الصفحة الإسلامية

سُفرة أم البنين (ع)


طاهر باقر

 

يقول احد الخطباء المعروفين انه لقي احد علماء الدين وهو يقف على قبر السيدة ام البنين (فَاطِمة بنت حُزَام الكِلَّابيَّة) سلام الله عليها قي مقبرة البقيع بالمدينة المنورة فتوجه الي وقال ذكّر شيعتنا في مجالسك بان يتوجهوا الى السيدة ام البنين في كل حاجاتهم بعد ان يهدوا الى روحها الطاهرة مائة من الصلوات على محمد وآل محمد ويضيف العالم انه كلما ضاقت به الامور ولم يجد مخرجا لمشاكله وعويص مسائله توجه الى السيدة ام البنين فتحل تلك المشاكل.

اكثر ما يدهش الناس بخصوص السيدة ام البنين هي السُفرة التي تنذرها نساء الشيعة كهدية تقدمها تلك النسوة لروح السيدة الطاهرة اذ كيف توارثت نساء الشيعة هذا التقليد ولم يرد فيه رواية او حديث شريف، حقا هذه القضية خارجة عن تصورات العقول المادية كيف يتحول هذا التقليد الى موروث ثقافي او ديني وينتشر بين الناس بهذه الوسعة؟.

القضية اشبه ماتكون بالمعجزة، لان الحكومات تبذل الملايين في سبيل ترويج بعض الامور ورغم ذلك تفشل في تحقيق مآربها ، لكن لانرى مؤسسة او حزبا او جماعة داعمة ماديا لتنفيذ هذا التقليد او التشجيع عليه، فمن الذي يقف وراء هذه الظاهرة وكيف ينجح هذا المشروع دون وجود الممول؟ وهل يعقل ان تنتشر هذه الظاهرة من دون دعم او اسناد مادي؟ فربما تكون هناك منظمات سرية تعمل على انجاح هذا المشروع؟

نعم هناك منظمة سرية غيبية تاخذ اوامرها من السماء في انجاح هذا المشروع الذي هو امتداد للمشروع الحسيني ، فقضبة ام البنين هي امتداد لقضية الامام الحسين عليه السلام، ومثلما حظيت قضية الامام الحسين بالدعم السماوي الغيبي تحصل قضية السيدة ام البنين على الدعم السماوي، ولكن ماهو الدليل على الدعم الغيبي الذي تحصل عليه قضية السيدة ام البنين ومنها سفرتها المعروفة؟

الدليل هم الناس، فهم لم يؤمنوا بهذا التقليد ولم يعتقدوا بهذه السفرة الا بعد ما راوا الاعاجيب، وشاهدوا بام اعينهم قضاء حوائجهم، وهذا هو التقسير المنطقي لاستمرار هذا التقليد وتوارثه من قبل الشيعة عبر الازمان المختلفة، ونحن نعتقد ان اهل البيت صلوات الله عليهم هم احياء عند ربهم يرزقون، ونحن نخاطبهم في حاجاتنا وهم اموات كما لو خاطبناهم وهم احياء لانهم يسمعون كلامنا ويرون مقامنا.

وكل هذه الامور هي متعلقة بالمقام السامي الذي تحظى به السيدة ام البنين في عالم الملكوت حتى تكون الملائكة في طوع امرها يتنقلون بين الملفات لقضاء حوائج الناس فهي ليست انسانة عادية نتعامل معها كما بقية الناس، فلها من الشموخ والرفعة ما لاتحظى به اغلب نساء العالمين، ويكفيها فخرا انها كانت زوجة الامام علي عليه السلام وام العباس وجعفر وعبد الله وعثمان الاقمار الاربعة الذين تناثروا شذرات امام حضرة القدس الحسينية.

ومما يدل على عظمة شأنها ما ذكره المؤرخون عن والدها "حزام"عندما كان في سفر مع أصحابه، وقد نام فرأى في عالم الرؤيا أنه قد انعزل عن أصحابه ناحية في أرض خصبة وبيده درة يقلبها وهو متعجب من حسنها، وإذا به يرى رجلًا أقبل إليه من صدر البرية على فرس وسلَّم عليه، وسأله بكم تبيع هذه الدرة عندما رآها في يده، فقال له حزام بأنني لا أعرف قيمتها حتى أُقدِّر لك ثمنها، لكن أنت بكم تشتريها، فقال له الرجل، أنا أيضًا لا أعرف لها قيمة، لكن أهدها إلى أحد الأمراء، وأنا الضامن لك بشيء هو أغلى من الدراهم والدنانير، فقال له ما هو، قال أضمن لك به عنده الحظوة والشرف والزلفى والسؤدد أبد الآبدين، فقال له "حزام": وتكون أنت الواسطة في ذلك. قال: وأكون أنا الواسطة أعطني إياها فأعطاه إياها فلما انتبه حزام وقص رؤياه على أصحابه وطلب تأويلها، فقال له احدهم: إن صدقت رؤياك فإنك ترزق بنتًا ويخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها القربى والشرف والسؤدد وعند عودته من سفره بشروه بولادة زوجته ثمامة الحبلى، وأنها قد أنجبت له أنثى، فتهلل وجهه لذلك، وقال في نفسه قد صدقت رؤياي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك