الدكتور فاضل حسن شريف
عن المرجع الأعلى السيد علي السيستاني: السؤال: متى يكون المدّ واجباً في قراءة السورة؟ الجواب: يجب المدّ عند علماء التجويد في موردين: 1ـ أن يقع بعد الواو المضموم ما قبلها، أو الياء المكسور ما قبلها، أو الألف المفتوح ما قبلها سكونٌ لازم في كلمة واحدة، مثل: (أتحآجّوني) وفواتح السور كـ (ص). 2ـ أن تقع بعد أحد تلك الحروف همزة في كلمة واحدة، مثل: (جآء) و (جَيء) و (سوء). ولا تتوقّف صحّة القراءة على المدّ في شيء من الموردين، وإن كان الأحوط استحباباً رعايته ولا سيّما في الأوّل، نعم إذا توقّف عليه أداء الكلمة كما في (الضالّين) حيث يتوقّف التحفّظ على التشديد والألف على مقدارٍ من المدّ وجب بهذا المقدار لا أزيد. السؤال: ما حكم قراءة القرآن بالقراءات السبعة المتواترة؟ وهل يجوز للمكلّف القراءة بأكثر من قراءة؟ وما حكم ما يفعله بعض القرّاء من القراءة بأكثر من شكل خلال نفس التلاوة؟ الجواب: يجوز، والأنسب اختيار ما هو المتعارف منها في زماننا وما كان متداولاً في عصر الأئمة عليهم السلام فيما يتعلّق بالكلمات والحروف.
قال الله جل جلاله "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود حرف مشدد بعده) بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (البقرة 76)، و "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" (البقرة 78)، و "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الهمزة لورود الهمزة بعده) أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 80)، و "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" (البقرة 83)، و "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف المقصورة لورود الهمزة بعده) أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ" (البقرة 87)، و "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (البقرة 91)، و "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (البقرة 93).
الفرق بين المد المتصل والمنفصل ان المد المتصل واجب بأربع حركات لان حرف المد والهمزة في كلمة واحدة. بينما المد المنفصل جائز بحركتين او اربع حركات لان حرف المد في نهاية الكلمة والهمزة في بداية الكلمة التالية. جاء في موقع مزامير آل داوود عن الفرق بين المد المتصل والمنفصل: 1 – المد المتصل في كلمة واحدة اما المد المنفصل في كلمتين. 2 – المد المتصل حكمه الوجوب ويمد 4-5 حركات وجوازا 6 حركات حال الوقف اذا كانت الهمزة متطرفة اما المد المنفصل حكمه الجواز ويمد من 4-5 حركات. 3 – المد المتصل ثابت وصلا ووقفا وقد ياتي حرف المد والهمز في وسط واخر الكلمة. اما المد المنفصل ثابت وصلا وحال الوقف مد طبيعي ولا ياتي حرف المد الا اخر الكلمة والهمز اول الكلمة الثانية في حال الانفصال الحقيقي اما الحكمي قد ياتي الهمز وسط الكلمة اذا كان حرف المد محذوف رسما وعنها لا يجوز الوقف على الجزء الاول منها.
قال الله عز وجل "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَّا الْفَاسِقُونَ" (البقرة 99)، و "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود حرف مشدد بعده) بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" (البقرة 102)، و "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 106)، و "بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ (~: لزوم المد المنفصل الزائد في الهمزة لورود الهمزة بعده) أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 112)، و "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده عند الوصل ولا مد له عند الوقف لوجود علامة ج) أُولَئِكَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَّا خَائِفِينَ (~: لزوم المد المتصل الزائد في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (البقرة 114)، و "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى (~: لزوم المد المنفصل الزائد في حرف الالف المقصورة لورود الهمزة بعده) أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" (البقرة 117).
جاء في منتديات شيعة الحسين العالمية عن دروس في تجويد القران: لذا يجب للمطالعة القرآن بهدف دراسته وتعلّمه، حيث يصرّح القرآن في هذا المجال بقوله: "كتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ" (ص 29). إحدى مسؤوليات القرآن هي التعليم والتذكير، ومن هذه الجهة يخاطب القرآن عقل الإنسان، ويتحدث معه بالاستدلال والمنطق، غير أن الإنسان، ويتحدث معه بـ الاستدلال والمنطق، غير أن للقرآن لغة أخرى، والمخاطب فيها ليس العقل، بل المخاطب هو القلب، وهذه اللغة الثانية تسمّى: "الإحساس". وإن الذي يريد أن يتعرّف على القرآن ويأنس به، عليه، أن يتعرّف على هاتين اللغتين ويستفيد منهما معاً، وأن تفكيك هاتين اللغتين يؤدي إلى بروز الخطأ والاشتباه ويسبب الضرر والخسران. إن ما نسميه بالقلب، عبارة عن شعور عظيم وعميق جداً في باطن الإنسان، ويسمونه أحياناً إحساس الوجود، أي إحساس رابطة الإنسان مع الوجود المطلق. فالذي يعرف لغة القلب ويخاطب الإنسان بها، يحرك الإنسان من أعماق وجوده، وعندئذٍ لا يبقى الفكر الإنساني تحت التأثير فحسب، بل ويتأثر كل وجوده. إن الشعور الديني والفطرة الإلهية من أسمى الغرائز والأحاسيس لدى كل إنسان، وأن علاقة القرآن مع هذا الإحساس الشريف علاقة أسمى وأعلى. يؤكّد القرآن كثيراً على الموسيقى الخاصة به. الموسيقى التي لها تأثير أكثر من كل موسيقى أخرى، في إثارة الأحاسيس العميقة والمتعالية للإنسان. يأمر القرآن المؤمنين بأن يقضوا بعض أوقات الليل بتلاوة القرآن، وأن يرتلوا القرآن في صلواتهم عندما يتوجهون إلى الله، وفي خطاب للرسول يقول: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" (المزمل 1-4).
https://telegram.me/buratha