قبل يومين من انعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية، وبعدما اكتمل نصاب المشاركين، عقد الرئيس السوري بشار الأسد إجتماعاً مع الوفد الرسمي المكلف تمثيل سوريا في المؤتمر، حيث دعاه للارتقاء إلى مستوى التفويض الشعبي بآلامه وآماله وذلك من خلال المحافظة على سيادة سورية ورفض أي تدخل خارجي أياً كان شكله أو مضمونه وعدم التنازل على الإطلاق عن الثوابت الوطنية السورية المعروفة وأهمها الحفاظ على الوطن والشعب ووضع مصلحته فوق كل اعتبار.
وسبق أن أعلن الرئيس السوري في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" اليوم ان هناك "فرصا كبيرة" لترشحه الى الرئاسة في الانتخابات المقررة في حزيران/يونيو المقبل،مستبعداً القبول برئيس حكومة انتقالية من معارضة الخارج، لعدم امتلاكها صفة تمثيلية.
وقال "بالنسبة الي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة الى الرأي العام السوري، فإذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة... بالمختصر، نستطيع أن نقول بأن فرص الترشح هي فرص كبيرة".
واضاف الرئيس الاسد "ان معركة اسقاط الدولة السورية "فشلت"، لكن المعركة على الارهاب مستمرة وتحتاج الى "زمن طويل"، مشيرا الى ان "القرار الاهم" الذي يمكن ان يخرج عن جنيف ـ 2 هو "مكافحة الارهاب".
واتهم الرئيس السوري بشار الاسد، فرنسا بالتحول الى "دولة تابعة" لقطر والسعودية بسبب "البترودولار".
وقال ان من الجوانب التي لم يتمكن من فهمها في النزاع المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات في بلاده "تأثير البترودولار على تغيير الأدوار على الساحة الدولية. فمثلاً تتحول قطر، الدولة الهامشية، إلى دولة عظمى، وتتحول فرنسا إلى دولة تابعة لقطر تنفذ السياسة القطرية!. وهذا ما نراه الآن بين فرنسا والسعودية".
الرئيس الاسد في مقابلة مع
واضاف الاسد "كيف يمكن ان يحوّل البترودولار بعض المسؤولين في الغرب وخصوصا في فرنسا إلى بائعين للمبادئ، يقومون ببيع مبادئ الثورة الفرنسية مقابل بضعة مليارات من الدولارات".
وحول الدور المستقبلي لفرنسا في سوريا والمنطقة، قال الرئيس الأسد انه "بعد عام 2001 وهجمات الإرهابيين في 11 أيلول/سبتمبر في نيويورك، لا توجد سياسة أوروبية، توجد فقط سياسة أميركية لدى الغرب وتقوم بعض الدول الأوروبية بتنفيذها"، مضيفا "لا أعتقد ان فرنسا قادرة على لعب أي دور في المستقبل في سورية، وربما في الدول التي حولها".
وكرر "لا أعتقد أن فرنسا سيكون لها دور في القريب العاجل حتى تبدل سياساتها بشكل كُلي وبشكل جذري وحتى تكون دولة مستقلة بسياساتها".
ورأى الرئيس السوري ان ما يحصل في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، مسيس ويهدف الى الضغط على حزب الله".
وقال الاسد "نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة.. هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفاً لأسباب سياسية. أعتقد ان كل ما يحصل هو مسيّس وهدفه الضغط على حزب الله في لبنان كما كان في البداية هدفه الضغط على سوريا بعد اغتيال الحريري مباشرة".
وقال الاسد ردا على سؤال عما اذا كان تلقى طلبات غربية بالتعاون في مجال مكافحة الارهاب، "حصلت عدة لقاءات مع أكثر من جهاز مخابرات لأكثر من دولة، ولكن كان جوابنا بأن التعاون الأمني لا يمكن أن ينفصل عن التعاون السياسي، والتعاون السياسي لا يمكن ان يتم عندما تقوم هذه الدول بأخذ مواقف سياسية معادية لسورية. هذا كان جوابنا بشكل واضح ومختصر".
وصرح الرئيس السوري بشار الاسد انه "ليس من السهل" تفسير ما يحصل في سوريا للأطفال، مشيرا الى ان اولاده "تأثروا" بالنزاع الذي هو "حديث يومي" في العائلة.
وقال الاسد ردا على سؤال عما غيره النزاع المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات في حياته الشخصية، "هناك أشياء لم تتبدل. أنا أذهب إلى العمل كما هي العادة، ونعيش في المنزل كما كنا نعيش سابقاً، والأطفال يذهبون إلى المدرسة، هذه الأشياء لم تتغير".
واضاف "من جانب آخر، هناك أشياء أصابت كل منزل سوري وأصابتنا نحن أيضاً، وهي الحزن الذي نعيشه بشكل يومي وفي كل ساعة لما نراه ونلمسه من خلال الآلام والضحايا وتخريب للمنشآت والمصالح والاقتصاد، كل هذه الأشياء أثرت علينا".
وتابع "لا شك ان الأطفال يتأثرون أكثر من الكبار في مثل هذه الحالات. ربما يكون هناك حالة من النضج المبكر لهذا الجيل الذي تكوّن وعيه خلال الأزمة. هناك أسئلة يطرحها الأطفال لا يمكن أن تسمعها في الظروف العادية حول لماذا نرى هذه الأشياء؟ لماذا هناك أشرار؟ لماذا هناك قتلى؟".
وقال الرئيس السوري "ليس من السهل أن تفسر للأطفال هذه الأشياء، لكنها تبقى أسئلة يومية وحديثا يوميا بين الأهل وأبنائهم، ونحن واحدة من هذه العائلات التي تناقش المواضيع نفسها".
3/5/140121
https://telegram.me/buratha