الدكتور فاضل حسن شريف
يعتبر الوقف والابتداء من اسس ترتيل القرآن وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (المزمل 4). ويقول الإمام علي عليه السلام ( الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف). لذلك فالوقف له علاقة بجودة الترتيل. قال الله سبحانه وتعالى في سورة يونس "وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا (ج: جواز الوقف) إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (ج: جواز الوقف) إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ" (يونس 36)، "بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ (ج: جواز الوقف) كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ" (يونس 39)، "وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ (ج: جواز الوقف) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ" (يونس 40)، "وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ (ج: جواز الوقف) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ" (يونس 42)، "وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ (ج: جواز الوقف) أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ" (يونس 43)، "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ (ج: جواز الوقف) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" (يونس 45)، "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ (قلى: الوقف اولى) لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ (ج: جواز الوقف) إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" (يونس 49).
ومن الملاحظات على الوقف الاختباري تجنب الوقف على كلام منافية للواقع مثل الوقف على كلمة "إِلَٰهٍ" من قوله تعالى "وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ" (المائدة 73). و تجنب الابتداء بكلام غير واقعي مثل الابتداء بكلمة "عُزَيۡرٌ" أو "ٱلۡمَسِيحُ" كما في قوله تعالى "وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّه" (التوبة 30﴾. و تجنب تغيير حكم شرعي عند الوقف على كلمة "وَلِأَبَوَيۡهِ" كما في قوله تعالى "وَإِن كَانَتۡ وَٰحِدَةٗ فَلَهَا ٱلنِّصۡفُۚ وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٞۚ" (النساء 11).
قال الله عز من قائل في سورة يونس "أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ (ج: جواز الوقف) آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ" (يونس 51)، "وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ (ج: جواز الوقف) وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (يونس 61)، "لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ (ج: جواز الوقف) لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (ج: جواز الوقف) ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (يونس 64)، "وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ (م: لزوم الوقف) إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (ج: جواز الوقف) هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (يونس 65)، "أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ (قلى: الوقف اولى) وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ (ج: جواز الوقف) إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" (يونس 66)، "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا (ج: جواز الوقف) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" (يونس 67). "قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (قلى: الوقف اولى) سُبْحَانَهُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) هُوَ الْغَنِيُّ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (ج: جواز الوقف) إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا (ج: جواز الوقف) أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (يونس 68).
وقال ابن الجزري: كما اغتفر الوقف لما ذكر من طول الفواصل قد لا يغتفر ولا يحسن فيما قصر من الجمل، وإنْ لم يكن التّعلّق لفظياً، نحو قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" (البقرة 87) لقرب الوقف على "بِالرُّسُلِ" وعلى "الْقُدُسِ" ونحو قوله تعالى "مَالِكَ الْمُلْكِ" (آل عمران 26) لم يغفروا القطع عليه لقربه من "تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ" وأكثرهم لم يذكر " تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ " لقربه من "وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ"، وكذا لم يغفر كثير منهم الوقف على " وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ " لقربه من "وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ" وبعضهم لم يرضَ الوقف على "وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ" لقربه من "بِيَدِكَ الْخَيْرُ" وكذا لم يرضوا الوقف على "تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ" (آل عمران 27) وعلى "وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ" لقربه من "وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ" ومن "وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ" وقد يغتفر ذلك في حالة الجمع وطول المدّ وزيادة التحقيق وقصد التعليم فيلحق بما قبل لما ذكر بل قد يحسن. كما أنّه إذا عرض ما يقتضي الوقف من بيان معنى أو تنبيه على خفيّ، وقف عليه وإن قصر بل ولو كان كلمة واحدة ابتدئ بها كما نصوا على الوقف على "بَلَى" و "كَلاّ" ونحوهما مع الابتداء بهما لقيام الكلمة مقام الجملة. (النشر في القراءات العشر لابن الجزري ص 237).
قال الله جل وعلا في سورة يونس "ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ (ج: جواز الوقف) كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ" (يونس 74)، "فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ (ج: جواز الوقف) وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ" (يونس 83)، "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً (ج: جواز الوقف) وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ" (يونس 92)، "وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ (ج: جواز الوقف) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" (يونس 93)، "فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ (ج: جواز الوقف) لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" (يونس 94)، "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (ج: جواز الوقف) وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ" (يونس 100).
https://telegram.me/buratha
