وقال حمادة في تقرير نشره موقع "المنار" الإخباري: إن الجيش السوري أخطر وجهاء من مدينة حمص على تواصل مع المسلحين المحاصرين أنه قرر دخول الأحياء المحاصرة التي تشكل المدينة القديمة وهي تمتد من الجامع الكبير إلى السوق المسقوف إلى حي بستان الباشا وحي القرابيص، فضلاً عن جزء من حي جورة الشياح وهذا القرار لا رجعة عنه حتى لو اضطر إلى القضاء على كل من فيه.
وأضاف حمادة: في هذه الأحياء، بعد أن وصلت المجموعات المسلحة داخل الأحياء القديمة إلى حالة يأس كبيرة جراء الأوضاع المزرية التي يعيشونها في طل حصار خانق أفقدهم الطعام والذخائر وجعل مسألة بقائهم ضمن حمص القديمة معدودة بالأيام.
مصادر مقربة من ملف المفاوضات التي تجري حول حمص منذ سنة تقريبا قالت: إنه يوجد في الأحياء القديمة بين 700 و900 مسلح غالبيتهم من السوريين من ريف حمص الغربي والريف الجنوبي وبعضهم من بابا عمرو وهؤلاء يشكلون الفريق الذي بايع "داعش" داخل الأحياء القديمة لحمص بينما تنقسم المجموعات الأخرى بين الولاء لـ"جبهة النصرة"، وآخرون "للحر" بينما يحشد عبد الباسط السارًوت حوله بقايا كتيبة الفاروق التي تجمع عناصر من أحياء حمص.
وتقول المصادر إن المفاوضات بدأت منذ حوالي سنة بين المحافظ ووجهاء من حمص تولوا عملية نقل الرسائل ببن المسلحين والدولة، وشارك في هذه الوساطات لجان مصالحة أهلية كان على رأسها طراد الملحم شيخ عرب الملحم الذين يسيطرون على البادية وطريق حمص دير الزور.
وكان الملحم ممثلا بأشخاص داخل هذه اللجان، والمعلومات أن الخلاف ما زال حول بند السلاح الذي يصر المسلحون على إخراجه معهم، فيما يريد الجيش السوري خروجهم من دون سلاح وهذا البند شكل العقبة الأخيرة حسب مصادر في لجان المصالحة التي تبدو أيضاً على تباين في تفسير موقف المسلحين، فالبعض قال لنا إن المسلحين لم يعد أمامهم خيارات كثيرة وهم أصبحوا على شفير الجوع بينما قال لنا آخرون إن المسلحين يريدون الذهاب إلى أكثر من جهة وأغلبيتهم يرفضون فكرة الذهاب إلى تلبيسة والرستن حيث تتواجد مجموعات تابعة للنصرة ولحمزة الشمالي التي لم تساعدهم في الحصار ولن ترحب بهم منافسا لها في مناطق نفوذها. وتريد بعض المجموعات التوجه نحو منطقة الدار الكبيرة ودار عزو في الريف الشمالي لحمص وتريد مجموعات أخرى أن يسمح لها بالتوجه نحو حي الوعر الواقع تحت سيطرة المعارضة على مداخل مدينة حمص وهذا ما رفضه الجيش السوري رفضا قاطعا، ويعتبر الوعر من المناطق الجديدة في حمص ويقع على تخومه المشفى العسكري، وتفيد المعلومات أنه تم تحديد خط الانسحاب عبر طريق من حي القرابيص باتجاه تلبيسة وفي وقت تعلم فيه الجماعات المسلحة أن إمكانيات صمودها في حمص القديمة قاربت على النهاية تستعجل الدولة إيجاد حل بسبب الأهمية الإستراتيجية لتأمين حمص أمنيا وعسكريا بحيث تصبح مركز انطلاق ودعم وإسناد للجيش السوري التي يخوضها شمالا وفي التوجه نحو الشرق باتجاه البادية حيث تقاطع طرق دير الزور والرقة وطريق العراق. كما سيستفيد الجيش السوري من انتصار حمص في معركة ريف دمشق حيث يمكنه نقل عديد وعتاد إلى الريف الدمشقي والارتياح من معضلة حمص التي أدى سقوط أحياء منها وأريافها إلى تقطيع أوصال خطوط إمداد الجيش في العام 2012 وها هي بتحريرها تشتت أوصال الجماعات المسلحة وينتظر أن تبدأ عملية انسحاب المسلحين خلال الأيام المقبلة في حال لم تعترضها مفاجآت وعراقيل غير محسوبة.
https://telegram.me/buratha