تكلمنا في حلقة ماضية عن آداب السكوت. وفي هذه الحلقة اتحدث عن اداب الصمت والكلام في مفهوم القران وحديث ال بيت محمد{ص}..ماذا قال اهل البيت {ع} في آداب الكلام والصمت ؟
هناك مجموعة من الحكم للإمام علي في ادأب الكلام والصمت. يقول{ع} لا تسئ اللفظ وان ضاق عليك الجواب - ولا تقل ما لا تعلم بل قل كل ما تعلم –وقال: لسان العاقل وراء قلبه وقلب الاحمق وراء لسانه .
هناك خمس صفات ترفع خمسا : اولها :التواضع يرفع العلماء , والمال يرفع اللئام , والصمت يرفع الزلل , والحياء يرفع الخلق , والهزل يرفع الكلفة . وخمس يعرفن بخمس : الشجرة تعرف من ثمارها , والمرأة عند افتقار زوجها , والصديق عند الشده , والمؤمن عند الابتلاء , والكريم عند الحاجه.
***وخمس يطمسن خمسا :الزور يطمس الحق , والمال يطمس العيوب , والتقوى تطمس هوى النفس , والمن يطمس الصدقة , والحاجه تطمس المبادء .{{ ماذا تعني كلمة الحاجة تطمس المباديء}} بعض الناس يتخبط المبادئ والحاجة، وبعضهم يعتبر المباديْ في شخص معين .. وعادة يكون ذلك الشخص ذو نفوذ ومال وجاه وسلطة . فيدورون حوله كأنهم الذباب الذي يحوم حول طعمه وكم كثر أصحاب المنافع حول هؤلاء فهم في كل واد يتيهون . فتجد الشعراء يمدحوم والمهاويل يتقولون وينفخون فيه كانه اوحد زمانه ، هذا اللون من الناس يصفهم الامام {ع} حاجتهم تطمس كبادئهم .. ينتهزون أي كلمة لمصالحهم ويتركون مبادئهم . جاء شاعر ليمدح الامام علي{ع} فقال له الامام لا تمدحني فانا اعرف بنفسي والله يعرفني اكثر مما اعرف نفسي.
هناك خمس يؤدين الى خمس : العين الى الزنا , والطمع الى الندم , والقناعة الى الرضا , وكثره السفر الى المعرفه , والجدل الى الخصام . ـوخمس قربهن سعاده : الابن البار والزوجه الصالحه , والصديق الوفي , والبار المؤمن , والعالم الفقيه .من أخلاق الإمام علي (ع) قوله: أعجز الناس من عجز عن اكتساب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .... قال رسول الله ( ص) :– لرجل أتاه –
ألا أدلك على أمر يدخلك الجنة ؟ قال : بلى يا رسول الله ! ، قال : أنل مما أنالك الله ، قال : فإن كنت أحوج ممن أنيله ؟ قال : فانصر المظلوم ، قال : فإن كنت أضعف ممن أنصره ؟ قال : فاصنع للأخرق يعني أشر عليه ، قال : فإن كنت أخرق ممن أصنع له ؟ قال : فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة .الكافي : 2 / 113 /
وقال {ص}:عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان ، وعون لك على أمر دينك .البحار : 71 / 279 / - قال الإمام علي ( ع) في وصف المتقين: إن صمت لم يغمه صمته ، وإن ضحك لم يعل صوته .نهج البلاغة : الخطبة 193 .وقال{ع}في صفة المؤمن: كثير صمته ، مشغول وقته . قال الإمام الرضا (ع) :إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، والصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير .وقال الإمام الحسن (ع) :قد أكثر من الهيبة الصامت .وبكثرة الصمت تكون الهيبة .نهج البلاغة وقال الإمام علي (ع) :الزم الصمت تسلم . يقول احد الشعراء :
لسان الفتى حتف الفتى حين يجهلُ/// وكلُّ امرئٍ ما بين فكَّيه مقتلُ //
إذا ما لسان المرءِ أكثر هذره /// فذاك لسان بالــــــــــــــبلاء موكَّلُ
وكم فاتحٍ أبواب شرٍّ لنفسه/// إذا لم يكن قفلٌ على فيه مُـــــــــــقفَلُ
كذا من رمى يومًا شرارات لفظه ////تلقَّته نيران الجوابــــات تشعلُ
ومن لم يكن في فيه ماءُ صيانةٍ ////فمن وجهه غصن المهابة يذبلُ
فلِم تحسبنَّ الفضل في الحلم وحدَه ///بل الجهل في بعض الأحايين أفضلُ
ومن ينتصر ممن بغى فهو ما بغى /////وشرُّ المُسِيئَينِ الذي هو أوَّلُ
https://telegram.me/buratha
