سوريا - لبنان - فلسطين

ابتسم وليموتوا في غيظهم !!

1445 18:07:00 2013-08-04

 

سأعود سبع سنوات إلى الوراء. في مثل هذه الأيام كانت إسرائيل ترفع من مستوى جنونها الدموي، وكان خصوم المقاومة في لبنان يتسمّرون أمام الشاشات، يأكلون أصابعهم بعدما قضموا أظفارهم. في مثل هذه الأيام، دخلت صبيّة غرفة نوم والدها. كانت قد اشترت قبل اندلاع الحرب قطعة ثياب من بيروت، لكن الحرب منعتها من العودة لأخذها. انتظرت عشرين يوماً حتى جاءها صديق بالثياب. لم تكن الصبيّة قلقة لأكثر من ذلك. كانت فرِحَة.

دخلت غرفة والدها النائم. أيقظته وهي تقفز في مكانها وتقول له:

احزر ما الذي حصل؟

لم يتمالك نفسه فقال لها:

هل قتلوا نصر الله!؟

قالت: لا.

أضاف: هل وصلوا إلى نهر الليطاني!؟

أجابت مدهوشة: لا!

قال لها صارخاً: وماذا حصل؟

أجابت: لقد وصلتني الثياب من بيروت!

كتم غيظه وغطّى رأسه بوسادة ولعن مَن لعن!

أمس، عندما أطلّ السيّد حسن نصر الله على الجمهور مباشرة، كان سعيداً جداً بالمشهد. كان متشوّقاً للعودة إلى لقاء مباشر مع جمهوره، وكان مرافقه أبو علي خائفاً، يريده أن ينهي خطابه بأسرع وقت. والناس، الذين كانوا هناك، أو تسمّروا أمام الشاشات، كانوا فرحين، لكنهم كانوا قلقين، يريدون له أن يستمر حاضراً، لكنهم يخشون عليه. وعندما أنهى الخطاب، صبر كثيرون دقائق طويلة قبل أن يتنفّسوا الصعداء: الحمد لله، يبدو أنه عاد إلى مكتبه بسلام!

لمَن لم يفهم رسالة الظهور، عليه أن يقرأ أن الرجل عندما خرج سابقاً مع الناس دفاعاً عن الرسول، كان يؤكد حقيقة موقعه العقائدي الذي يدافع عنه بحياته. وعندما خرج في مسيرة عاشوراء، أراد التعبير عن شكل التصاقه بقضيته، وأنه حسيني لا يخشى اللحاق بجده. وأمس عندما اختار الظهور المطوّل، تحت عنوان فلسطين، فلأنه يريد القول إنها العنوان الأقرب إلى قلبه وعقله.

أمس، كان كثيرون في حالة غيظ من المشهد كلّه، من ظهوره المفاجئ، إلى خطابه الواضح الحاسم، إلى تجاهله كل الصغار وهذيانهم. كان مبتسماً، منفعلاً بسرور.

ابتسم يا سيّد، وليموتوا في غيظهم!

■ ■ ■

خليك محلّك!

أمس، أطلّ الرئيس سعد الحريري من السعودية، خاطب أنصاره وبقية الجمهور في لبنان بعد إفطار. قال وقال، وجال وصال، والفكرة الوحيدة أنه يرى خطراً في سلاح المقاومة، وأن هذا السلاح فاقد الشرعيّة والإجماع الوطني. وذكّرنا بأن فريقه يريد الحوار، وحريص على نبذ الفتنة، ويريد الدولة، ووو..!

الحريري أمس، لم يكن جاهزاً لقول أيّ شيء. ليس معنى ذلك أنه لا يريد مخاطبة ناسه، لكنه لا يملك ما يقوله جديداً. هو أعطانا علماً وخبراً بأنه لا يزال في حالة الانتظار. يترقّب مثل كثيرين ما تقرّره المملكة التكفيرية، وأنه موعود، مثل الآخرين، بأن تطورات سوف تحصل في سوريا، وأنه لا مجال لأيّ تسوية الآن في لبنان، وأنها مرحلة الوقت الضائع، وكل ما يقدر عليه هو إبقاء حالة الاشتباك، ولو بحدها الأدنى، نتيجة العجز لا الحكمة.

الخلاصة، أن الحريري أكد أنه غير جاهز لشيء. لذلك، من الأفضل له ولنا أن يبقى مكانه... عسى أن يوفّر دخلاً إضافياً يساعد قسماً من اللبنانيين على مواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة.

أما جمهوره، فسوف يلتقي مجدداً على موائد إفطارات أو سحور، وسوف نعود إلى الأسطوانة نفسها. أركانه يشرحون ويبرّرون، لكن الجمهور ينسحب خلسة، لينضمّ إلى مَن يعتقدون أنه الأكثر فعالية... إنها «النصرة» في استقبالهم

28/5/13805

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك