كتب المحلل العسكري الاسرائيلي روؤبين بدهستور في صحيفة هآرتس الصهيونية ما يلي:
إن الانباء السيئة هي أن التقدير المُحدث في جهاز الامن يقول إنه اذا نشبت حرب في الشمال فسيطلق من لبنان في كل يوم ما بين 3 آلاف صاروخ الى 4 آلاف. وغير قليل منها قادر على الوصول الى غوش دان. والانباء التي هي اسوأ أن الجيش الاسرائيلي ليس عنده حل دفاعي في مواجهة هذا العدد من القذائف الصاروخية.
ماذا نفعل اذا؟ إن خطط الجيش الاسرائيلي العملياتية تتناول احتلال جنوب لبنان وهو منطقة يحتشد فيها نحو من 80 بالمئة من مقاتلي حزب الله. وعلى حسب التقدير ستكون مدة احتلال منطقة الجنوب اسبوعا يتضاءل في اثنائها بقدر ما معدل اطلاق الصواريخ على الجبهة الاسرائيلية الداخلية. وستمر ثلاثة اسابيع اخرى حتى ينهي الجيش الاسرائيلي "تطهير" منطقة الجنوب من قواعد اطلاق الصواريخ. وقد بنى حزب الله منذ 2006 سلسلة قيادات تحت الارض لا يمكن اصابتها من الجو.
اشتمل اجراء بدء حرب لبنان الثانية على قصف دقيق وعلى قضاء على جزء كبير من الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله. ولن يستطيع سلاح الجو الاسرائيلي في الحرب التالية أن يكرر ذلك لأن حزب الله تعلم درس 2006 فنشر الصواريخ البعيدة المدى في نحو من 200 قرية وبلدة بعضها في مركز لبنان وفي شمالها بعيدا عن منطقة الجنوب
. وفي كل قرية سيطر رجال المنظمة على خمسين بيتا على الاقل وصادروا طابقا أو اثنين وضعوا الصواريخ فيها. أي أن اسرائيل حتى في الحالات التي يملك فيها الجيش الاسرائيلي معلومات استخبارية دقيقة عن المكان، ستواجه معضلة شديدة وهي هل تقصف مئات البيوت مع سكانها لاصابة الصواريخ؟.
وفيما يتعلق بالصواريخ القصيرة المدى فهي منتشرة في انحاء جنوب لبنان. ولا يمكن القضاء على عشرات آلاف قواعد اطلاق هذه الصواريخ من الجو. وفي يد حزب الله في الحاصل العام نحو من 70 ألف صاروخ وهذا مخزون يُمكن المنظمة من الحفاظ على معدل اطلاق مرتفع مدة طويلة. ويجب أن نتذكر أن حزب الله نجح في خلال حرب لبنان الثانية في اطلاق صواريخ مدة شهر.
إن هذه المعطيات تثير علامة سؤال عن سياسة جهاز الامن الحالية فيما يتعلق بالحماية من اطلاق الصواريخ. يطور في رفائيل زيادة على القبة الحديدية منظومة العصا السحرية الذي يفترض أن تعترض صواريخ مداها يتعدى شيئا ما تستطيع القبة الحديدية اعتراضه. والمشكلة هي أن ثمن الصاروخ الواحد من العصا السحرية يبلغ نحوا من 3.5 مليون شيكل.
ويستطيع الجيش الاسرائيلي بهذا الثمن أن يشتري عددا محدودا من الصواريخ إلا اذا أرادوا استعداد الميزانية كلها لشراء صواريخ دفاع. أي أنه اذا كانت منظومة العصا السحرية نافعة جدا فقد ينشأ وضع يفرغ فيه الاحتياطي من الصواريخ الدفاعية في خلال يوم قتال واحد أو يومين اذا تناولنا معدل الاطلاق للصواريخ الذي يتوقعه جهاز الامن.
ويصح ذلك ايضا على القبة الحديدية فثمن الصاروخ الواحد من هذه المنظومة نحو من 350 ألف شيكل. وإن عدد صواريخ القبة الحديدية التي يشتريها الجيش الاسرائيلي معطى سري، لكن من الواضح أن الحديث عن عدد محدود من الصواريخ. إن نصب منظومة القبة الحديدية في الشمال سيضيف في الحقيقة قدرة ما على الاعتراض لكن قد يفرغ احتياطي صواريخها في يوم واحد أو اثنين. وكل ذلك صحيح اذا نشبت الحرب بعد أن ينتهي تطوير العصا السحرية بنجاح وبعد أن تستوعب هذه المنظومات الدفاعية مع صواريخها في سلاح الجو وتنصب لتواجه صواريخ حزب الله. لكن ماذا سيحدث اذا نشبت الحرب قبل ذلك؟.
والانباء الطيبة هي أن حسن نصر الله الذي يشارك قسم كبير من مقاتلي نخبته في الحرب في سوريا غير معني بحرب وبتصعيد فيجب أن نأمل ألا يغير رأيه.
https://telegram.me/buratha