أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة لقبول أي صيغة للتحالف المستقبلي الواسع ضد "داعش" يعتبره شركاؤها مناسبا.
وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني: "كما أكد الرئيس الروسي أمس (خلال لقائه نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند) أننا مستعدون لنأخذ قلق الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب بعين الاعتبار. كما أننا مستعدون لقبول أي صيغة لتحالف لا يثير إزعاج شركائنا".
كما أكد لافروف أنه من المستحيل إلحاق الهزيمة بالإرهاب ما لم يتم التخلي عن الكيل بمكيالين، موضحا أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن جيران سوريا.
وشدد قائلا: "لقد قلنا مرارا، كما أكد الرئيس بوتين أمس، أنه لا يحق لأحد باستثناء الشعب السوري، أن يقرر من هو الذي سيقود الدولة السورية".
وقال أنه بحث آفاق التسوية السياسية في سوريا خلال محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وتابع قائلا: "أكدنا أن العنصر الرئيسي للاتفاقات التي تم التوصل إليها في فيينا يكمن في ضرورة تطبيق اي اتفاقات وأي عمليات سياسية بإرادة الشعب السوري حصريا، دون أي تدخل من الخارج، ومع الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع المكونات الاثنية والطائفية".
بدوره شدد المعلم على أن الرئيس السوري بشار الأسد يؤمن بحق شعبه في تقرير مصيره ولن يسمح لأحد بسرقة هذا الحق.
وتابع المعلم "أقول لأولئك الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد أنكم واهمون، والسبب واضح بأن الرئيس الأسد يؤمن بحق شعبه فى تقرير مصيره ولا يسمح لأحد أن يسرق هذه الحقوق من الشعب السوري"، وأردف "لا يمكن أن نسمح لأحد أن يحقق في الحوار السياسي ما عجز عن تحقيقه في الميدان.. وطالما أن للشعب السوري الحق في اختيار مستقبله وقيادته، إذا صناديق الاقتراع هي الحكم".
وأكد لافروف أن موسكو ستواصل تقديم كافة المساعدات الضرورية لدمشق في مكافحة الإرهاب بموازاة الجهود لإطلاق عملية سياسية
وقال الوزير إن " الاتحاد الروسي سيواصل تلبية طلب قيادة الجمهورية العربية السورية، تقديم كافة المساعدات الضرورية في دمشق في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم. وبالتزامن مع ذلك، سنعمل بحسم في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل إطلاق عملية سياسية عادلة وديمقراطية وشاملة يقرر في إطاره السوريون مصير بلادهم بأنفسهم".
وتابع الوزير الروسي قائلا: "إننا نولي اهتماما خاصا للتعاون في المرحلة الراهنة الحساسة جدا في حربنا الحاسمة ضد الإرهاب، وللحركة نحو تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية، مع أخذ مصالح السوريين بعين الاعتبار".
كما طلب لافروف من المعلم نقل كلمات الشكر إلى العسكريين السوريين الذين شاركوا في العملية لإنقاذ الطيار الروسي الذي نجا من كارثة القاذفة "سو-24" الروسية (علما بأن الطيار الثاني قضي بنيران مسلحين استهدفوه عندما كان يهبط بمظلته بعد القفز من القاذفة التي أسقطها سلاح الجو التركي فوق أراضي سوريا).
وشدد الوزير الروسي على أن القيادة التركية تجاوزت الحد المسموح به، وتخاطر بأن تقود تركيا إلى وضع صعب جدا، فيما يخص المصالح الوطنية التركية والوضع في المنطقة بشكل عام".
كما دعا لافروف الجانب السوري إلى اتخاذ إجراءات إضافية لتأمين سلامة البعثة الدبلوماسية الروسية في سوريا وضمان أمن المواطنين الروسي في البلاد. وذكر في هذا الخصوص بأن السفارة الروسية في دمشق تعرضت يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني لعملية قصف جديدة ، إذ سقطت قذيفة هاون في حرم السفارة.
بدوره أعرب الوزير السوري وليد المعلم عن شكره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الجهود التي تبذلها روسيا في مكافحة الإرهاب بأراضي سوريا.
وأكد أن الجيش السوري تمكن بفضل الدعم الذي يقدمه سلاح الجو الروسي من إحراز تقدم كبير في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
واعتبر أن نجاحات العملية الجوية الروسية في سوريا خلال فترة زمنية قصيرة تفوق بكثير ما أحرزه التحالف الدولي بقيادة واشنطن حتى الآن، إذ لم يؤد تدخله إلا إلى توسع التنظيم الإرهابي في الأراضي السورية.
https://telegram.me/buratha