طالبت صحيفة يديعوت احرونوت الصهيونية، في عددها الصادر امس، صناع القرار في تل ابيب، بضرورة الاصغاء جيدا الى ما صدر اخيرا عن نصر الله من مواقف وتهديدات. ونشرت الجريدة ، مقالاً تحليليا طويلا كتبه معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة اليكس فيشمان ، ضمّنه انتقادا لاذعا للمجلس الوزاري المصغر، الذي وافق على قرار تنفيذ الغارات الجوية في سوريا.
واشار فيشمان الى ان اعضاء المحفل الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، ليسوا الا «ممسحة» وأختام جاهزة، للموافقة على توجهات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، المتحمس لشن عمليات عسكرية، وبصورة اكثر اندفاعا من تحمس الجيش نفسه. ونوّه بأن «نتنياهو لا يجد ضابطة او شخصية راشدة ومسؤولة وخبيرة في الشؤون الامنية، تدفعه الى ضبط النفس، وهو الدور الذي يفترض بوزير الدفاع، موشيه يعلون، ان يؤديه، وان يعاين الامور برؤية سياسية واسعة وشاملة».
وأكد تقرير فيشمان على ان «اسرائيل تميل الى الاستخفاف بالمواقف الصادرة عن القادة العرب، لكن يتبين ان في الشرق الاوسط، قادة استثنائيين، كما هو حال نصر الله، الذي إن هدد، فعلينا ان نصغي اليه جيدا». وشدد على ان «الرجل يفي بما يلتزم ويهدد به، وهناك تطابق كبير بين ما يقوله، وما يفعله»، مشيرا الى ان «نصر الله كرر في الواقع تهديدات (الرئيس السوري بشار) الأسد، التي اطلقها في اعقاب الغارة على الصواريخ في دمشق، من ان هضبة الجولان ستتحوّل إلى ساحة مقاومة شعبية، لكن عندما يُطلق الأسد ونصر الله التهديدات نفسها، فعلينا ان نتعامل معها بجدية».
فيشمان عزز رأيه بقول رونن كوهين، العقيد في الجيش الاسرائيلي، صاحب كتاب «فن الخطابة لدى نصر الله في حرب لبنان الثانية»، ان «الكثير من خطب الأمين العام لحزب الله، تكون مخصصة للدعاية والحرب النفسية وايضا للمسائل الاستراتيجية، لكن في جزء منها ايضا، هناك امور تتعلق بمسائل تنفيذية عملياتية». وأكّد أن «كل التهديدات التي اطلقها نصر الله في حرب لبنان الثانية عام 2006، قد تحققت بالفعل، بل وخلال 24 ساعة من اطلاقها، لكن التعقيد يبرز تحديدا في زمن الهدوء، إذ إن تنفيذ التهديدات، لا يكون بالضرورة تنفيذا فورياً».
وأضاف الضابط الاسرائيلي كوهين إن «نصر الله كان واضحا، وقد اكد انه سيساعد ويقدم العون إلى المقاومة في الجولان، وبالتالي علينا ان نبحث في قصده، وإن كان يلمح الى مساعدة لوجستية او تدريبات او غيرها من الاحتمالات»، مع ذلك يؤكد العقيد كوهين على وجوب ان ندرك من الان، أن «حزب الله قد بدأ بوضع قدمه على الحدود الاسرائيلية السورية، تماما كما فعل حين وضع قدميه ويديه، في سيناء وقطاع غزة».
https://telegram.me/buratha