لا تزال قرية نبل في ريف حلب مع نظيرتها (قرية الزهراء)، على خط النار في مواجهة جبهة النصرة، تتخللها فترات هدوء قصيرة للغاية، للتحفز وحزم الأسلحة لمواصلة المواجهة، التي يتوعد من خلالها «الجهاديون» في ريف المحافظة بإبادة سكان القريتين الشيعيتيين باعتبارهما «حليفتا النظام» بحسب الخطاب الذي تسوقه تلك المجموعات منذ بداية الحرب على القريتين.
والمعلوم، أن نبل والزهراء، القريتين اللتين اشتهرتا بأطول فترة حصار عليهما من قبل «الجماعات الجهادية»، لتكون ظروف الحياة فيها، الأصعب، تم إيكال أمور الدفاع لسكانها بطريقة «اللجان الشعبية» لحين فتح طريق الإمداد إليها، ومن ثم البدء بعمليات الدفاع عن القريتين بالهجوم.
لكن الظروف الأمنية ساءت بعد أن دخلت جبهة النصرة، قرية الزيارة، ذات الغالبية الكردية سابقا، وتقع في الإتجاه الشمالي لقرية نبل، إثر مواجهات الميليشيات المسلحة مع لجان حزب الشعب الكردي، ومن هذه النقطة، قرية الزيارة، شنت يوم أمس أعداد كبيرة من «المقاتلين الجهاديين» هجوم على حاجز نبل الشمالي، تقول مصادر محلية من القرية لـعربي برس.
المصادر أوضحت أن الهجوم الكثيف جاء بعد وقت السحور، عند الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، فاستخدم المهاجمون أصنافا من الرشاشات المتوسطة ومدفع عيار 23، لاستهداف الحاجز التابع للجان الشعبية.
وبالتوازي، رمى «الجهاديون» بشكل مكثف على المنازل السكنية لاستهداف المدنيين، قذائف الهاون، لتوسيع رقعة المواجهة، مع صواريخ محلية الصنع.
وتؤكد المصادر استشهاد 12 عنصراً من اللجان الشعبية من الذين كانوا متواجدين على الحاجز، تبعه استحواذ مجموعات الميليشيات المسلحة على حاجز نبل الشمالي.
الهجوم المعاكس من قبل عناصر اللجان الشعبية، بدأ في غضون ساعتين من بدء هجوم المسلحين، وتعود المصادر للشرح، أنه تم حشد العناصر، والقيام باشتباك على محور حاجز نبل الشمالي، فتمت استعادته بحلول الساعة التاسعة صباحا، بعد اشتباكات بقيت حوالي الساعة.
وتؤكد المصادر أن جبهة النصرة التي تراجعت إلى قرية الزيارة، خسرت 11 مقاتلا، وسيارتين للنقل، حيث تم سحب 6 جثث فيما بقيت 5 دون أن يتمكن المسلحون من سحبها، وحاليا عاد عناصر اللجان لتمركزهم في الموقع المذكور.
وعن الوضع المعيشي، توضح المصادر أن قرية نبل لم ترى التيار الكهربائي منذ شهر ونصف، بسبب قيام المسلحين باستهداف خطوط التغذية، أما قرية الزهراء فيأتي التيار إليها 3 ساعات يوميا، فيما يؤمن أهالي القريتين الخضروات والغذائيات عن طريق «التهريب» بقدر ما تيسر.
وأشارت المصادر إلى تفشي مرض "أبو صفار" بين أطفال القريتين، ما أدى لوفاة ثلاثة منهم، بسبب نقص الأدوية، لأن هذا المرض سهل العلاج في حال توافر الأدوية، عدا عن وفاة طفلة بسبب سوء التغذية.
وفي سياق مرتبط، قالت المصادر أن طفلة لم تكمل عامها الأول قتلت وأصيبت والدتها إثر سقوط صاروخ غراد أطلقته الميليشيات المسلحة على منزلهما.
14/5/13805
https://telegram.me/buratha