نشر موقع "المنار" الإخباري ما وصفه بالعملية الأكثر سرعة منذ بداية الحرب في سورية التي نفذتها وحدات الكوماندوس في الجيش العربي السوري، وأدت إلى السيطرة على جبل النعمات الصعب خلال أربع ساعات نزلت نتائجها كالصاعقة على "جبهة النصرة" والمجموعات التكفيرية في القلمون الحمصي والدمشقي وفي عرسال.
وقال الموقع: تقع منطقة النعمات في سفوح السلسلة الشرقية للبنان داخل الأراضي السورية وجزء منها يقع في لبنان، ويطلق الصيادون في المنطقة اسم (النعمات) على كل الجبل الشرقي الممتد من منطقة حمص إلى عرسال.. وتتميز هذا الجبال بوعورة تضاريسها وكثرة المغاور والمخابئ الطبيعية داخلها، فضلا عن وجود تلال مرتفعة ووديان تشمل كل مساحتها، ما يجعل منها محمية طبيعية وعسكرية بامتياز استغلها مسلحو المعارضة السورية منذ بداية الحرب في سورية حيث كانت هذه الجبال ملجأ الكتائب المسلحة الآتية نحو القصير والذاهبة باتجاه دمشق. وشكل هذا الجبل منطقة ممر آمنة للمسلحين من كل الجنسيات من لبنان إلى سورية خصوصا المسلحين المتواجدين في عرسال، ومنه كانت تتزود القصير والمنطقة الوسطى بالسلاح الآتي من لبنان، وعبره انسحب المسلحون الذين فروا من القصير يوم 5 حزيران عام 2012، وهؤلاء تم إعطاؤهم ممرا آمنا عبر قرية الحمرا باتجاه النعمات ، بعدما أبلغوا عبر الراديو قرارهم بالانسحاب من القصير، وانسحبوا دون تنسيق داخلي وفي ظل فوضى عارمة.
وأضاف الموقع: حافظت الكتائب المسلحة على تواجد قوي في النعمات خصوصا في المنطقة المقابلة لسهل القاع، حيث استخدمت أحد الوديان في عمليات إطلاق صليات الصواريخ على الهرمل، وفي محاولات التسلل إلى القصير عبر بلدة جوسية الحدودية مع لبنان، متسائلاً: ماذا جرى ليل 1 شباط؟!..
وبيّن الموقع أنه بتاريخ 16 الشهر الماضي وتزامنا مع عملية الانتحاري الأول في مدينة الهرمل شنت مجموعات المعارضة (السورية واللبنانية) هجوما واسعا على منطقة جوسية انطلاقا من جبال النعمات، وبعد تعرضهم لكمين محكم على بعد 7 كم من القصير عند مشارف قرية العاطفية انسحب المسلحون من المنطقة الجبلية في النعمات متوجهين شرقا إلى الداخل السوري في البادية بعد الخسائر التي تكبدوها على مشارف العاطفية وفشل هجومهم الكبير للوصول إلى ريف القصير الذي تبين أنه جرى التحضير له منذ أسابيع عديدة، وكان الانسحاب فوضويا مثخنا بالهزيمة فقدوا خلاله مجموعة كبيرة من "الانغماسيين".
وأضاف: كان التراجع ضروريا لإعادة لملمة الصفوف وتنظيمها قبل العودة إلى تلال النعمات وراهنت قيادات المسلحين التي تحظى بنصائح وتعاون في عملها العسكري من أجهزة محلية وإقليمية عديدة، راهنت على عدم قدرة الجيش السوري وحلفائه على الدخول والتموضع في جبال النعمات الصعبة بسبب تضاريسها ووجود البرد القارس، فضلا عن العاصفة الثلجية التي كان ينتظرها الجميع في المنطقة. كما أن أية عملية من هذا النوع تحتاج لعتاد وعناصر وتموين يحتاجها الجنود فضلا عن الحاجة لشق طرقات طويلة وصعبة، ما جعل الطرف المعارض مطمئنا إلى الوضع في المنطقة، غير أن حسابات بيدر "جبهة النصرة" لم تلائم حسابات خبرة القتال لدى الطرف الآخر وجرأته في الأماكن الصعبة والبعيدة.
ليل 28 كانون الثاني كان موعد دخول المنطقة بعمق 27 كم وطول 7 كم بحيث تصبح مواقع المسلحين عمليا في الصحراء، بينما يصل الجيش وحلفاؤه إلى نقطة قريبة جدا من عرسال في المناطق الجبلية الوعرة.
وتابع الموقع: كانت الخطة محكمة للتمكن من على التلال الإستراتيجية في الجبل، والتي يمكن تأمين التواصل فيما بينها بالغطاء الناري والتواصل مع خارج الجبل، وكانت المهمة الأخطر هي القدرة على التثبيت بعد أن يكتشف المسلحون التكفيريون أن الجبل ليس خاليا بل دخله عدوهم وعليهم المبادرة بالهجوم حتى لا يتمكن الجيش وحلفاؤه من تثبيت المواقع في التلال التي دخلوا إليها، وهذا ما حصل كما توقع الجيش وحلفاؤه.
وقال: تزامنا مع التفجير الانتحاري الثاني في الهرمل في بداية شهر شباط والذي وقع بعد غروب الشمس بدأ مئات المسلحين هجوما باتجاه جبل النعمات لمنع الجيش السوري وحلفائه من تثبيت مواقعهم في المنطقة التي دخلوها بليلة غفلة دون قتال.
وأضاف: تقدم المسلحون إلى داخل المنطقة حيث نصبت لهم عدة كمائن خسروا فيها عشرات المقاتلين، وعلى عكس هجوم العاطفية لم تدم المعركة أكثر من خمس ساعات، انكفأ إثرها ما تبقى من المسلحين إلى داخل الصحراء بين مثلث الشام حمص البادية، وبذلك خرجت جبال النعمات عن سيطرتهم وأصبح من الصعب عليهم قصف الهرمل، وتضاءلت إمكانياتهم في الوصول إلى مشارف جوسيه، وبالتالي أصبحت القصير أبعد عليهم.
18/5/140207
https://telegram.me/buratha