يلتقي اليوم السبت أعضاء الرباعية الدولية بشأن الشرق الأوسط لمناقشة التطورات الأخيرة في مفاوضات السلام الذي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وسيشارك في اللقاء أعضاء الرباعية الدولية - بالإضافة الى كيري، سكرتيرة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ومبعوث المجموعة لمنطقة الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير.
وفي ذات السياق صرّحت كاثرين آشتون اليوم الجمعة على اللقاء بقولها إن "هذا اللقاء يتم في وقت يطلب إتخاذ القرارات الصعبة والجريئة ,مضيفة ان الأرباح والفوائد من عقد السلام على الإسرائيليين والفلسطينيين هائلة".
وأشارت الى أنها تأمل "أنه بالتعاون بين الجميع سنستطيع بمساهمة تحويل هذه القرارات الى واقع لمواصلة العمل نحو اتفاق سلام من شأنه أن يضع حدا للصراع ويحقق الطموحات المشروعة لكلا الطرفين".
هذا ستقوم الإدارة الأمريكية قريبا بعرض إطار لاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين وبموجبه قد يتقبل الجانبين بعض التحفظات كأساس لاتفاق نهائي يأتي بحلول نهاية العام الحالي، هذا بموجب ما صرح به كبير المفاوضين لزعماء يهود في الولايات المتحدة.
ومن جهته قال مارتن إينديك، مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية إلى المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، أمام زعماء يهود أمس الخميس إنه سيبقى ضمن اتفاق الإطار ما بين 75% حتى 80% من المستوطنات تحت سيادة إسرائيل، وذلك من خلال عملية تبادل الأراضي، وأضاف إينديك أنه من خلال إنطباعه الشخصي فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يكره السماح للمستوطنين الذين يريدون البقاء كمواطنين ضمن الدولة.
وقال إينديك إن اتفاق "الإطار" سيعرض بين الجانبين في غضون الأسابيع القادمة، وأنه ستكون هناك "لا مفاجآت" للقادة الإسرائيليون والفلسطينيون، وفقا لأربعة أشخاص سمعوا هذه المحادثة الغير رسمية.
وتكلل ذلك بجهود إينديك ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالتشاور عن كثب مع قادة الحكومتين حتى تمكن فريق إينديك من صياغة الاتفاق.
ويتوقع إينديك أن يتقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعباس قبول الاتفاق، مع بعض التحفظات كأساس لاستمرار المفاوضات.
وقال إينديك إن قيام الولايات المتحدة في صياغة الإطار يسمح للزعماء أن يبعدوا عن القضايا الحساسة سياسيا. ويضيف وفق أحد المشاركين بالجلسة والذي نقل قوله:" قد تكون هناك أمور نحتاج لأن نقولها لأنه لا يمكن أن نقولها لهم بعد".
وعلى نطاق واسع، قال إنديك إن الاتفاق سوف يعالج قضايا: الاعتراف المتبادل، الأمن، تبادل الأراضي والحدود، والقدس واللاجئين، ونهاية الصراع وكافة المطالبات.
بعض القضايا الحساسة-ولاسيما وضع القدس-اتفاق الإطار المتعلق به من شأنه أن يكون غامضا، لكن اندك خاض في تفاصيل بعض القضايا والتي تفاجأ منها المشاركون.
ومن بينها كانت الترتيبات الأمنية للحدود بين الأردن والضفة الغربية: وقال انديك إنه سيتم إنشاء منطقة أمنية جديدة، وأسوار جديدة، وتركيب أجهزة استشعار واستخدام مركبات جوية بدون طيار.
وقال إنديك أيضا أن اتفاق الإطار سوف يتناول قضية تعويض اليهود من البلدان العربية، وكذلك تعويض اللاجئين الفلسطينيين – وهو طلب طال انتظاره من قبل بعض الجماعات المؤيدة لإسرائيل ولكن ذلك لم يتم تضمينها في أي وثيقة رسمية.
وقال إن الإطار سيصف إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي وفلسطين دولة قومية للشعب الفلسطيني، في إشارة إلى مطلب حكومة نتنياهو بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وقال إن اتفاق الإطار سوف يعالج مسألة التحريض والتعليم الفلسطيني من أجل السلام.
وأكد انديك أن كيري قد حذر بالفعل المشرعين الذين يتعاملون مع التمويل الأجنبي من أن الإطار قد يتطلب تمويل رئيسي من الولايات المتحدة، لاسيما الترتيبات الحدودية الجديدة بين الضفة الغربية والأردن، وإعادة نشر الجيش الإسرائيلي، والتعويض للاجئين من كلا الجانبين.
وقال أحد المشاركين إن انديك لا يزال يبدو ممتعضا، بسبب تقرير صحفي نشر في وقت سابق من هذا الشهر قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون فيه بأنه يرفض المقترحات الأمنية وإنها "لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه" وعلق انديك على هذا وقال إن هذا كان "إهانة بالغة" للولايات المتحدة والجنرال جون ألين، الذي عمل لعدة أشهر على المقترحات.
وقال أحد الأطراف المدعوون أن المبعوث الأمريكي قال أمام المشاركين أن الأطراف سيوافقون في نهاية المطاف على تمديد المفاوضات إلى ما بعد الفترة الزمنية المتفق عليها لمدة تسعة أشهر حتى أواخر تموز/يوليو. وقال إن الأطراف ستتفاوض حول الاتفاق النهائي مع حلول نهاية 2014.
كما وعد انديك المشاركين بأن من المتوقع أن يتم اعتماد اتفاق الإطار في الأسابيع المقبلة وسيعلن عنه من أجل الشروع في مناقشة عامة حوله.
وأعرب عن أمله أن تظهر المناقشة أن أغلبية الإسرائيليون والفلسطينيون يؤيدون خطة السلام-واعترف انديك أن معارضة شديدة من شأنها أن تصعب الاستمرار نحو التوصل لاتفاق نهائي.
8/5/140201
https://telegram.me/buratha