تواصل قوات حماية الشعب والمرأة مدعومة بفصائل من الجيش السوري الحر، تقدمها في ريف الرقة، بعد سيطرتها مؤخراً على أول قاعدة عسكرية لتنظيم في اللواء 93 بالقرب من "عين عيسى"، لتكمل سيطرتها بعد يوم واحد على كامل البلدة الواقعة بالقرب من مدينة الرقة السورية معقل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ووصفت الإدارة الأميركية انتصارات القوات الكردية على "داعش" في سوريا بأنه نموذج للجهود المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة أراض من هذا التنظيم. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست قوله: "هذا في اعتقادي مؤشر على مدى أهمية أن يكون للولايات المتحدة شريك فعال مستعد وقادر على قتال تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض".
من جهته، أشارالمتحدث باسم قوات حماية الشعب والمرأة ريدور خليل الى أن تلك الوحدات تقوم بتأمين المنطقة من هجمات "داعش"، فضلاً عن تفكيك المفخخات الّتي تركها، فيما تشير معلومات الى أن التنظيم بدأ في حفر خنادق قرب الرقة لتعزيز دفاعاته بعد تقدم الأكراد.
"داعش" بدأ في حفر خناويتحدث خليل عن قيام تنظيم "داعش" بتهجير أكثر من ألف عائلة كردية من مدينة الرقة إلى مدينة تدمر في البادية السورية وسط البلاد، التي سيطر عليها التنظيم إثر انسحاب قوات النظام منها مطلع الشّهر المنصرّم. واتهم خليل الائتلاف السوري المعارض بفبركة أنباء التهجير والتطهير العرقي، وفق أجندة معينة ضمن حملة إعلامية مدفوعة الثّمن مسبقاً، وتحويل الصراع بين التنظيم ووحدات حماية الشعب إلى صراع كردي- عربي، وهو أمر لا يخدم القضية السورية، نافياً حصول خروق، وقال إنّ من نزح من تلك المناطق كان نتيجة الاشتباكات. ريدور خليلوسيطرت الوحدات الكردية على بلدة عين عيسى الثلاثاء (23 حزيران)، مع انسحاب مسلحي "داعش"، بعد أن سيطرت على قاعدة اللواء 93 العسكرية، وهي موقع استراتيجي انتزع التنظيم السيطرة عليه العام الماضي من القوات الحكومية، بحسب رويترز. ونفى خليل الأنباء التي تحدثت عن قيام التحالف الدولي بمد المقاتلين الأكراد بـ 80 طائرة بلا طيار، مشيراً إلى أنّ دعم التحالف محصور فقط بالقصف الجوي، وكان له دور فاعل على الأرض.
وفي منتصف حزيران الحالي بسطت الوحدات الكردية المدعومة بفصائل من الجيش السوري الحر، والغطاء الجوية للتحالف الدولي، سيطرتها الكاملة على بلدة تل أبيض السورية القريبة من الحدود مع تركيا في ضربة موجعة لمسلحي تنظيم "داعش".
من المؤكد وجود عمليمن جهة أخرى، أكد الناشط الإعلامي المعارض غسان ياسين وجود ما وصفه بـ" عمليات تهجير ممنهج" بحق عرب من بلدة تل أبيض والقرى المجاورة لها من قبل الوحدات الكردية وبدعم من طائرات التحالف الدولي، مشيراً إلى قيام تلك القوات باتهام كل من كان يسيطر التنظيم على منطقته بـ"الدعشنة"، وهو أمر خطير على حد تعبير ياسين. ومع إعلان الوحدات الكردية سيطرتها الكاملة على بلدة تل أبيض السورية الحدودية، أعربت تركيا وفصائل سورية عن قلقها وإتهمت الأكراد بتنفيذ عمليات تهجير قسري ضد العرب والتركمان وتغيير ديموغرافي للمناطق العربية.ويؤكد مستشار الرئاسة في حزب الاتحاد الديموقراطي PYD سيهانوك ديبو، أن الإتهامات التي وجهت للحزب وللوحدات الكردية التي حررت تل أبيض، هي إتهامات تتصل بالفوبيا التركية من الأكراد، خاصة بعد أن وقفت الحكومة التركية مع الجانب الخطأ ودعمت القوات التي تحارب الأكراد مثل داعش وغيرها وهذا ما تحدثت به وسائل إعلام تركية قبل الإعلام العالمي.
ونفى ديبو وجود اي علاقة أو مصلحة بين الوحدات الكردية وحزب الإتحاد الديموقراطي الكردي والنظام السوري، قائلا، "نحن نحافظ على وحدة سوريا ونحن جزء اساسي من الوطن السوري،لدينا برنامج وهدف سياسي يتعلق بدمقرطة سوريا وهذا ما لا يروق لبعض الأطراف التي تتهمنا بتنفيذ عمليات تهجير قسري."
وأكد ديبو على أن تحرير بلدتي تل أبيض وعين عيسى سيكون له تأثير كبير في اخراج داعش من مدينة الرقة السورية، لافتاً الى أن الوحدات الكردية ستواصل محاربة تنظيم داعش على الأرض السورية، وأضاف قائلاً: "أينما وجد داعش فسنكون في المقدمة لتحرير الأرض السورية من داعش حتى لو طلب منا أن نتوجه الى دمشق."
وبعد معارك كوباني، وتل ابيض وعين عيسى، يرى مراقبون أن وحدات حماية الشعب الكردية باتت الحليف الأكثر مصداقية للحملة التي تقودها الولايات المتحدة على الأرض في سوريا.
وقالت وكالة رويترز إن وحدات حماية الشعب ظهرت كأكثر حليف يمكن التعويل عليه بالنسبة للحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا.
مستشار الرئاسة في حزب الاتحاد الديموقراطي PYD سيهانوك ديبو، يرى أن دعم التحالف الدولي للوحدات الكردية والفصائل السورية الأخرى المتحالفة معها لمحاربة داعش، جاء بسبب نجاح المشروع الذي تحميه وتدافع عنه وحدات حماية الشعب ضد مشروعين دمرا سوريا، "المشروع القوموي العروبي والمشروع الإسلاموي المسلح وهما مشروعان مدمران للبنية المجتمعية ومعطلان لقيم العالم الحر لذلك يدعم التحالف الدولي مشروع الوحدات الكردية.
https://telegram.me/buratha