سوريا - لبنان - فلسطين

العملية الخاطفة التي استعادت جبل النعمات الاستراتيجي في سوريا

1252 18:39:00 2014-02-05

هي العملية الاكثر سرعة منذ بداية الحرب في سوريا والتي نفذتها وحدات الكوماندوس بالجيش السوري وحلفائه وأنتهت بالسيطرة على جبل النعمات الصعب خلال 4 ساعات، نزلت نتائجها كالصاعقة على جبهة النصرة ومجاميع الارهابيين التكفيريين في القلمون الحمصي والدمشقي وفي عرسال .

 تقع منطقة النعمات في سفوح السلسلة الشرقية للبنان داخل الاراضي السورية وجزء منها يقع في لبنان، ويطلق الصيادون في المنطقة اسم ( النعمات ) على كل الجبل الشرقي الممتد من منطقة حمص الى عرسال.

وتتميز هذا الجبال بوعورة تضاريسها وكثرة المغاور والمخابئ الطبيعية داخلها ، فضلا عن وجود تلال مرتفعة ووديان تشمل كل مساحتها، ما يجعل منها محمية طبيعية وعسكرية بامتياز استغلها مسلحو المعارضة السورية منذ بداية الحرب في سوريا حيث كانت هذه الجبال ملجأ الكتائب المسلحة الاتية نحو القصير والذاهبة باتجاه دمشق.

وشكل هذا الجبل منطقة ممر آمنة للارهابيين من كل الجنسيات من لبنان الى سوريا خصوصا الارهابيين المتواجدين في عرسال، ومنه كانت تتزود القصير والمنطقة الوسطى بالسلاح الاتي من لبنان، وعبره.

 انسحب الارهابيون الذين فروا من القصير يوم 5 حزيران عام 2012، وهؤلاء تم إعطاؤهم ممرا آمنا عبر قرية الحمرا باتجاه النعمات ، بعدما ابلغوا عبر الراديو قرارهم بالانسحاب من القصير، وانسحبوا دون تنسيق داخلي وفي ظل فوضى عارمة.

حافظت الكتائب المسلحة على تواجد قوي في النعمات خصوصا في المنطقة المقابلة لسهل القاع حيث استخدمت احد الوديان في عمليات اطلاق صليات الصواريخ على الهرمل، وفي محاولات التسلل الى القصير عبر بلدة جوسية الحدودية مع لبنان .

ماذا جرى ليل 1 شباط؟

بتاريخ 16 الشهر الماضي وتزامنا مع عملية الانتحاري الاول في مدينة الهرمل شنت مجاميع المعارضة (السورية واللبنانية) هجوما واسعا على منطقة جوسية انطلاقا من جبال النعمات ، وبعد تعرضهم لكمين محكم على بعد 7 كلم من القصير عند مشارف قرية العاطفية انسحب الارهابيون من المنطقة الجبلية في النعمات متوجهين شرقا الى الداخل السوري في البادية بعد الخسائر التي تكبدوها على مشارف العاطفية وفشل هجومهم الكبير للوصول الى ريف القصير ، الذي تبين أنه جرى التحضير له منذ أسابيع عديدة ، وكان الانسحاب فوضويا مثخنا بالهزيمة فقدوا خلاله مجموعة كبيرة من "الانغماسيين".

كان التراجع ضروريا لإعادة لملمة الصفوف وتنظيمها قبل العودة الى تلال النعمات وراهنت قيادات المسلحين التي تحظى بنصائح وتعاون في عملها العسكري من أجهزة محلية وإقليمية عديدة، راهنت على عدم قدرة الجيش السوري وحلفائه على الدخول والتموضع في جبال النعمات، الصعبة بسبب تضاريسها ووجود البرد القارس فضلا عن العاصفة الثلجية التي كان ينتظرها الجميع في المنطقة.

 كما ان أية عملية من هذا النوع تحتاج لعتاد وعناصر وتموين يحتاجها الجنود فضلا عن الحاجة لشق طرقات طويلة وصعبة ، ما جعل الطرف المعارض مطمئنا الى الوضع في المنطقة ، غير ان حسابات بيدر جبهة النصرة لم تلائم حسابات خبرة القتال لدى الطرف الآخر وجرأته في الاماكن الصعبة والبعيدة.

ليل 28 كانون ثاني كان موعد دخول المنطقة بعمق 27 كلم وطول 7 كلم بحيث تصبح مواقع الارهابيين عمليا في الصحراء، بينما يصل الجيش وحلفاؤه الى نقطة قريبة جدا من عرسال في المناطق الجبلية الوعرة.

كانت الخطة محكمة للتمكن من على التلال الاستراتيجية في الجبل، والتي يمكن تأمين التواصل فيما بينها بالغطاء الناري والتواصل مع خارج الجبل ، وكانت المهمة الاخطر هي القدرة على التثبيت بعد ان يكتشف الارهابيون التكفيريون ان الجبل ليس خاليا بل دخله عدوهم وعليهم المبادرة بالهجوم حتى لا يتمكن الجيش وحلفاؤه من تثبيت المواقع في التلال التي دخلوا اليها، وهذا ما حصل كما توقع الجيش وحلفاؤه.

تزامنا مع التفجير الانتحاري الثاني في الهرمل في بداية شهر شباط والذي وقع بعد غروب الشمس بدأ مئات الارهابيين هجوما باتجاه جبل النعمات لمنع الجيش السوري وحلفائه من تثبيت مواقعهم في المنطقة التي دخلوها بليلة غفلة دون قتال.

تقدم الارهابيون الى داخل المنطقة حيث نصبت لهم عدة كمائن خسروا فيها عشرات الارهابيين وعلى عكس هجوم العاطفية لم تدم المعركة اكثر من خمس ساعات ، انكفأ على اثرها ما تبقى من الارهابيين الى داخل الصحراء بين مثلث الشام حمص البادية، وبذلك خرجت جبال النعمات عن سيطرتهم وأصبح من الصعب عليهم قصف الهرمل، و تضاءلت امكانياتهم في الوصول الى مشارف جوسيه، وبالتالي أصبحت القصير أبعد عليهم..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك