سوريا - لبنان - فلسطين

بعد «السفيرة» الجيش السوري يسيطر على العزيزية ويقتحم تلعرن ويتقدم نحو تل حاصل

1389 20:14:00 2013-11-07

 

كتب أحد المقاتلين المشاركين في معركة السفيرة الأخيرة، تفاصيلاً، قال إنها للساعات الأخيرة التي سبقت «وداع السفيرة» واصفاً حال المسلحين فيها «الجميع متعبون ومرهقون فالهجوم من جهات ثلاثة والأعداد غير كافية وجيش النظام يتقدم من الجهة الشرقية، وبعد شهر من طلب المؤازرة وصل أحدهم (أبو الوليد المارعي) مع مجموعة من المقاتلين فقلنا لعله يساعدنا ولو قليلا فهو الوحيد الذي أتانا. سألناه عن عدد مقاتليه فقال لا علاقة لكم أنا مختص بمدافع الهاون والصواريخ سأطلق ما لدي من ذخيرة وتدفعون لي ثمنها !( وعرفنا فيما بعد أن عدد مجموعته 40 شخصا).

‎وافقنا على طلبه، فالغريق يتعلق بقشة ولكن كان هناك نقص في عدد المرابطين في الجهة الشرقية فطلبنا منه الرباط فقال أنا لا أرابط. ازدادت حدة الاشتباكات في الجهة الغربية فطلبنا منهم مؤازرة النقاط الغربية فقال نحن غرباء ولا نعرف المنطقة ولن نآزر أحداً. انتهى الاشتباك في الجهة الغربية وتمكن المجاهدون هناك من قتل العشرات من جنود النظام وأغتنموا سلاحهم ولكن كانت هناك اصابات وجرحى في صفوف المجاهدين.

‎لم تكد الاشتباكات تهدأ حتى يبدأ القصف فلم يكن هناك مجالا للراحة أو النوم أو نقل الجرحى. ولى الليل وطلع النهار وعادت الهجمات من كل ناحية ولكن هذه المرة مع غارة جوية كل نصف ساعة.

‎استطاع جيش النظام التقدم لعدة شوارع في الجهة الشرقية والجنوبية. كنت هناك ورأيت مجموعات المجاهدين تنتشر في الشوارع كانت العيون حمراء فمنذ 20 يوما لم ينم أحدهم نومة طبيعية كانت الثياب متسخة وممزقة الجميع يمشي على رجليه لا مجال لحركة السيارت والدراجات النارية فالشوارع مقطعة بالقصف والشظايا تملأ الطرقات وتمزق الاطارات‫.

‎بدا الجميع مقتنعاً بأن الانسحاب أصبح أمراً محتماً، ويزيد الاقتناع به مع كل غارة جوية تملأ السماء بالغبار فلا يرى الواحد منا نهاية الشارع الذي يقف فيه. في هذه الاثناء كان هناك من ينام في مقراته بعيداً جداً وينشر أخباراً عن إرساله للمؤازرات وقيامه بعمليات التفاف وقتله للمئات.

‎وما أن حل الليل حتى اتفق الجميع على الانسحاب ليلا فالمؤازرات الجرارة والعمليات الكبيرة التي سيقوم البعض بها هنا وهناك لتخفيف الضغط عنا بدت مجرد أحلام وحان وقت الاستيقاظ من النوم والقيام بما لا بد منه»‫.

‎هذه القصة المروية على لسان أحد المقاتلين نقلناها حرفياً ودون تدخل، لأنها تلخص جانباً من الرواية الحقيقية لما جرى في السفيرة، فهجوم الجيش السوري ومحاصرته السريعة للمدينة أربكت المقاتلين الموجودين بداخلها، وعملياته السريعة والخاطفة على تخومها ارعبت من كان به جلد على القتال، فلا أحد كان يصدق أن السفيرة التي كانت تحاصر معامل الدفاع وتساند الذين يقطعون طريق حماه‫-حلب باتت محاصرة‫.

‎يروي مراسل ميداني رافق الوحدات المتقدمة منذ انطلاقتها بعد تحرير خناصر وصولاً الى أبوجرين، أن مجريات المعركة كانت كالصاعقة على «حامية السفيرة» لشدة الضربات التي وجهتها وحدات الجيش لها‫: «غارات جوية دقيقة ومركزة استهدفت كافة مراكز المسلحين ومحاور تمركزهم، غزارة نيران مدفعية وصواريخ الراجمات من كافة العيارات، واشتباكات وعمليات اقتحام على أكثر من محور، أرهقت المسلحين بشكل كبير، لدرجة بات تنفيذ قرارهم بالفرار أسهل بكثير من التفكير به»‫.

‎وكذلك الحال بالنسبة للقرى المحيطة بالمدينة والتي بدأت تتهاوى بشكل أسرع من قبل، خاصة وان الجيش سبق وخاص نفس المعركة على تلك المحاور، من العزيزية إلى تل عرن، وتل حاصل، فيما لا زالت وحدات منه تقاتل منذ أكثر من سنة في المحطة الحرارية شمال السفيرة، وكذلك في مطار كويرس العسكري، الذي يعتبر أحد أكبر رموز الصمود بعد «مطار منغ»، وبقي عصياً على المسلحين رغم مرور أكثر من سنة على حصاره، لا بل كبدت حاميته مهاجميه خسائر أكبر مما خسروا في الدفاع عن مراكزهم عند هجوم الجيش‫.

‎مع تقدم الجيش داخل بلدة تلعرن، قام المسلحون بمهاجمة المحطة الحرارية التي تزود مدينة حلب وجوارها بالكهرباء، وحاولوا أكثر من مرة اقتحامها، ورغم زعمهم بوجود 50 عنصراً فقط من الجيش السوري بداخلها، لم يستطع المسلحون السيطرة عليها، كما لم يستطيعوا تحقيق هدفهم ، بتحويل انتباه الجيش اليهم لإعطاء المدافعين عن تلعرن فرصة أطول لتثبيت مواقعهم التي انهارت أمام تقدم قوات الجيش السوري‫.

‎هاجمت قوات الجيش بلدة تلعرن من الجهة الجنوبية الشرقية ناحية السفيرة، ومن الجنوب من طريق الواحة، ومن الجهة الغربية من خلال التفاف قوات خاصة على محاور البلدة، فيما كانت قوة أخرى تتقدم باتجاهها من جهة بلدة تل عابور وتحاصرها بالكامل، ثم تتقدم إلى داخل شوارعها بعد انهيار الدفاعات وهرب مجموعات

‎من جبهة النصرة التي كانت تتحصن فيها باتجاه بلدة تل حاصل‫.

‎المصادر الميدانية التي أكدت دخول الجيش السوري لبلدة تلعرن من عدة محاور، أكدت وجود مقاومة في بعض آطرافها من جهة مسلحي داعش بمساندة من كتيبة آزادي الكردية، في الوقت الذي نشر ناشطون على مواقع التواصل أن مقاتلي داعش والنصرة، أمهلوا سكان تل حاصل ‫(الأكراد‫) مدة 24 ساعة لإخلاء البلدة لاستكمال عمليات تحصينها قبل وصول وحدات الجيش السوري اليها‫.

38/5/13117

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك