سوريا - لبنان - فلسطين

الجيش اللبناني يسيطر على معقل المسلحين الاسلاميين في طرابلس

1502 10:39:09 2014-10-29

سيطر الجيش اللبناني الاثنين على معقل المسلحين الاسلاميين في حي باب التبانة في مدينة طرابلس (شمال) بعد ثلاثة ايام من المعارك حولت هذا الحي الفقير الى منطقة منكوبة غادرها الاف المدنيين.

وقتل في المعارك التي بدات الجمعة في وسط المدينة وامتدت الى محيطها وسرعان ما تركزت في حي باب التبانة ذي الغالبية السنية، 11 عسكريا وخمسة مدنيين، واوقف الجيش اكثر من 160 مسلحا.

وفي موقف لافت، اعربت الولايات المتحدة عن دعمها للبنان "الذي يبكي جنودا وضباطا سقطوا وهم يدافعون عن لبنان من مجموعات ارهابية"، كما اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي.

واضافت المتحدثة ان واشنطن "تشيد ايضا بشجاعة افراد القوات المسلحة اللبنانية الذين يعملون على حفظ الامن في طرابلس وعكار لكل السكان".

وشهدت طرابلس منذ ثلاث سنوات سلسلة مواجهات دامية على خلفية النزاع السوري، بين سنة متعاطفين مع المعارضة السورية وعلويين مؤيدين للرئيس بشار الاسد، لكنها المرة الاولى التي تدور فيها معارك بهذا العنف في وسط "عاصمة الشمال" بين الجيش والمسلحين المعارضين للنظام السوري.

وتسببت المعارك التي استمرت حتى ليل الاحد الاثنين باحتراق عشرات المنازل والمتاجر في وسط طرابلس وفي باب التبانة حيث يعيش اصلا مئة الف شخص، نزح معظمهم الى قرى مجاورة او الى مدارس.

وقال متحدث عسكري لوكالة فرانس برس ان "الجيش سيطر على منطقة حي باب التبانة"، فيما اصدرت قيادته بيانا اكدت فيه ان وحدات من الجيش "تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية في مدينة طرابلس ومحيطها"، وقد "تمكنت من دخول آخر معقل للجماعات الارهابية المسلحة في منطقة باب التبانة".

وافاد مراسل فرانس برس في المدينة ان قوات من الجيش دخلت الحي وبدأت بتمشيطه وتنفيذ عمليات دهم وضبط اسلحة وتفكيك الغام تركها المسلحون.

وتم العثور في المنطقة، بحسب الجيش الذي دعا المسلحين الفارين الى تسليم انفسهم، "على مخازن أسلحة ومعمل لتصنيع المتفجرات".

وحي باب التبانة فقير جدا، والابنية والمساكن فيه عشوائية بمعظمها ومتلاصقة.

وبعد ثلاثة ايام من المعارك العنيفة التي استخدم فيها الجيش المدفعية الثقيلة، بدا الحي وكانه اشبه بمنطقة منكوبة، وتوزعت على احد مداخله السيارات المحترقة، وتصاعد الدخان من ازقته، وخلت معظم منازله من سكانها.

واعلنت السلطات اللبنانية ان المدارس والجامعات في طرابلس مغلقة الاثنين بسبب الوضع الامني.

في مدرسة الميناء، تنتظر ام محمد جعبوري (72 عاما) التي ارتدت قميص نوم ازرق ووضعت حجابا ابيض على راسها، مع حفيدها بفارغ الصبر العودة الى منزلها الذي لم تغادره من قبل رغم جولات المعارك الكثيرة التي شهدها الحي.

وقالت لفرانس برس "انا لم اغادر التبانة حتى في وقت الحرب الاهلية، ولكن هذه المرة اضطررت لترك منزلي مع أحفادي الخمسة الذين اقوم برعايتهم، بسبب وجود والدهم في السجن".

واضافت "المعارك كانت عنيفة جدا. انتشر المسلحون داخل المنازل وعلى اسطح المباني وكانوا يطلقون الرصاص على الجيش الذي كان يرد عليهم باطلاق القذائف، وقد اصيبت شقة سكنية في المبنى المقابل لنا واحترقت، وبدا الدخان يدخل الى منزلنا".

وتابعت "ساعود اليوم الى منزلي بعد دخول الجيش، واتمنى الا اغادره ابدا".

ويصف الجيش المسلحين في طرابلس ب"المجموعات الارهابية". وبحسب مصادر السكان ومسؤولين محليين ومصادر امنية، تضم هذه المجموعات اسلاميين بعض قادتها مرتبط ب"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

واصدر هذا التنظيم المتطرف خلال الساعات الماضية سلسة بيانات هدد فيها، ردا على معارك طرابلس، باعدام فجر الاثنين احد الجنود اللبنانيين الذين يحتجزهم رهائن منذ آب/اغسطس.

لكنه اعلن في بيان مساء الاثنين عن "ايقاف تنفيذ حكم القتل" بحق الجندي بعد عودة الهدوء الى طرابلس، مشيرا في الوقت ذاته الى استئناف مفاوضات تدور حول اطلاق سراح جنود وعناصر امن لبنانيين محتجزين لديه "مقابل اطلاق سراح اسرى من سجن رومية"، في اشارة الى سجناء اسلاميين في السجن اللبناني علما ان السلطات اللبنانية ترفض المقايضة.

وتحتجز الجبهة وتنظيم الدولة الاسلامية 27 جنديا وعنصرا في قوى الامن خطفتهم من بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سوريا بعد معركة بين الجيش اللبناني ومسلحين متطرفين وصلوا من سوريا ومن داخل مخيمات للاجئين السوريين في عرسال. وكان عددهم ثلاثين، الا ان التنظيمين قتلا ثلاثة عسكريين منهم.

ويقوم الجيش اللبناني منذ معارك عرسال بمداهمات يومية بحثا عن مطلوبين خصوصا في الشمال.

ووقعت معارك طرابلس بعد يوم من اعتقال الجيش في منطقة الضنية القريبة "خلية ارهابية" تضم لبنانيا متورطا في قطع راس احد الجنود الثلاثة وتجنيد عسكريين للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وذلك خلال مداهمة اسفرت كذلك عن مقتل ثلاثة مسلحين.

وخلال الاسابيع الماضية، اعلن خمسة جنود سنة يتحدرون من الشمال في تسجيلات مصورة انشقاقهم عن الجيش وانضمامهم الى جبهة النصرة او تنظيم الدولة الاسلامية.

وتاتي هذه التطورات وسط اتهامات من بعض الاوساط السنية للجيش اللبناني بغض الطرف عن حزب الله الشيعي الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري داخل سوريا ويتنقل عبر الحدود بسلاحه، في حين يستهدف المجموعات السنية.

بعد ساعات على توقف المعارك، اشار مراسل فرانس برس الى ان الحياة في طرابلس عموما بدات تستعيد وتيرتها الطبيعية مع فتح بعض المحلات التجارية ابوابها.

وقال خالد بريص (35 عاما) الذي غادر باب التبانة وسط المعارك، من المدرسة التي لجأ اليها في منطقة الميناء في طرابلس "نحن دائما ندفع الثمن".

واضاف "كلمة +نازحين+ تزعجنا، فانا من الاشخاص الذين استضافوا عائلة سورية نازحة في منزله قبل عامين لمدة شهر، فهل يعقل ان اصبح نازحا في بلدي؟".                                                                

1/5/141029

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك