وكانت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية تناقش منذ ايام في الرياض مسألة مشاركتها في المفاوضات متمسكة بتلبية مطالبها المتعلقة بايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول الحوار.
الا ان احد اعضائها اعلن مساء الجمعة ايفاد ثلاثة اشخاص الى سويسرا لكن "ليس بصفة مفاوضين".
وقال فؤاد عليكو احد اعضاء الهيئة لوكالة فرانس برس مساء ان ثلاثة متحدثين باسم الهيئة العليا للمفاوضات سيتوجهون الجمعة الى سويسرا لكن ليس بصفة مفاوضين.
واضاف "هناك وفد اعلامي من الهيئة العليا قرر الذهاب الى جنيف ، وسوف يصل الوفد اليوم" لكن ليس بصفة مفاوضين. واوضح ان الوفد يضم رياض نعسان اغا وسالم المسلط ومنذر ماخوس.
وتابع "قد يلتقون مع دي ميستورا، ومع الاميركيين لكن البرنامج غير ثابت".
وبدأت المحادثات في جنيف بعد ظهر الجمعة بلقاء بين موفد الامم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا والوفد الحكومي السوري المؤلف من 16 عضوا الذي يقوده السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري.
ولم يتم الادلاء باي تصريحات قبل بدء اللقاء.
واشارة انطلاق هذا الحوار الذي يرتقب ان يستمر ستة اشهر وتم التوافق عليه اثر ضغوط كثيفة من المجموعة الدولية، كانت متواضعة بدون حفل رسمي او خطابات.
ويجري الحوار بطريقة "غير مباشرة" اي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما.
وتأمل القوى الكبرى ان يتمكن السوريون من وقف النزاع الذي اوقع اكثر من 260 الف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ اذار/مارس 2011.
وتنص خارطة الطريق التي حددت ضمن القرار الدولي 2254 الذي صدر في كانون الاول/ديسمبر على وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وانتخابات في غضون 18 شهرا.
لكن قبل بدء المحادثات، اشترطت الهيئة العليا للمفاوضات خلال اجتماعها في الرياض تلبية مطالبها المتعلقة بايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات.
وبحسب برنامج الاغذية العالمي فان 18 منطقة محاصرة في سوريا وان اكثر من 4,6 مليون شخص لا تصلهم مساعدات انسانية او يحصلون على كميات قليلة منها.
واعلنت الهيئة قبل يومين انها وجهت رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلبت فيه ان تلتزم الاطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الامن في كانون الاول/ديسمبر والذي ينص على ارسال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف قصف المدنيين.
وتعتبر المعارضة ان هذه المواضيع حسمت في قرار مجلس الامن ولا يفترض ان تكون موضع بحث على طاولة التفاوض، متهمة النظام ب"المساومة على الموضوع الانساني"، وتتمسك بضرورة البحث على طاولة التفاوض في العملية الانتقالية في سوريا.
وردت واشنطن على موقف المعارضة، معتبرة ان المطالب الانسانية التي قدمتها "مشروعة"، لكن يجب الا تكون سببا لان تفوت المعارضة "الفرصة التاريخية".
- المعركة نفسها-
والنقطة الابرز التي تعثرت حولها مفاوضات سابقة هي مصير الرئيس السوري بشار الاسد، حيث تطالب المعارضة برحيله عن السلطة فور تشكيل الهيئة الانتقالية وهو ما يرفضه النظام وحليفتاه روسيا وايران.
وتجمع عشرات المتظاهرين بعد ظهر الجمعة امام مقر الامم المتحدة في جنيف ورددوا هتافات تقول "الاسد والقاعدة نفس الوسائل ونفس المعركة" و"الاسد ليس الحل لمواجهة الارهاب، انه سببه".
والقوى الغربية التي لطالما طالبت برحيل الرئيس السوري، خففت من حدة لهجتها في الاونة الاخيرة في مواجهة تقدم تنظيم الدولة الاسلامية الذي تعتبره التهديد الرئيسي.
ويشن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
والجمعة قررت هولندا الانضمام الى حملة الضربات الجوية في سوريا تلبية لطلب من واشنطن وباريس.
وينظر المجتمع الدولي الى مفاوضات جنيف على انها وسيلة لتركيز الجهود على مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على اراض واسعة في سوريا والعراق.
وكان دي ميستورا اطلق من جنيف مساء الخميس نداء "إلى كل رجل، الى كل امرأة، الى كل طفل وطفلة من سوريا داخل سوريا أو خارجها في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان"، قائلا "نحن بحاجة الآن لقدراتكم للوصول لحلول وسط في المناقشة، للتوصل إلى حل سلمي في سوريا (...) نحن الآن بحاجة إلى إسماع صوتكم. إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، نقول: هذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها".
وقال ان مفاوضات جنيف "لا يمكن ان تفشل".
- روحاني يشكك في النتيجة -
واعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب الخميس انه تلقى تاكيدات من دي ميستورا ان وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف. وقال ان "بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له".
ومن المعارضين الذين تمت دعوتهم من خارج الهيئة العليا، هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تحالف من المعارضين الاكراد والعرب، وهو موجود في جنيف، بالاضافة الى رئيس "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير" قدري جميل المقيم في موسكو والذي وصل الى جنيف ايضا.
وتشكل مشاركة الاكراد الذين تصر موسكو على دعوتهم وترفض انقرة ولقاء الرياض ذلك، احدى نقاط الخلاف. ولم توجه اي دعوة بعد الى حزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز حزب سوري ممثل للاكراد.
ولكل هذه الاسباب، شككت ايران التي تعتبر من الاطراف الرئيسية في الملف السوري، في امكانية التوصل الى نتيجة سياسية سريعة.
وقال الرئيس الايراني حسن روحاني في حديث مع عدة وسائل اعلام فرنسية ان التوصل الى حل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتا مشيرا الى انه ينبغي تجنب الافراط في التفاؤل حيال ما ستفضي اليه المفاوضات.
واضاف "املنا ان نرى هذه المفاوضات تثمر في اسرع وقت. لكن سيكون مفاجئا ان احرزت نتيجة مبكرة جدا، ففي سوريا مجموعات تقاتل الحكومة المركزية وتتقاتل في ما بينها. هناك تدخل في الشؤون الداخلية السورية".
واضاف "المسألة السورية معقدة جدا. اعتقد ان الحل يجب ان يكون سياسيا، لكن من الصعب التوصل الى نتيجة في غضون اسابيع، عبر عدة اجتماعات. هذا سيكون تفاؤلا مفرطا، لان المسألة السورية معقدة الى حد كبير جدا".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha