اكد الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله مساء الثلاثاء "اننا أمام فشل وهزيمة سعودية واضحة وانتصار يمني واضح"، معتبرا الادعاء السعودي بتحقيق كامل أهداف عدوانه هذا، أكبر خداع وتضليل يمارس منذ اعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم.
واضاف السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة: جاءت الجولة الثانية من الهجوم على اليمن تحت عنوان عملية اعادة الأمل، هنا أيضا خداع آخر للتغطية على الفشل في الجولة الأولى. هم وضعوا أهداف كبيرة تحتاج إلى حرب طويلة وما زالوا يبحثون عن جيوش يستأجرونها، انتقلوا إلى وضع أهداف تبدو متواضعة وقابلة للتطبيق وحولوا العملية من عملية عاصفة الحزم إلى عملية اعادة الأمل.
واضاف" قبل 40 يوما أعلنت السعودية الحرب على اليمن وبعد 26 يوما من العدوان أعلن التحالف العدواني انتهاء عاصفة الحزم وانتقال إلى عملية اعادة الأمل للشعب اليمني. منذ ذلك الوقت لا زالت العملية مستمرة والعدوان لا زال مستمرا. نحن مجددا أمام عملية خداع كبيرة تمارس منذ اعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم. الادعاء السعودي بتحقيق كامل أهدافه أكبر خداع وتضليل يمارس منذ اعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم ".
وتساءل نصرالله " هل يقبل أي انسان بهذا الخداع وهذا التضليل؟ دلوني على الاهداف التي تحققت حتى اليوم. دلوني على هدف واحد تحقق منذ بداية العدوان إلى اليوم".
واضاف" هل أعادت السعودية الشرعية المدعاة إلى اليمن. هل تمكنت من منع تمدد الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى حيث يريدون التمدد؟ هل صادرت سلاح أنصار الله كما ادعت؟ لم يتحقق شيء على الاطلاق. دلوني على هدف واحد قد تحقق حتى الآن. نحن أمام فشل سعودي واضح وصريح وانتصار يمني صريح وواضح وهذا الفشل سببه تماسك الشعب اليمني وتضامنه مع بعض".
وأضاف السيد حسن نصر الله ان أميركا ليست جادة في مواجهة "داعش" في العراق وسوريا وتعمل على توظيف خطر "داعش" لتنجز مشروعها في المنطقة وهو تقسيم هذه الدول على اسس طائفية وعرقية.
وان المنطقة ذاهبة الى شرعنة حروب أهلية قد تستمر عدة سنين وهذا ما تريده أميركا لشعوبنا، اليوم يكشف الأميركيون عن نواياهم وأول خطوة على طريق تقسيم العراق هو ما يعمل عليه الكونغرس الأميركي اليوم بتسليح بعض المجموعات في العراق.
وأشار الى أنه منذ سيطرة داعش على الموصل وتهديدها لبنية بقية المحافظات دعت المرجعية العليا في النجف للدفاع عن كل الشعب العراقي دون تمييز، الحكومة العراقية أيضا مارست مهمتها على هذا الاساس، مضيفا: إذا في العراق العراقيون لا يتصرفون على اساس التفريق بين المحافظات. لا حجة لأميركا باعطاء سلاح لمرجعية عراقية بشكل مباشر دون أخرى. إذا من الواضح ان هناك محاولة أميركية لتعجيز الحكومة العراقية والجيش العراقي عن مواجهة داعش.
وشدد على ان "مسؤوليتنا ان نرفض هذه خطوة الولايات المتحدة لأن الموضوع لا يبدأ بالعراق وينتهي بالعراق بل هذ خطوة تؤسس لمرحلة خطيرة جدا جدا وما يحضر له من خلال الخطوة تقسيم العراق ثم تقسيم اليمن ثم تقسيم سوريا وغيرها".
و قال السيد نصرالله "لأهلنا وشعبنا في سوريا أقول كنا وسنبقى معكم وحيثما يجب ان نكون سنكون وفي الأيام الأخيرة ذهبنا إلى أماكم لم نذهب إليها سابقا نحن دخلنا إلى سوريا بناء على تشخيص واضح هو ان الدفاع هو عن سوريا ولبنان وكل المنطقة".
واضاف: "في الآونة الأخيرة وبعد سقوط جسر الشغور بيد المجموعات المسلمة شهد العالم موجة من الشائعات والضخ الاعلامي التي تهدف لاحداث حرب نفسية لدى العالم"، مشيرا الى ان "بعض الشائعات هي انه بعد سقوط جسر الشغور سينتهي النظام السوري وان الجيش السوري فقد قدرته على المواجهة وانه يتهاوى وان حلفاء سوريا تخلوا عنها وان الوضع في سوريا صعب وهذه كلها أكاذيب عمل البعض على إشاعتها".
واوضح السيد نصرالله انه "ما يقال عن الموقف الإيراني حول سوريا غير صحيح"، مشيرا الى تصريحات قائد الثورة الاسلامية في ايران آية الله خامنئي الذي قال ان إيران تفاوض على النووي فقط ولا شيء على حساب حلفائها، وقال: ان هذا ما يؤكد ان إيران لم تتخل عن سوريا.
واشار السيد نصرالله الى ان "ما نحن أمامه الآن هو حرب نفسية تريد ان تنال من ارادة السوريين ومن عزيمتهم وصمودهم وتريد ان تنال من خلال احرب النفسية ان تحقق ما لم تستطع تحقيقه عسكريا"، قائلا: "لا يجب ان يصغي أحد إلى هذه الاكاذيب وهذه الحرب النفسية وهي حرب ليست بجديدة بل بدأت منذ بدء الأزمة السورية".
وأضاف: جيلنا لا يجوز ان يسكت على هذا الأمر، هذه المنطقة مصيرها واحد تاريخها واحد لا يجوز ان يرتكب جيلنا نفس الخطأ الذي ارتكبته الأجيال التي استسلمت وسلمت فلسطين إلى "اسرائيل".
وأضاف السيد حسن نصر الله في موضوع القلمون السوري، قلت سابقا ان هناك استحقاقا سيواجه اللبنانيين بعد ذوبان الثلج، أي انتصار في أي جبهة من الجبهات سيترك تداعيات إيجابية على كل الجبهات الأخرى ونحن كنا على اطلاع على نوايا الجماعات المسلحة التي كانت تحضر لاعتداءات بعد ذوبان الثلج.
وأشار الى ان "نوايا المسلحين كانت واضحة لنا من زمن ذوبان الثلج، نحن لا نتحدث عن تهديد مفترض إنما نتحدث عن عدوان فعلي ومحقق وقائم في كل ساعة من خلال احتلال اراض لبنانية واسعة من قبل الجماعات المسلحة والاعتداء على الجيش اللبناني المستمر والاعتداء على المواطنين في عرسال واستمرار احتجاز الجنود اللبنانيين وتقصف المنطقة وهذه المسائل بحاجة إلى حل جذري.
وأوضح ان "الدولة غير قادرة على معالجة هذا الأمر ولو كانت قادرة لفعلت ولو كانت قادرة ولم تفعل فهي مقصرة ويجب مساءلتها. لو قامت الدولة بمسؤولياتها كلنا سنكون معها إلى جانبها لكن كي لا ننتظر سراب من الواضح ان الدولة غير قادرة على المعالجة".
وتابع: لم يصدر أي موقف رسمي من حزب الله يتحدث عن هذا الأمر، نعم هناك تحضيرات ومؤشرات تبني الناس عليها لكن من جهتنا لم نعلن شيئا. أن نذهب لعلاج ما للجماعات المسلحة أمر محسوم لكن الزمان والمكان لم يتم الاعلان عنهما بعد.
وشدد السيد نصر الله على أنه "لو كنا نريد ان ننتظر اجماعا لكانت هذه الجماعات المسلحة داخل المناطق اللبنانية لذلك سنذهب الى معالجته. لمن يقول لنا من كلفكم بهذا الأمر نقول "هذا تكليف انساني واخلاقي وديني ومن يتخلف عن هذا الأمر اذا يستطيع ان يقوم به فهو يتحمل المسؤولية".
....................
6/5/150506
https://telegram.me/buratha