اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بغداد امس ان الموقف الامريكي مما يحدث في سوريا وربط التغلب على الارهاب برحيل الرئيس بشار الاسد، يشجع “المتطرفين” و”التنظيمات الارهابية” في هذا البلد, في الوقت الذي يستعد فيه الاوروبيون للتصويت على مسودة قرار حول سوريا بمجلس الامن اليوم الجمعة ترمي لتعزيز عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجونها، لكن من غير الواضح ما إن كانت روسيا والصين ستؤيدان نص القرار أم سترفضانه.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي “لدينا والامريكيين جملة من الآليات، وخلال هذه الاليات نحن نتعاون في عدد من القضايا وبينها مكافحة الارهاب”.
لكنه اضاف “يقول شركاؤنا انه لن نتغلب على الارهاب في سوريا طالما يبقى الرئيس الاسد في السلطة”.
وراى لافروف ان هذا الموقف الامريكي “يتلخص في تشجيع المتطرفين الذين يمولون الارهاب ويمدون المجموعات والتنظيمات الارهابية بالسلاح، وفي النهاية لا يؤدي الا الى تصاعد الصراع السوري”.
وتطرق لافروف الى الطلب من مجلس الامن الدولي التصويت على مشروع قرار حول الوضع الانساني في سوريا والذي لم توافق عليه روسيا حتى الان ما قد يعرضه للفيتو الروسي، ملمحا الى استمرار معارضة بلاده لهذا القرار.
وقال ان “الموقف من تسليم المساعدات الانسانية يعتمد ليس على رغبتنا في ارضاء اية حكومة، سواء كانت الحكومة السورية او في بلد اخر، بل على القانون الدولي الانساني”.
ومن المقرر ان يتم التصويت على النص الذي كان مدار مفاوضات مكثفة مع موسكو، اليوم الجمعة، وقد قدمت المشروع استراليا ولوكسمبورغ والاردن ويحظى بدعم خصوصا من قبل لندن وواشنطن وباريس.
ويطلب نص القرار “من جميع الاطراف وخصوصا السلطات السورية السماح وبدون تأخير بممر انساني سريع وامن وبدون عوائق لوكالات الامم المتحدة وشركائها بما، في ذلك عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود”.
ووفرت روسيا والصين درعا واقية لسوريا في مجلس الأمن الدولي خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات وعرقلتا ثلاثة قرارات تدين الحكومة السورية وتهددها بإجراءات عقابية.
يأتي ذلك بينما تستمر المعارك العنيفة في محيط بلدة يبرود في منطقة القلمون شمال دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في رسائل الكترونية متتالية ان “اشتباكات عنيفة” تدور بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي كتائب معارضة في مدينة يبرود ومنطقة ريما المجاورة، مشيرا الى انباء عن “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.
وذكرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات من جهتها ان “الجيش العربي السوري عزز تقدمه في محيط مدينة يبرود ذات الموقع الاستراتيجي مقترباً من السيطرة عليها”.
من جهة ثانية، قال المرصد ان القوات النظامية قصفت مدينة داريا جنوب غرب دمشق بالمدفعية والبراميل المتفجرة. وفي محافظة حلب، قتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية واصيب اكثر من عشرين آخرين بجروح، بحسب المرصد، “اثر تفجير مقاتل من جبهة النصرة عربة مفخخة عند الباب الرئيسي لسجن حلب المركزي وتفجير مقاتلين اخرين نفسيهما بالقرب من مبنى السرية داخل السجن”.
في محافظة درعا (جنوب)، افاد المرصد عن قصف على مدينة جاسم تسبب بمقتل طفلين وشاب. كما استهدف الطيران المروحي مدينة انخل في ريف درعا بالبراميل المتفجرة، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية التي اشارت الى قصف وغارات في مناطق اخرى في المحافظة.
10/5/140221
https://telegram.me/buratha