حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هناك تدفقا متزايدا للمقاتلين الأجانب القادمين الى سورية من شمال افريقيا ودول أوروبا. وقال لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو اليوم الأربعاء 29 مايو/أيار: "منذ بداءة الأزمة، حذرنا من تدويلها. لكن تدفق المقاتلين من الخارج كان يتزايد باضطراد، ومنهم مقاتلون من ليبيا ودول شمال افريقيا والشرق الأوسط الأخرى، ومن أوروبا ومناطق أخرى". وبشأن وجود مقاتلين من حزب الله اللبناني في سورية، أوضح ، أنه يأتي في سبيل حماية المقدسات الشيعية في هذه البلاد. وتابع لافروف أن حزب الله لا تخفي وجوده في سورية. وأعاد الى الأذهان أن متحدثا باسم الحركة اللبنانية قد قال بشكل علني إن مقاتليه توجهوا الى سورية، ومهمتهم، قبل كل شيء، تتمثل في حماية الشيعة والعلويين والمقدسات الشيعية التي تتعرض لاعتداءات من قبل المسلحين وتواجه خطر التدمير. وأشار الوزير أيضا الى تزايد تدفق الأسلحة التي يحصل عليها المقاتلون المعارضون، على الرغم من أن توريدات الأسلحة للاعبين غير حكوميين تعتبر غير شرعية وفقا للقانون الدولي. هذا واعتبر لافروف ، ان عدم تمديد الحظر الأوروبي على توريد الأسلحة الى سورية يضع عقبات على طريق عقد مؤتمر جنيف. وذكر أن القرار الأوروبي يثير تساؤلات، علما بأنه منذ البداية كان هناك غموض يكتنف فرض الحظر على التوريدات التي أصلا يمنعها القانون الدول، أما الآن، فيؤدي رفع الحظر هذا الى تعقيد الوضع. عقد المؤتمر الدولي حول الأزمة السورية الطريق الوحيد لتسوية النزاع شدد لافروف على أن روسيا لا ترى سبيلا آخر لتسوية النزاع الدائر بسورية إلا عبر عقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة. وقال الوزير الروسي: " منذ وقت طويل تكتسب الأزمة السورية طابعا طائفيا بشكل متزايد وهو ما يهدد بتعميق الخلافات داخل العالم الإسلامي وتنامي الأخطار المحدقة بالعناصر غير المسلمة في المجتمع السوري". وشدد الوزير الروسي على أنه يجب الابتعاد عن الحلول الأحادية والمعايير المزدوجة، ودعوة جميع الأطراف، بما فيها إيران، الى طاولة المفاوضات. وتابع قائلا: "لذلك لا نرى سبيلا آخر الا عقد المؤتمر. لكن يجب على الجميع العمل بنزاهة وعدم اعتماد معايير مزدوجة، عندما يصرح البعض بتأييدهم للمؤتمر وهذه المبادرة، لكنهم في الواقع يتخذون خطوات ترمي الى زعزعة هذا الاقتراح". توجه مجلس حقوق الانسان الى استصدار قرار جديد بشأن سورية يضع عقبات على طريق عقد مؤتمر جنيف قال لافروف في ختام لقاءه مع ترويكا منظمة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (سيلاك) أن توجه مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لاستصدار قرار جديد بشأن سورية سيضع صعوبات امام عقد مؤتمر "جنيف-2" حول سورية. وتابع الوزير: "الإصرار على دفع هذا القرار قدما الى الأمام يعني، برأينا، محاولة لوضع العراقيل على طريق تنفيذ المبادرة الروسية-الأمريكية (بشأن المؤتمر). ولفت الوزير إلى أن هذا القرار الذي وصفه بالأحادي، يأتي في إطار الجهود نفسها التي أسفرت عن صدور قرار يدين سورية في الجمعية العامة لأمم المتحدة، وذلك مباشرة بعد أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن المباردة الروسية-الأمريكية لعقد المؤتمر الدولي بشأن الأزمة. واضاف لافروف أن روسيا فوجئت عندما علمت أن الولايات المتحدة كانت في صفوف الدول التي عملت بنشاط على تقديم هذا القرار بجانب مؤلفي القرار وهما قطر وتركيا. وقال: "سألت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن ذلك خلال لقائنا في باريس، واتضح أنه لا يعلم شيئا عن الموضوع لكنه وعد بدراسة الأمر. وزير الدفاع الروسي: رفع الحظر الأوروبي على توريد الأسلحة الى سورية يثير خيبة أمل قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الأربعاء إن موسكو تشعر بخيبة أمل بعد قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر الذي سبق أن فرضه على توريد الأسلحة الى المعارضة السورية. وقال شويغو للصحفيين: "لأي قرار طرفان، وإذا كان الطرف الأول يرفع القيود، فان الجانب الثاني يشعر بأنه غير ملتزم بتنفيذ تعهداته الذي سبق أن أخذها على عاتقه". باحثة روسية: كل توريدات الأسلحة إلى سورية مضرة ترى الباحثة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا أن كل توريدات السلاح إلى سورية تلحق الضرر بايجاد الحل السلمي للأزمة السورية. لكن توريد صواريخ "إس – 300" لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي. بينما توريد الأسلحة للمعارضة السورية يخالف القانون. وقالت الباحثة إن مايحصل الآن في سورية يمكن أن يتكرر ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في مناطق أخرى من العالم، ولذلك فنحن أمام ضرورة ملحة للتوافق التام بشأن القانون الدولي. وأشارت سوبونينا إلى حديث لافروف حول امتناع الدول الغربية عن توريد الأسلحة حتى شهر أغسطس/آب منوهة بأن أمامنا فترة زمنية حتى نهاية رمضان لايجاد حل سلمي للأزمة السورية، وعبّرت عن اعتقادها بأن كل حديث عن التسليح سيكون مضرا وأن الأيام التالية ستكون حاسمة. واعتبرت الباحثة الاتصالات الروسية الأمريكية أكثر أهمية من القرارات الأوروبية مؤكدة على وجود الأمل بتحقيق نجاح دبلوماسي بناء على التوافق الروسي الأمريكي. وأشارت سوبونينا إلى الضغوط التي مورست على روسيا من قبل أمريكا وإسرائيل لإلغاء صفقة صواريخ "إس – 300" كان يجب أن تذهب إلى ايران في عام 2010، وهذه الضغوط مستمرة على روسيا اليوم، لكن موسكو تأخذ بعين الاعتبار موازين القوى في المنطقة والأولوية لديها ليست صفقة الأسلحة بحد ذاتها بل ايجاد الحل السلمي للأزمة.
24/5/13529
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha