وجه رئيس الائتلاف السوري المعارض المستقيل معاذ الخطيب رسال إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، سأله فيها "ألم يكفنا سنةً وشيعة أكثرُ من ألف عام من الخصام، لنَدفِنَ العقلية المذهبية الضيقة ونُخرجَ الأمة من وهم الانتصار؟".ومن اهم ما جاء في رسالة مصورة التي نشرها الخطيب في صفحته الرسمية على "فيسبوك": "لا يخفى عليكم أن المنطقة تُجَر إلى فتنة ربما لا ينجو منها أحد، وأن هناك سعياً نحو تفتيتها، وإدخالِها في صراع مذهبي مرعب يستهلكها عشراتِ السنين". أضاف: "إنني لا أومن بالحرب، وأعتبرها عجزاً للإنسان فينا، وأن التفاهم وحدَه سبيل حل أي مشكلة تنشأ بين الأفراد أو المجتمعات، وعلى الأمم ألا تغترّ بالقوة التي تمتلكها فكم تفككتْ إمبراطوريات عظيمة بسبب غرور القوة الذي يسكنها".وسأل الخطيب نصر الله: "ألم يكفنا سنةً وشيعة أكثرُ من ألف عام من الخصام، لنَدفِنَ العقلية المذهبية الضيقة ونُخرجَ الأمة من وهم الانتصار؟"، وذكّر أنه "في حرب تموز فتحنا نحن السوريون بيوتَنا وقلوبَنا للمقاومة رغم اختلافنا معها في عديد من أمور الاعتقاد، ليقينِنا أنهم كانوا يصدون صولةَ عدو لئيم، ورفرفتْ أعلامُ حزب الله اللبناني في شوارعنا، وامتدت أيدينا بما تيسّر من قُوت أبنائنا لدعم أشقائنا في لبنان"، متسائلاً: "أهكذا تكون المكافأةُ لشهامة هذا الشعب المعطاء الكريم؟".وأكد أن "تدخل حزب الله في سوريا قد عقّد المسألة كثيراً"، وقال لنصر الله: "كنتُ أتوقع منكم شخصياً بما لكم من ثقلٍ سياسي واجتماعي أن تكونوا عاملاً إيجابياً لحقْن دماء أبناء وبنات شعبنا". وسأل: "هل يُرضيكم قصفُ النظام لشعبنا بالطائرات وصواريخ سكود، وعجنُه لحومَ الأطفال مع الخبز، هل يسرّكم اغتصابُ آلاف النساء! وقتلُ مئات الأطفال بالتعذيب حتى الموت! هل يُعجبكم أن يعيشَ السوريون تحت حكم حزب طاغوتي خمسين عاماً، فإذا قاموا لنيل حريتهم عوقبوا بالدمار الشامل لبنيتهم التحتية، واجتثاثِ مجتمعاتهم، وتشريدهم ونفيهم، والمذابحِ الجماعية لهم، وإدخالِهم في دوامةِ مؤامرةٍ مرعبة كان النظام من ساعد في تحقيقها، هل مذهبُ أهل البيت عليهم السلام هو نصرُ الحق مطلقاً كما أفهم، أم الانتصارُ لنظام طاغوتي أرعن، وإن شعب سوريا بمجموعه هو عين مأساة الإمام الحسين المضطهد المظلوم الشهيد، ويبقى النظامُ هوَ المسؤولَ الأولَ عما يجري من قتلٍ وتخريبٍ في البلاد" .وتابع: "إن الموقف اليوم وتصريحاتِ بعضِ المسؤولينَ في الحزب يضع بعض الأفكار تحت طائلةِ التفككِ التاريخي، والإفلاسِ الأخلاقي، وإن موجة عارمة من الإلحاد بدأت تغزو أجيالاً كاملة بسبب بعض المواقف التي (باعتقادي) لا يمكن أن تنتسب إلى فكر آل البيت عليهم السلام بأي طريق"، مشيراً إلى أن ضمائر الناس لم تعد تتحمل، وما دعوة الشيخين الرفاعي والأسير إلا استجابةٌ لِما تقشعرّ له الأبدان من المذابح والدماء وصرخات الحرائر في السجون".وسأل: "هل في داريا والقابون طرفَي دمشق أيُّ قرى شيعيةٍ لقدوم كتائب الحزب إليها، بل رفعِ أعلامهم فيها"، وأضاف متوجهاً إلى نصر الله: "رغم كل ذلك أقول لكم ماسبق أن ذكرتُه في الإعلام من خُطة ماكرة لجر العالم الإسلامي كلِّه إلى معركة سُنية شيعية ، يبدأ فتيلُها من سوريا فلبنان ثم دولِ المنطقة كلها بما فيها إيرانُ وتركيا لتحطيمهما، واستهلاكِ أموال الخليج لدعم الحرب أو لشراء السلاح من أجل حرب مجنونة ليس فيها منتصر".وشدد على أن "عشاق الحرية في سوريا لديهم من الشجاعة ما يكفي أهلَ الأرض، ولكنّ دماءَ أبنائكم في لبنان لا يجوز أن تُهدَر في قتال أبنائنا المظلومين في سوريا، فهناك من يُسرّ لمرأى الشباب من الطرفين وهم يتساقطون برصاص بعضهم "، وطالب الحطيب حزب الله بسحب قواتهم "من سائر الأراضي السورية والتواصلِ مع الثوار في مناطق القرى الشيعية لضمان أمن الجميع" .وختم قائلاً: "لستُ أخاطب فيكم السياسيَّ ولا الزعيم، بل الضميرَ والوجدان، والعقلَ والحكمة، وسوريا ولبنان، وأرجو منكم والشيخين الرفاعي والأسير أن تجتمعوا وتتفاهموا وتدرؤوا عن بلدنا الواحد مصيبةً قادمة، وأن نكون جميعاً سفراء خير وعواملَ إنهاءِ صراع .. لا مُشعلي فتنة أومُوقدي حروب".
https://telegram.me/buratha