واللـه هذا، فقال: إذاً هو، فقلت: علامة، فكان في يده عصا فنطقت وقالت: إنه مولاي إمام هذا الزمان وهو الحجة.
https://telegram.me/buratha