سارع "لواء الاسلام" الذي يقود معركة "الخضوع لله" في القلمون بريف دمشق، مع انطلاقة أول الاشتباكات في المعركة، إلى الإعلان عن سيطرته على اللواء 81 دبابات ووزع شريط فيديو يظهر عناصره لحظة اقتحامهم بوابة اللواء.
وتناقلت وسائل الإعلام خبر السيطرة على اللواء 81 ناسبةً إياه إلى ناشطين في الثورة السورية، وأضافت أن السيطرة عليه ترافقت مع السيطرة على عدد من الكتائب والقطع العسكرية والحواجز وتحديداً الواقعة شرق مدينة الرحيبة.
لكن التغطية الإعلامية لهذا الخبر لم تكن بمستوى أهمية اللواء 81 وضخامته سواء من حيث المساحة التي ينتشر عليها أو من حيث خطورة عتاده الحربي المكون بمجمله من دبابات ومدافع بحكم اختصاص اللواء.
واللواء 81 ينتمي إلى الفرقة الثالثة أحد أهم الفرق العسكرية في الجيش السوري وينتشر على مساحات شاسعة تمتد من الرحيبة إلى الضمير، ويقوم اللواء بدور فعال في استهداف معاقل التنظيمات التكفيرية كجبهة النصرة ودولة داعش والمليشيات المسلحة المتواجدة في مناطق الغوطة ومدينة عدرا، كما أنه قريب من اللواء 155 حيث لا يبعد عنه سوى 15 كيلو متر.
لذلك كان خبر السيطرة على مثل هذا اللواء له وقع الصدمة، فكيف يمكن خلال ساعات الهجوم والاقتحام السيطرة على لواء دبابات منتشر على كل هذه الرقعة من الأرض؟.
ولكن الوقائع الميدانية كانت مختلفة كلياً عما ذكرته وسائل الإعلام نقلاً عن مصادرها في المليشيات المسلحة المشاركة في معركة "الخضوع لله" كلواء الإسلام وأحرار الشام، حيث تبين أنه مع بدء الهجوم على محيط اللواء 81 كانت دبابة وشيلكا متمركزتين على إحدى بوابات اللواء وكان طاقمهما على تنسيق مع المهاجمين فانسحبتا من أمام البوابة مما أتاح لعناصر من لواء الإسلام الوصول إلى البوابة وتصوير مقطع الفيديو الذي وزعه المكتب الإعلامي للواء الإسلام على أنه إثبات لسيطرته على اللواء 81.
واستطاعت قوات الجيش السوري التعامل بسرعة مع الموقف حيث استهدفت الدبابة والشيلكا المنسحبتين وأعطبتهما على الفور، كما حاصرت عناصر لواء الإسلام التي وصلت إلى البوابة وأوقعتهم بين قتيل وجريح ولم يتمكن من الفرار سوى عدد قليل منهم، بحسب مصادر ميدانية.
ورغم أن الاشتباكات العنيفة لا تزال دائرة حتى فجر الثلاثاء في محيط اللواء 81، إلا أن المصادر الميدانية تؤكد أن المليشيات المهاجمة فقدت توازنها بعد فشل الخطة التي كانت قد أعدتها لمباغتة قوات الجيش السوري، وأصبح من المتعذر عليها الاقتراب مجدداً من أسوار اللواء، خصوصاً وأن القصف المدفعي والجوي ألحق بها خسائر فادحة خلال اليومين الماضيين.
وبحسب بعض التقارير الصحفية فقد سقط للجيش السوري خلال هذه الاشتباكات حوالي خمسة عشر جندياً، بينما سقط العشرات في صفوف المليشيات المسلحة وقد ذكرت تنسيقية الرحيبة أسماء ما يقارب خمسين قتيلاً منها
2/5/13904
https://telegram.me/buratha