رأت صحيفة "الاندبندنت اون صنداي" البريطانية، ان امريكا وبريطانيا وفرنسا تعدّ خطةً وصفتها بـ"الكارثة" لسوريا وأنها مشابهة لما اعدته في العراق بعد سقوط النظام السابق، فيما أكدت أن
الحكومة السورية فقدت سيطرتها على الحدود مع تركيا والعراق.
ونشرت الصحيفة تحليلا بعنوان "دروس من التاريخ يرفض الغرب تعلمها"، قالت فيه إنه "في سوريا اصبحت الحكومة لا تسيطر على الكثير من نقاط العبور بين سوريا وتركيا والعراق، وتتمكن المعارضة السورية المسلحة من عبور الحدود الدولية للبلاد من دون إعاقة، بينما يقاتل المسلحون اللبنانيون الشيعة والسنّة مع الجانبين المتعارضين والمتحاربين في سوريا، وفي الوقت ذاته، تتمكن اسرائيل من قصف سوريا كيفما تريد".
وأشارت الى أن "هذا لا يعني إنهيار الدولة في سوريا، ولكن سهولة عبور حدودها يعني أن الرابح في الحرب الأهلية السورية سيحكم على دولة ضعيفة يصعب عليها الدفاع عن نفسها".
وتساءلت "هل يجب أن يكترث العالم بمن يقاتل من في البلدات والقرى الفقيرة في الريف السوري؟"، مجيبة "بالطبع يجب أن نهتم، لأن المنطقة بين الساحل السوري على البحر المتوسط والحدود الغربية لإيران كانت على مدار التاريخ منطقة صراع وحروب بين الامبراطوريات".
وتساءلت ايضاً "في حال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، من سيحل محله؟ أو لا يعتقد أن السلام سيحل بمجرد سقوطه؟ وهل لا يحتمل أن يكون القتال سيستمر بل سيشتد بعد رحيله كما كان الحال في العراق عام 2003 عند سقوط صدام حسين؟".
وتخلص الصحيفة الى أنه "رغم تهوين المعارضة السورية من شأن المقارنة بين سوريا والعراق، إلا أن هناك تشابهات كبيرة وتنذر بالخطر بين البلدين، فقد يكون صدام حسين حاكما لا يحظى بالشعبية في العراق، ولكن الذين ايدوه أو عملوا معه لم يرضخوا لمحاولة تحييدهم عن السلطة او معاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى".
ورأت أن "خطط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الخاصة بمستقبل سوريا قد تؤدي كارثة كما كان الحال في خططهم عام 2003 في العراق، وأن الاسد لا يجب أن يؤدي دورا في الحكومة السورية المقبلة، لا يأخذ وزير الخارجية الامريكي جون كيري في الحسبان أن الحكومة السورية لم تفقد السيطرة إلا على عاصمة اقليمية واحدة سقطت في يد مسلحي المعارضة. وإنه لا يمكن فرض مثل هذه الشروط إلا على فريق مهزوم أو يكاد يهزم. وهذا لن يحدث إلا إذا تدخل الغرب عسكريا في سوريا نيابة عن المعارضة المسلحة كما حدث في ليبيا، ولكن عواقب ذلك على المدى البعيد قد تكون وخيمة".
وكان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن قد اعترف ان اخطاء الادارة الامريكية التي ارتكبت في حرب على العراق في 2003، يجعلها تتعامل بحذرب مع الملف السوري.
وهذه هي اوضح تصريحات تصدر عن مسؤول امريكي كبير في الادارة الحالية تربط بين اجتياح العراق قبل عقد من الزمن وتردد واشنطن الحالي في الازمة السورية حيث ادى نزاع يدور منذ اكثر من سنتين الى سقوط اكثر من 70 الف قتيل.
وتشهد سوريا، انتفاضة شعبية تطالب بإنهاء حكم نظام الرئيس بشار الأسد، وتحولت الانتفاضة الى صراع مسلح مع القوات الحكومية أودى بحياة الآلاف، بحسب منظمات حقوقية وانسانية.
ويشترك العراق مع سوريا بحدود تمتد لنحو 600 كلم، وهي تحاذي محافظتي الأنبار ونينوى من الجانب العراقي.
ويحذر مراقبون لأوضاع المنطقة من أن الازمة السورية بدأت تتطور وتأخذ منحى طائفياً ومذهبياً قد تشمل المنطقة بشكل عام والدول المجاورة لسوريا بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق الذي يشهد تعددية دينية وطائفية وقومية.
13/5/13513
https://telegram.me/buratha