خطا الجيش السوري خطوة كبيرة نحو سجن حلب المركزي المحاصر منذ أكثر من عام بسيطرته الكاملة على نقطة دوار البريج ومنطقة البريج جنوب السجن، في نقطة تتوسط المسافة بين السجن ومستشفى الكندي الذي كان مسلحون متشددون فجروه عن طريق شاحنتين مفخختين قبل عدة أشهر، فاتحاً بذلك جبهة جديدة، ومحوراً جديداً لعملياته شمال حلب، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في العامرية والراموسة في الجنوب الغربي للمدينة
وتشهد محاور القتال في حلب معارك عنيفة إشتدت بعد ظهر أمس الأثنين، وذلك حسبما تحدثت مصادر المعارضة السورية و المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتشير المعلومات إلى انّ وحدات الجيش تستكمل عمليتها العسكرية في المدينة، خصوصاً في الجزء الشرقي بعد ان سيطرة على قرية “البريج” ومرتفعاتها المشرفة بشكل مباشر على “سجن حلب المركزي” و “مستشفى “الكندي”، حيث بات يبعد الجيش أمتاراً عن السجن المحاصر منذ أكثر من عام. وتزامن ذلك مع إستلاء الجيش على أضخم مصنع لتصنيع المدافع والقذائف في المنطقة.
وتتركز المعارك من المحور الممتد من المدينة الصناعية حتى السجن المركزي، بعد أن توغل الجيش في عمق المنطقة، حيث تشير المعلومات إلى انّ الجيش بات يبعد اقل من 600 متر على السجن. وتشهد المصانع والمعامل في المدينة الصناعية أعنف المعارك حيث يحاول المسلحون صد هجوم الحيش.
وبالتوازي مع ذلك، أفادت مصادر المعارضة السورية انّ نحو 21 مسلحاً معارضاً، بالاضافة إلى 30 جندياً سورياً، قد قتلوا في “معارك ضارية” في حلب الأثنين، وفق ما أفاد هؤلاء.
وتتركّز المعارك في منطقة “الليرمون”، حيث أشارت المعلومات، إلى انّ الجيش إستطاع السيطر على عدد من الكتل شمال ضاحية غربي الزهراء في الليرمون في حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنه بالإضافة إلى قتلى المعارضة، فإن 30 جنديا على الأقل قتلوا أو جرحوا في المعارك الدائرة في حلب.
.
كما سجل الجيش تقدماً في المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وسط هدوء حذر يسود جبهة الليرمون – الزهراء وانخفاض ملحوظ لحدة المعارك في محيط مبنى الاستخبارات الجوية.
وأكد مصدر ميداني، لـ”السفير”، أن سيطرة الجيش السوري على البريج تعني سقوط المنطقة المحيطة بالسجن إستراتيجياً، وبالتالي تبقى مسألة الوصول إلى السجن، الذي يبعد نحو كيلومتر واحد مسألة وقت، مشيراً إلى أن قيادة شرطة حلب أعدت كادر حماية كاملاً للسجن لإرساله لاستبدال طاقم الحماية الموجود داخله منذ نحو عام، وهو ينتظر وصول الجيش إلى السجن ليتم ذلك، كما تم إعداد شحنات من المواد الطبية والغذائية لإيصالها إلى السجن فور فك الحصار عنه. وأشار إلى أن عناصر حماية السجن تبادلوا الإشارات مع عناصر الجيش الذي تمركز على تلة إستراتيجية في البريج، عن طريق إلقاء قنابل دخانية، رد عليها الجيش بالمثل.
وفي المدينة الصناعية في الشيخ نجار، تقدم الجيش السوري ببطء داخل المدينة، الذي استمرت عملياته العسكرية فيها رغم قيام المسلحين بفتح عدة جبهات في حلب بشكل متزامن، حيث تمكن الجيش من السيطرة على منطقتين مهمتين وجزء كبير من مناشر الحجر.
19/5/140506