الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية عن معارف الصحيفة السجادية للمؤلف الحسون (ح 5)


الدكتور فاضل حسن شريف

وعن خصائص الملائكة يقول الشيخ علاء الحسون في كتابه معارف الصحيفة السجادية: "لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" (التحريم 6). لا يملّون من الاستمرار في تنفيد جميع ما يناط بهم من واجبات، ولا يصيبهم في أداء وظائفهم الوهن والتعب الشديد والتوقّف بعد النشاط والمثابرة (لا تدخلهم سأمة من دؤوب، ولا إعياء من لغوب (أي: تعب شديد) ولا فتور). رضوان وسدنة الجنان: رضوان مَلَك متولّي رئاسة خدم الجنّة، وسدنه الجنّة هم خدمتها. وهؤلاء الملائكة هم الذين يستقبلون أهل الجنّة، ويقولون لهم "سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" (الرعد 24). الزبانية: وهم ملائكة العذاب في جهنّم (الزبن هو الدفع، فكأنّ صفة الزبانية هي العنف والشدّة بلا رحمة). وهؤلاء الملائكة هم الذين إذا قيل لهم: "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ" (الحاقة 30-31)، عاجلوه مسرعين ولم يمهلوه (الزبانية الذين إذا قيل لهم "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ" (الحاقة 30-31)، ابتدروه سراعاً ولم ينظروه).

 

وعن الموت يقول الشيخ الحسون في كتابه معارف الصحيفة السجادية: كلّ نفس ذائقة الموت: قضى الله على جميع خلقه بالموت، سواء كان هؤلاء من الموحّدين أم كانوا من الكافرين، وقال تعالى: "كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (العنكبوت 57) (سبحانك قضيت على جميع خلقك الموت، من وحّدك ومن كفر بك وكلّ ذائق الموت، وكلّ صائر إليك). وعن كراهة الموت: كراهة الموت لا تؤدّي إلى طول العمر (ولا يعمَّر في الدنيا من كره لقاءك). البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت: إنّ "الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ" (يونس 63-64)، تأتيهم البشرى في الدنيا قبل الآخرة بأنّهم في أمان من سخط الله تعالى وغضبه. وتتحقّق هذه البشرى بصورة مختلفة كالرؤيا الصادقة أو الإحساس القلبي أو بحيث يطمئن هؤلاء بها وتكون عندهم واضحة ويقينية. وهذا ما لا يصعب على الله، لأنّه لا يثقل عليه كثرة العطاء ولا يشق عليه الكرم الواسع، بل هو أهل الفضل والكرم والإحسان ن وإذا شاء الله تعالى شيئاً وأراد تحقٌّه فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير (اكتب لي أماناً من سخطك، وبشّرني بذلك في العاجل دون الآجل، بشرى أعرفها، وعرفني فيه علامة اتبيّنها، إنّ ذلك لا يضيق عليك في وسعك، ولا يتكأدك في قدرتك، ولا يتصعّدك في أناتك، ولا يؤودك في جزيل هباتك التي دلّت عليها آياتك. انّك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، انّك على كلّ شيء قدير).

 

وعن اليأس يقول مؤلف الكتاب علاء الحسون: اليأس يدفع صاحبه إلى القنوط من رحمة الله (ولا تؤيسني من الأمل فيك فيغلب عليّ القنوط من رحمتك). ما يصوننا من اليأس: 1 - الرحمة الإلهية: قال تعالى: "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ" (الزمر 53) (اللّهم إنّي وجدت فيما أنزلت من كتابك وبشرت به عبادك أن قلت "يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ" (الزمر 53) وقد تقدّم منّي ما قد علمت، وما أنت أعلم به منّي، فيا سوأتا على ما أحصاه عليّ كتابك. 2 - العفو الإلهي: أملنا بالعفو الإلهي هو الذي يقينا من الوقوع في حالة اليأس والقنوط (فلولا المواقف التي أؤمِّل من عفوك الذي شمل كلّ شيء لألقيت بيدي). وعن مراتب اليقين: إنّ لليقين مراتب، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى يقيننا نحو الأفضل، والاستعانة بالله ليصحح بتوفيقه وتسديده يقيننا ويجعله أفضل اليقين (اجعل يقيني أفضل اليقين). ينبغي أن يكون يقيننا كيقين المؤمنين المتوكّلين على الله (يقين المتوكّلين عليك وتوكّل المؤمنين عليك).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك