كشف مصدر إعلامي فلسطيني وثيق الصلة بمكتب "حماس" في بيروت أن قيادات وكوادر الحركة الذين يعيشون تحت حماية حزب الله في الضاحية الجنوبية تلقوا أوامر بوجوب الخروج من الضاحية في أقرب وقت.
ومن المعلوم أن جميع كوادر الصف الأول والثاني من "حماس" المقيمين في لبنان ، والذين يبلغ عددهم قرابة ثلاثمئة عسكري أو شبه عسكري من الذين يتصل عملهم بالجانب العسكري والأمني ،وحوالي عشرة من الكوادر المدنية العليا، يعيشون في كنف المربع الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية ، حيث يوفر لهم الحزب المساكن الآمنة والحراسات الضرورية.
وكان مسؤول الحركة في لبنان "علي بركة" نفى في وقت سابق من هذا الأسبوع لصحيفة "الحياة" السعودية الصادرة في لندن معلومات لمواقع إلكترونية فلسطينية تتقاطع مع هذه المعلومات، حيث أشارت تلك المعلومات بأن حزب الله "أنذر عناصر حماس بوجوب مغادرة لبنان خلال ساعات".
وأكد المصدر أن نفي علي بركة ينطوي على بعض الصحة، بالنظر لأن حزب الله "لم يطلب من حماس مغادرة لبنان، بل الضاحية الجنوبية فقط، لأنه ليس من صلاحية أو اختصاص حزب الله إبعادهم من لبنان، فهذا من اختصاص الدولة اللبنانية، وإنما من الضاحية الجنوبية التي تعتبر معقلا أمنيا استراتيجيا للحزب".
وقال المصدر "إن قرار الحزب طرد عناصر حماس، وتحديدا الموالين منهم لجناح زعيم الحركة خالد مشعل، جاء قبل يومين فقط، وبعد أن تمكن حزب الله من اعتقال عشرات المسلحين من حماس في مدينة القصير".
ويقول المصدر إن حزب الله "أصيب بالصدمة والذهول حين اكتشف أن معظم من اعتقلهم في القصير كانوا تلقوا أصلا تدريبات في معسكراته ومعسكرات الحرس الثوري الإيراني ليكونوا جزءا من كتائب القسام( الجناح العسكري للحركة) في قطاع غزة".
وبحسب المصدر فإن هؤلاء المسلحين"هم من وقف وراء إنشاء شبكة الأنفاق المذهلة التي جرى الكشف عنها في القصير والقرى المحيطة بها، والتي كان حزب الله دربهم على تقنيات إنشائها لاستخدامها في قطاع غزة على الحدود مع إسرائيل وليس لقتال الجيش السوري".
وبحسب المصدر، فإن حزب الله ، ولكي يعطي الأمر "بعدا أمنيا جديا وليس سياسيا فقط"، تعمد أن يتولى الحاج وفيق صفا ، المسؤول الأمني في حزب الله، إبلاغ عناصر "حماس" بقرار الحزب، وهو ما يعني أن حزب الله" أصبح يخشى جديا من أن وجود هؤلاء في كنفه الأمني بات يشكل خطرا جديا عليه من اختراقات إسرائيلية أو شبه إسرائيلية ( من حلفاء إسرائيل في المنطقة كالأردن وقطر)، لاسيما وأن للحزب تجربة مريرة سابقة في ذلك،
إذ أثبتت التحقيقات ضلوع عناصر من جهاز أمن خالد مشعل في اغتيال القائد العسكري لحزب الله في اغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق(12 /2/ 2008) بعد اختراقه من قبل المخابرات الأردنية والإسرائيلية والسعودية".
وأكد المصدر أن الحاج وفيق صفا أبلغ المعنيين في الحركة بلبنان أيضا بـ"وقف الحزب تعاونه الأمني والعسكري مع الحركة"، قبل أن يضيف بنبرة ساخرة"حزب الشيطان لا يستطيع تأمين الحماية لحزب المؤمنين والمسلمين"، في إشارة منه إلى خطبة الشيخ يوسف القرضاوي ، "المرشد الأعلى" للأخوان المسلمين في العالم، الذي كان وصف "حزب الله" مؤخرا بأنه "حزب الشيطان".
وكانت كشفت في تقرير لها نشر في العاشر من الشهر الجاري عن وجود قرابة مئتي مسلح من عناصر"حماس" في صفوف المسلحين الإسلاميين من "جبهة النصرة" و"لواء التوحيد" في مدينة القصير وضواحيها.
https://telegram.me/buratha