تتجه أزمة اللاجئين السوريين نحو منعطف خطير في ظل شح الأموال المقدمة للمنظمات الدولية، وتقول الأمم المتحدة إنها أعدت خطة لتكثيف نشاطاتها الإنسانية في مدينة حلب.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، انتونيو غوتيريس الخميس 26 فبراير/شباط إن أزمة اللاجئين السوريين بلغت منعطفا خطيرا.
وطالب غوتيريس الدول الأوروبية والخليجية أن تكون أكثر سخاء وحفاوة باللاجئين السوريين.
وأشار إلى أن نحو 4 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار باتوا يشكلون أكبر عدد من اللاجئين تحت رعاية المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف أن نحو مليوني سوري دون 18 عاما مهددون بأن يشكلوا جيلا ضائعا، مشددا على أن القضية تتجه نحو منعطف خطير.
يذكر أن منظمات الأمم المتحدة اضطرت لتقليص مساعدتها لملايين المدنيين بسبب المشاكل المادية.
وفي جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي الخميس لبحث الأوضاع الإنسانية في سوريا قالت كيونغ وا كانغ، منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة الطارئة، إن "الوكالات الإنسانية أعدت خطة لإيصال مزيد من المساعدات إلى شرق حلب أملا أن يتم تجميد القتال هناك".
وتابعت قائلة: "نخطط لتوفير المواد الغذائية الضرورية وغيرها من المؤن، إضافة إلى إعادة عمل المرافق العامة، بما في ذلك توفير الكهرباء وعمل شبكات الصرف الصحي، وإزالة الركام وإعادة الأطفال إلى مدارس، وترميم المنازل المتضررة".
وأفادت المنسقة بأن المعونات التي تنقلها الوكالات الإغاثية إلى حلب غير كافية لتخفيف معاناة السكان، مضيفة أن "الأمم المتحدة ستنتهز كل فرصة متاحة، بما في ذلك تجميد أعمال القتال، لتوسيع عملياتها الإنسانية".
ويصل المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا الجمعة 27 فبراير/شباط إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين في إطار مهمته إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
وذكرت مصادر صحفية سورية، أنه سيتم تدارس مبادرة دي ميستورا بشأن "تجميد القتال" في مدينة حلب مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وكان دي ميستورا أعلن في منتصف شهر فبراير/شباط أن الحكومة السورية أبدت استعدادها لتعليق قصفها الجوي والمدفعي لمواقع مسلحي المعارضة في حلب لمدة 6 أسابيع، مؤكدا أنه سيطلب من قوات المعارضة بالمقابل التوقف عن إطلاق القذائف والصواريخ.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى الأربعاء برلمانيين فرنسيين، وأبدى دعمه لمبادرة المبعوث الأممي دي ميستورا لوقف إطلاق النار، حسب ما أفاد مسؤولون حضروا الاجتماع.
وكان دي ميستورا اقترح خلال زيارة قام بها الى سوريا مبادرة " تجميد القتال" المطروحة حاليا والتي ستكون بدايتها في حلب، واعتبر الأسد أن المبادرة جديرة بالدراسة، آنذاك، وأن نجاحها سيشكل حجر الأساس لخطوات مماثلة.
وتبقى حلب التي تعد عاصمة اقتصادية لسوريا مقسمة منذ أغسطس/آب الماضي إلى شطرين، حيث يدافع الجيش السوري النظامي عن غربها، فيما يقع الجزء الشرقي تحت سيطرة نحو عشرين مجموعة مسلحة مناهضة للحكومة.
6/5/150228
https://telegram.me/buratha